الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي -القيم الأخلاقية- في المجتمع الأميركي ؟

باتر محمد علي وردم

2004 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


قدمت مجلة نيوزويك في عددها الأخير تحليلا شاملا للانتخابات الأميركية كان أهم ما فيه مقارنة كيفية التصويت ونسبة الاقتراع لكل من المرشحين جورج بوش وجون كيري. وقد كان واضحا أن بوش قد حقق نصرا كاسحا، ساهمت طبيعة النظام الإنتخابي الأميركي في تخفيف وطأته من خلال احتساب الأصوات المحددة للولايات. لقد حقق بوش الفوز على كيري بفارق 20 صوتا انتخابيا من أصل 540 لكن هذا كان على خلفية اكتساح بوش للفوز في 28 ولاية مقابل 16 ولاية فاز بها جون كيري.
وقد ساعد كيري فوزه في ولاية كاليفورنيا التي تمتع بوجود 55 صوتا انتخابيا وولاية نيويورك ولها 31 صوتا وولااية بنسلفانيا ولها 21 صوتا لجعل الفارق ضئيلا، ولكن توزيع الأصوات يظهر بأن الحزب الجمهوري وبوش حصلا على ثقة العدد الأكبر من الولايات وانحصر فوز الحزب الديمقراطي وجون كيري بالولايات على جانبي الساحل الأميركي. والواقع أن قراءة متأنية لطبيعة هذا النظام الانتخابي تظهره أكثر تخلفا حتى من قانون الصوت الواحد والدوائر الانتخابية في وطننا العزيز.
وحسب تحليل الأرقام التي أوردتها نيوزويك حول اتجاهات التصويت فقد تبين أن عددا كبيرا من الأميركيين صوت لا من منطلق العراق والسياسة الخارجية أو الاقتصاد بل من منطلق "القيم الأخلاقية" والتي ذهبت في غالبيتها الساحقة لجورج بوش. وهنا يظهر سؤال جوهري: ما هي تلك القيم الأخلاقية التي جعلت الشعب الأميركي يصوت لبوش باعتباره "زعيما يعرف الحدود الفاصلة بين الحق والباطل"؟
حسب تحليل اتجاهات التصويت فإن القيم الأخلاقية الرئيسية التي ساعدت بوش على الفوز هي معارضته للإجهاض، وارتياده الدائم للكنيسة، وتركيزه على البعد الديني في خطاباته وعدم موافقته على إعطاء تمويل فدرالي لأبحاث خلايا المنشأ التي قد تفتح الباب أمام الاستنساخ البشري، وأخيرا رفضه لزواج الشاذين جنسيا.
عظيم جدا، يبدو أن الشعب الأميركي لديه ميل كبير للالتزام بهذه القيم الأخلاقية وبالتالي جاء تصويته لبوش ساحقا. ولكن مهلا، لماذا لا يفكر الشعب الأميركي بقيم أخلاقية أخرى ومنها أن الرئيس الأخلاقي جدا قد كذب عليه عشرات المرات في تبرير اسباب الحرب على العراق سواء في قضية أسلحة الدمار الشامل أو الرابط المزعوم بين صدام حسين والقاعدة؟ تقول التحليلات أن الشعب الأميركي لم يهتم بهذا، لأن بوش وفريقه تمكنوا من تسويق رواية أخرى مفادها أن الحرب على العراق لم تكن فقط بهدف ايجاد أسلحة الدمار الشامل بل بالقضاء على الدكتاتورية وتحرير الشعب العراقي وأن الجنود الأميركيين يموتون من أجل حرية العراقيين لا من أجل النفط وثروات شركات ديك تشيني وشركات الأسلحة والدفاع الأميركية ومصلحة إسرائيل العليا.
ولكن لا أحد من الشعب الأميركي يهتم بحقيقة أن "حرية العراقيين" المزعومة كان ثمنها 100 ألف قتيل عراقي على الأقل واستخدام كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا وخاصة اليورانيوم المنضب، إضافة إلأى حصار العشر سنوات الذي قضى على مئات الآلاف من العراقيين، ، ونهب تاريخ العراق ونشر بذور الفتنة والتقسيم الطائفي، فهذا كله لا يدخل ضمن منظومة القيم الأخلاقية للشعب الأميركي.
هنيئا للشعب الأميركي برئيسه الأخلاقي جدا وطاقمه الطهور من المحافظين الجدد، لأن شعبا بهذه الطريقة في اختياراته يستحق زعيما بهذه المواصفات يقوده نحو المزيد من العزلة والغطرسة والكراهية في السنوات الأربع القادمة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا