الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احلام الاطفال في العراق وتبجح الحكام

حسن احمد مراد

2011 / 7 / 6
حقوق الاطفال والشبيبة


قلما نجد في بلدان العالم وخصوصا تلك التي لها موارد نفطية اطفالا تعساء كما في العراق ، ونادرا ما نجد في بلدان دخلها المالي يجاري العراق اطفالا عزفوا عن الاحلام مثلما الاطفال في العراق ، فالاطفال في هذا البلد باتوا يعيشون وضعا كارثيا ومحزنا ابتداء من عملهم في سوق العمالة والتسكع في الشوارع والارصفة المليئة بكل شيء الا الامل ومرورا بالمدرسة المليئة بالعنف وانتهاء بالبيت المتخم بالسياسة والاقتصاد واخبار الساسة والسادة المسئولين والافاقين والمنافقين ، تخمة في كل شيئ الا التطرق الى ما يعانيه الطفل من ماسي واحزان .
لقد برع السادة المسئولون الجدد في كل شيء من سرقة الى تزوير واختلاس و قتل وقمع فوصلوا في نهاية المطاف الى قتل احلام الاطفال واختزال طفولتهم وطمسها في خطبهم وتصريحاتهم المليئة بالغوغاء والفوضى والتعجرف ، رموا بالطفل ورائهم وسحقوا كرامته ودهسوا طفولته باحذيتهم المصنوعة من اجود انواع الجلود في العالم وذهبوا وبكل تبجح الى مؤتمراتهم الصحفية وبدأوا بتنسيق جملهم وترتيب مفرداتهم اللغوية ليثبتوا للجمهور بانهم هم الامل المنشود وغيرهم من يستحق القتل والتنكيل فشرعوا بالقاء كلماتهم الرنانة وجملهم الطنانة في ظل المكيفات واجهزة التبريد وهنا طفل يبيع بعض السكاكر والحلوى على الرصيف ودرجة الحرارة تقارب الخمسين وهناك طفل اخر ينظف زجاج السيارات ينتظر من ينظر اليه بعين الرحمة والرافة واشعة الشمس تلدغ جلده من كل صوب وهنالك رضيع يفترش الشارع تنتظر امه من يتصدق على يتيمها الذي بات وبعد فقد المعيل الذي راح ضحية للارهاب وتجار الموت وحيدا لا حول له ولا قوة ، اما في مدارس العراق الجديد فالطفل كما في السابق غدا ضحية لمناهج غير علمية واساليب تربوية تحاكي في تخلفها اقدم ما مارسه الانسان من اسلوب في التربية والتعليم فلا يخلو صف او مدرسة من احد اشكال العنف او كله "عدا المدارس النموذجية المتميزة طبعا "والمخصصة لاولاد السادة المسئولين المبجلين ،الذين تعلم اولادهم العيش في اجواء مكيفة على العكس من اقرانهم الذين اجبرتهم قسوة الحكام وغياب الدولة والقانون على الاستلقاء فوق الارصفة الساخنة في منتصف ظهيرة الصيف العراقي المعروف بقسوة حرارته .
كنت اعتقد دوما بان الادارة والقيادة الحكيمة والعادلة في اي مجتمع من الممكن ان يصل بجموع الجماهير الى بر الامان حتى لو كان الاقتصاد غير قويا بشكل كافي ، وان الاغبياء الذين يحكمون الشعوب والاوطان عاجلا ام اجلا سيحولونها الى دمار وخراب حتى وان كانت بلدانهم تعوم فوق بحيرات من ذهب، راينا قيادة حزب البعث في العراق في الامس القريب وراينا كيف حول هذا البلد الى ركام ولم يكتفي بذلك بل جاء مرة اخرى ليتحالف مع الارهاب الدولي لتدمير ما لم يتم له تدميره على مدى 40 عاما .بيد ان الطامة الكبرى هو ان المجتمع الذي تنفس الصعداء لوهلة مستبشرا بزوال واحد من اعتى الديكتاتوريات شراسة ودموية في التاريخ الحديث لم يجني ثمار صبر وعذاب ومقاومة تكبدها على مر عقود من الزمن بل سارت به الاحداث الى انفاق معتمة تخنق كل شيء حتى احلام الاطفال البريئة .
وختاما بقي ان نلفت انتباه السادة الجدد ( ان لم يكن الوقت قد فات اصلا ) الى الالتفات لما يعانيه المجتمع بكل شرائحه وخصوصا الاطفال الذين حرموا من نعيم الطفولة، والا قد يساقون الى محاكم تقتص منهم كما اقتصت من الذين سبقوهم وحينها لست اتصور ان الندم سيجدي نفعا او التأسف يغير من الموضوع شيء وكل " من لايقرأ التاريخ عليه تكرار نفس الاخطاء " ومن ثم تحمل عواقب اخطاءه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع
اياد البصراوي ( 2011 / 7 / 7 - 11:06 )
كل من ساهم في معاناة اطفال العراق سيلقى مصيرا مشؤما وسيقع في ايدي الشعب لامحالة

اخر الافلام

.. ميقاتي: الحديث عن رشوة أوروبية للبنان من أجل إبقاء النازحين


.. بايدن: نحن لسنا دولة استبدادية ومع حق التظاهر السلمي وضد الف




.. جامعة أميركية تلغي كلمة لمندوبة واشنطن في الأمم المتحدة بضغو


.. ترمب يتهم الديمقرطيين بمحاولة السماح للمهاجرين لترجيح كفة با




.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي