الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش على دفتر وطن ثائر

هانى جرجس عياد

2011 / 7 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


* 8 يوليو... لحم الثورة المر
راهن العسكر على إرهاق الثورة، والحق أنهم أبدعوا فى ذلك، لكن فاتهم أن الثوار لا يتعبون، وأن دماء الشهداء التى عمدت الثورة والثوار، ليست أرخص من دماء الثوار التى ما زالت تجرى فى العروق.
يرتكب العسكر نفس خطيئة العادلى الذى راهن أن المصريين لا يبقون فى الشارع طويلا، أخرهم 3 أيام، وفى اليوم الرابع (هيلمهم فى ميكروباص ويوديهم لمبارك)، فراح ضحية رهانه الأحمق، ليعود العسكر ويراهنون أن المصريين لن يظلوا ثائرين طويلا، وأن الثورة يمكن المساومة عليها واقتسام لحمها فى الغرف المظلمة، وكفى الثوار ما تحقق لهم بخلع مبارك. نسى العسكر أن شعار الثورة كان «الشعب يريد إسقاط النظام»، وتلك مشكلتهم.
الثورة أيها الجنرالات لا تؤكل شرعا، ولا يجوز ذبحها على الطريقة الإسلامية، وعندما تكتشفون –متأخرا- أن لحم الثورة مُر، سوف تدفعون الثمن وحدكم... عفوا سوف يشارككم حلفاؤكم دفع الثمن.

* سؤال بريء
لماذا انحاز الإسلاميون على متخلف ألوانهم إلى العسكر رغم أنهم (العسكر) أول منم انقلب على شرعية الـ 77% الشهيرة؟

* إجابة غير بريئة
نجح الإخوان فى الإمساك بالعصا من المنتصف، فاحتفظوا برجل فى قطار الثورة فى التحرير، ومدوا الأخرى إلى مركب عمر سليمان فى مكتبه مغلق الأبواب والنوافذ، وعندما اكتشفوا أن مركب اللواء النائب شارف على الغرق، انسحبوا منها واستقروا فى الميدان، لكن يبدو أنهم انسحبوا تماما الآن من قطار الثورة (أقول يبدو، والعلم عند الله)، بعدما نجحوا فى الهرب من مركب اللواء.
لكن ليس (كل مرة تسلم الجرة) فى وقت ما سوف يكتشف الإخوان أن الجنرالات لا يختلفون كثيرا، وأن مراكبهم لا تستطيع مواجهة قطار الثورة، لكن عندها ربما يكون الوقت قد فات ولا يلحقون حتى بالسبنسة.

* ذكاء الجنرالات
لا يستطيع قانونى واحد، من المستشار طارق البشرى وحتى المتر صبحى صالح أن يقدم لنا قراءة قانونية لمعنى الاستفتاء على التعديلات الدستورية وجدواه وموقعه الراهن على خريطة الطريق، وبنفس القدر لا يستطيع سياسى واحد أن ينكر أن الجنرالات أداروا اللعبة السياسية «بذكاء»، فأدخلوا مصر الثورة فى نفق الاستقاء موحدة لتخرج منه منقسمة على ذاتها بين دعاة الانتخابات أولا والمطالبين بالدستور أولا، بينما البلطجية يؤدون أعمالهم بكفاءة، وقتلة الشهداء يذهبون إلى المحكمة صباحا، ويعودون إلى مكاتبهم بعد الظهر، ويجتمعون مع سماسرة الدم مساء، والمجلس العسكرى يعيد إنتاج موازنة يوسف بطرس غالى، والشرطة العسكرية تطارد الثوار، والإسلاميون على متخلف تشكيلاتهم لا يجدون مبررا للتظاهر أو الضغط على العسكر.
الذكاء الحقيقى يبدأ من نقطة القدرة على قراءة ذكاء الطرف الأخر والتعامل معه، وهذا بالضبط ما فات الجنرالات وهم يخططون «بذكاء» لإنهاك الثورة والالتفاف عليها.

