الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعنة الحرية

سيروان ياملكي

2011 / 7 / 6
الادب والفن



أمطِ اللثامْ ..
بلغ النـُّطقُ حدّ الخَرسْ
أمطِ اللثامْ ..
وصل الموتُ حدّ الهَوَسْ
أمطِ اللثامْ ..
إختبيءْ خلفَ صمتِكَ
لاتطاولْ .. ربوة َالنـُّطق فتعرى
بمدية المَللِ تنبشُ ذاتكَ
أيُّ حَمَقٍ يركبـُكَ
أيُّ زمنٍ أبلهٍ هذا الـّذي يستجديكَ
أن تبحثَ عن آتٍ
تحت خرائب النـّسيانْ
يتلاطمُ الوقتُ بساحل جسدِكَ المالحِ
فيعودُ إلى لـُجِّكَ .. مُرّاً .. مُرّاً
حتـّى صِرتَ .. بحراً لعطشكَ
وشوكاً .. لحفائكَ
شفتاكَ ..
تكسّر فوقهُما صقيعُ حِوارٍ قديمْ
وصفيرُ رياحٍ تستوطنُ أطلالَ نـُطقِكَ
وبقايا أشجارٍ توقفتْ أنساغـُها
زحفَ السّكوتُ إلى مداخِلِ صوتِكَ
لملِمْ رمادَ الوقتِ الضائعِ
بقايا الزّمنِ المهدورِ
وأردُدِ الابوابَ
وترصّدْ صخبَ القلبِ
مازال الناطرونَ على هاويةِ الانتظارِ
يتكئونَ على أوجاعِهمْ
يمارسونَ الوهمَ صلاةْ
يترقبونَ نبياً
في زمن اللا أنبياءْ
يُشاطرُهُمْ .. حِصّة التـّموين
وصلاةَ النجاة

صديقتي ..
يارجعَ مواويلي
ياثـُمالة َ كـأسي
يا قِـبْـلـَة أنغامي وتراتيلي
لم يبقَ معنـًى للكلامِ
كلُّ ما قلناهُ أيامَ الغرامِ
صارَ حلماً ..
لكنـّما أتذكرينَ ياصديقتي ؟
يومَ أرسلتُ كراريسَ عشقي
وعنوَنتـُها لعينيكِ
وكتبتُ على هوامشها إهدائي
- الى حبيبيتي..
الى مرفأ أحلامي ..
في كلِّ حالكِ ليلٍ .. يختبي فجرُ
كما في نهارِ عينيكِ .. يختبي القمرُ -
فكلـّما أكتبُ عن عينيكِ الآنَ
يخضرُّ الحبرُّ..
وتـُصبح الأقلامُ أشجارا
ويعشوشِبُ القِرطاسُ
وتـُمسي الأسطرُ أوتارا
وكلـّما أكتبُ عن وطني
يختنقُ الصّبرُ..
ويولدُ من رَحِم ِ الكلماتِ الورمُ
وكلما أجلسُ .. كي أكتبَ عن عينيكِ
يتلفتُ البحرُ..
ويُصغي الموجُ ..
ويسترخي المساءْ..
وكلما أجلسُ .. كي أكتبَ عن وطني
يبكي الله معي ..
فتختبي بين أناملي كلُّ السماءْ
فأحارُ عمّن أكتبُ ياصديقتي
لكنـّما تأكدي ..
بأنني أعشقـُكِ الآنَ أكثرْ
لانني .. أسمعُ في نبراتِ صوتكِ البعيدْ
شجوَ (العراقِ) وحزنِهِ
ودفءَ (بغدادَ) والحنينْ
وخفقَ (دجلة َ) الهادي
يختالُ ما بين البساتينْ
وشهقة َ ( الـﭼــنارِ) في كـُردستانْ
ودمعة َ الفراتِ والأنينْ
أشمُّ في حديثكِ الطـّريّ
عِطرَ التـُرابِ ..
عصرية الصيف في بلادي
وريحة الطينِ والتنورْ
ونكهة الخبزِ والبَخورْ
وسطحنا المرشوش عند المغربِ
أرى نخيلَ (الكرخ ِ)
في هدءةِ الأصيلِ
كلما تهمسينْ..
أرى جُرفَ (الرّصافةِ)
حين تبسُمينْ..
ورقصة ( الـﮔلاله سورِ)
كلما تتمخطرينْ
وفي فرحةِ عينيكِ ..
أرى أضواءَ ( العرازيلْ )
وطفولتي .. والقناديلْ
و( خضر الياسْ )
ودورة َ الشموعِ في ( الصّينيهْ)
وحين تغضبينْ..
ألمسُ في خوفِ حروفكِ المشدودةِ ( كالبوتازْ)
صُراخـَنا المذبوحْ
وخطواتِ أمي على طولِ ( المجازْ)
وهرجِ الاولادِ على بابنا
في ليلةِ ( المحيهْ)
وحين تـُدندنينْ..
أسمعُ في غنائكِ المؤجّلِ
زقزقة َالسُنونو
وعودة السُنونو
أو كما كانت تسميهِ جدتي
( سند وهنـْد)
الى سقفِ دارنا
الى بيتنا القديمْ
وحين تحزنينْ..
أرى أنوارَ ذلك الرصيفْ
على ( أبي نوآسْ )
كرقصةٍ من ماسْ
تكسّرتْ ..
تساقطتْ بدجلهْ
كدمعةٍ مذبوحةٍ بمـُقلهْ
وحين لم يُعد بيننا حينْ
لعنتُ برهة العمرِ
ومشوارَ الوجودْ
لعنتُ الفِراقْ ..
لعنتُ حتى حريتي.. لانها استعبدتني
لعنتُ العشقَ والعشاقْ
فكيف أعشقُ ..
وليس في الارضِ من مثلكِ
يحملُ (العراقْ)

فانكوفر / كندا/ آب / 1999








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا