الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس من القرآن في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 7 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


نعرف ، و لكن بالتأكيد لا نقبل أبداً ، الأسباب التي تدفع نظام طنطاوي - سليمان لحماية الطاغية المخلوع ، محمد حسني مبارك ، و تلك الأسباب هي :
أولاً : حسني مبارك هو رب نعمة هؤلاء الممسكين بالسلطة حالياً ، سواء في جهاز الإستخبارات السليمانية ، أو في المجلس العسكري ، فهو الذي إختارهم لشغل مناصبهم الحالية ، و ربما يحتفظ بأدلة تدينهم .
ثانيا : الضغوط السعودية - الإماراتية لحماية مبارك من إذلال المحاكمة ، و من المصير الوحيد الذي ينتظره لو وقف أمام محكمة مدنية عادلة علنية ، و هذه الضغوط السعودية - الإماراتية تزداد ثقلاً بالهبات المالية التي يعلن عنها ، و التي لا شك إن هناك هبات أخرى سرية موازية لها تجعل نظام طنطاوي - سليمان يصغي لمطالب النظامين ، السعودي و الإماراتي .
ثالثاً : يضاف للضغوط الخليجية المدعومة بالدولار النفطي ، ضغوط حكومة نتنياهو - ليبرمان لحماية مبارك ، فهي الحكومة التي نافست آل سعود في الوقوف بجانب مبارك حتى أخر لحظة ، حتى بعد أن تخلت عنه الأنظمة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الهامة في الإتحاد الأوروبي ، كما لا يمكن إغفال أن عمر سليمان - الركن الأهم في النظام الحاكم حالياً - و جهاز إستخباراته على علاقة وثيقة بكافة الأجهزة الأمنية السرية الإسرائيلية .
هذا عن مبارك ، فماذا عن بقية الكبار ؟
منطقياً فإن حماية مبارك تستتبع حماية بقية الكبار المسئولين عن جرائم عهد مبارك ، و أخص بالذكر الجرائم التي أرتكبت في عهد مبارك بحق ثوار ثورة 2011 .
لا يمكن أن يفلت المجرم الأكبر من المحاكمة ، دون أن يفلت كبار أعوانه من المجرمين .
لا يمكن تبرئة مبارك ، دون تبرئة نجله جيمي ، و تبرئة العادلي كذلك ، و غيرهما .
هذا عن الكبار ، فماذا عن الصغار ؟
لماذا لا يشتري نظام طنطاوي - سليمان سكوت الشعب بمحاكمة صغار المجرمين ، من متوسطي الرتب ، و صغارها ، من ضباط الشرطة ، و من هم أدنى منهم في السلك الوظيفي في جهاز الشرطة ؟؟؟
بالتأكيد ليس لإنهم يستطيعون ربط أنفسهم بالكبار ، لأن من المؤكد أن هؤلاء الصغار ليس بحوزتهم أدلة مادية تدين الكبار ، و بالتالي يمكن بسهولة الإدعاء بإنهم تصرفوا من تلقاء أنفسهم ، و إمتصاص الغضب الشعبي بالتخلص منهم ، حتى لو كان تأثير ذلك لن يستمر طويلاً .
و بالتأكيد ليس لإنه يشعر بالمسئولية تجاههم ، فالمواطن المصري هو أرخص شيء لدى الممسكين بالحكم ، و في موقف كهذا الذي يعيشه نظام طنطاوي - سليمان ، بعد أن إنكشف أخيراً للجميع حقيقته ، لا يهم نظام هو إمتداد لنظام مبارك أن يضحي برجاله الصغار ليشتري بعض الوقت .
الإجابة هي أن نظام طنطاوي - سليمان ينظر للمستقبل ، أي أبعد من اللحظة الراهنة ، خاصة بعد إطمأن لتحالفه مع جماعة الإخوان الإنتهازيين .