* فارق التوقيت
من بين ما كشفت عنه وقائع أيام الثورة (25 يناير–11 فبراير) أن هناك فارقا واسعا بين التوقيت الرسمى لجمهورية مصر العربية والتوقيت المعتمد عند الرئيس، لذا لم يعبأ أحد باستجابات الرئيس المتأخرة جدا لمطالب مطروحة من سنوات، مثل تعديل الدستور (المسخرة) وإغلاق ملف التوريث وإبعاد رجال الأعمال عن السلطة..الخ... وعندما اكتشف الرئيس أن الوطن ليس ملعب كرة، وليس فيه وقت بدل ضائع، اضطر مرغما لاعتماد التوقيت الرسمى لمصر التى الثائرة على استبداده وفساده، وعلى بلادته أيضا، وتنحى. المشكلة أن الجنرالات يكررون نفس الخطأ، لا يدرك الجنرالات حتى الآن أنهم فى قاعة امتحان وليسوا فى ملعب كرة، وفى الامتحانات لا يوجد وقت بدل ضائع، ولا تجوز الإجابة بعد انتهاء الوقت المحدد، فهل يستدرك الجنرالات الأمر ويستخدمون نوع أخر من الساعات غير تلك التى كان يستخدمها قائدهم الأعلى السابق؟ أشك كثيرا.

* البراءة للجميع
لم تحرمنا «سيدة مصر الأولى» من طلتها هذا الصيف، صحيح اختفت أخبارها، ولم نعد نسمع شيئا عن حالتها الصحية التى انهارت فجأة، ثم تعافت فجأة، ولم نعد نعرف أين هى الآن، لكنها حاضرة بقوة فى المشهد، رجالها مازالوا يحتلون أركان الصورة، يرسمون كل التفاصيل، بما فيها مهرجان القراءة للجميع الذى جعلوه هذا الصيف مهرجان (البراءة للجميع).

* القضاة يتنحون.. والعسكر أيضا!!
فى قاعة المحكمة هناك أسباب كثيرة تدفع القاضى للتنحى عن نظر قضية ما، من بينها أن يستشعر القاضى بالحرج من نظر القضية بسبب علاقة ما تربطه بأحد الأطراف المتنازعة. ولا أحد ينكر أن هناك علاقات معقدة ومتشابكة تربط المشير برموز وأقطاب نظام مبارك الذين يتعرضون للمحاكمة الآن، فلماذا لا يستشعر المشير الحرج ويتنحى؟
للتذكرة وحده القاضى عبد السلام جمعة الذى يركب سيارة تابعة لأمن الدولة، لم يستشعر حرجا وأصر على استمراره فى محاكمة العادلى (رئيس رئيسه)، إلى أن تمت تنحيته بحكم محكمة.

* جديد «الجماعة»
اختفى صبحى صالح ليظهر محمد مرسى، الأول وصف المسلمة التى لا تنتمى لجماعته (واحدة جاية من على الرصيف) واختفى، ليظهر الثانى (محمد مرسى) واصفا الداعين إلى الدستور أولا أنهم صهاينة وأذناب النظام الساقط.
وأنا يا عم محمد مرسى واحد من الذين يطالبون بالدستور أولا، يعنى أنا واحد من الذين تتهمهم أنهم صهاينة وأذناب النظام الساقط، ولا أنتظر، ولا أريد، منك اعتذارا، لأننى أعرف بيت الشعر القائل «وإذا أتتك مذمة...»، وأعرف أن من حقى الآن أن أرد بنفس الأسلوب (العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم)، المشكلة أننى لا أعرف الطريق إلى ذاك المستنقع الذى استخرج منه كبيركم السابق (طز فى مصر) وما زلتم منه تنهلون، لكننى أتذكر بيت شعر شهير آخر، يقول (بتصرف): إذا كان رب البيت (بالطز قائل) فشيمة أهل البيت كلهم....؟؟ ولكم وحدكم حق وضع الكلمات المناسبة فى الفراغ!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية: اندلاع حريق كبير شمالي #الجولان عقب س


.. هل يمكن تَكرار سيناريو عملية -النصيرات- لاستعادة الرهائن الإ




.. #السودان.. قوات الدعم السريع تكشف التفاصيل الكاملة لأحداث -و


.. طفل فلسطيني من مجزرة مخيم النصيرات: شفنا الموت بأعيننا




.. وقفة تضامنية في جاكرتا استنكارا لاستمرار الحرب الإسرائيلية ع