النظام ينظر ، و يخطط ، لما بعد الإنتخابات البرلمانية ، و الإنتخابات الرئاسية ، و المسألة كلها بضعة أشهر .
النظام الحاكم يعتقد إنه سيتستمر في الحكم بعد الإنتخابات الرئاسية تحت مسمى أخر ، قد يكون نظام عمرو موسى ، أو نظام شرف ، أو نظام عمر سليمان ، أو نظام طنطاوي ، أو أي أسم أخر لا يخطر على بالنا ، مثلما لم يخطر أسم عصام شرف كرئيس للوزراء على بال أحد منا ، فالنظام في جعبته الكثير من العملاء .
إنه متأكد من الإستمرارية ، و الأسماء لا تهم ، و له بعض الحق في ظنه هذا ، لأن نتيجة الإنتخابات في هذه المرحلة محسومة لصالح النظام الحاكم ، و حلفائه الإخوانيين الإنتهازيين .
النظام الحاكم يظن أن الإنتخابات ستضفي الشرعية عليه ، و هي الشرعية التي يفتقدها الآن .
لقد عاين الشعب المصري في أواخر يونيو 2011 وحشية النظام ، و من قبل في الثامن من إبريل 2011 ، و هي وحشية حدثت في وقت يفتقد فيه النظام الحاكم للشرعية ، فما بالنا عندما يتدثر برداء الشرعية الإنتخابية ؟؟؟
ما عايناه في الفترة الماضية من تعامل وحشي مع المتظاهرين ، و المعتصمين ، السلميين ، و من ضرب ، و إهانة ، و هتك للأعراض ، و سفك للدماء ، ليس إلا عينة بسيطة لما سنراه في المستقبل ، لو جرت أية إنتخابات ، و لو بقى ذلك النظام تحت أي مسمى ، لا قدر الله .
النظام الحاكم يعرف إنه سيحتاج جهاز الشرطة الذي تربى في عهد سيده مبارك ، و هو يرسل رسالة طمأنة لرجال جهاز الشرطة .
النظام يقول لرجال جهاز الشرطة : أنظروا كيف إن جرائمكم الواضحة في الفترة بين الخامس و العشرين من يناير ، و الحادي عشر من فبراير ، 2011 ، لم يقتص أحد من مرتكبيها ، فإطمئنوا ، و أطيعوا ، و إقمعوا بقسوة عندما نأمركم ، فنحن مثلما نأمركم ، فإننا نحميكم ، و نجزل لكم العطاء أيضاً .
القمع سيكون أشد قسوة ، و أكثر وحشية ، بعد كل إنتخابات .
لهذا من الخطأ السماح بأية إنتخابات في ظل هذا النظام ، أو في ظل أي نظام يكون هو الأخر إمتداد لعهد مبارك .
و من الخطأ ، و الخطر ، التهاون في مسألة محاكمة صغار المجرمين .
لنتذكر دائماً أن فرعون لم يغرق وحدة .
إنه درس من القرآن الكريم في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل .
لن نسمح - إن شاء الله - بأن يبقى أعوان مبارك في السلطة ، و لن نترك مجرم يهرب من العدالة ، يستوي في ذلك المجرم الكبير ، و المجرم الصغير ، أو فرعون ، و هامان ، و جنودهما ، و وسيلتانا لتحقيق ذلك هما : النضال السلمي ، و القضاء المدني العادل العلني ، فلسنا فوضويين ، و لسنا إرهابيين ، و لسنا دمويين ، لسنا كما يريد أعداؤنا أن نكون .
ملحوظة تعد جزء من المقال : في هذا الشأن يمكن الإطلاع على مقال قديم لشخصي البسيط ، نشر منذ عدة سنوات ، عنوانه : فأغرقناهم أجمعين ، لا للعفو عن الرتب الصغرى ، و يوجد أيضاً كتسجيل صوتي بنفس العنوان في يوتيوب .

المنفى القسري ، و القمعي : بوخارست ، رومانيا

06-07- 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل