الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبارك يخرج لسانه للشعب.. فى ميدان التحرير!

سعد هجرس

2011 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


رأيت حبيب العادلى وجمال مبارك وزكريا عزمى وأنس الفقى يتأبطون ذراع كل من صفوت الشريف وفتحى سرور فى قلب ميدان التحرير يوم الأحد الماضى.
لم يكونوا يسيرون على أقدامهم كباقى خلق الله.. بل كانوا يسيرون على رقاب العباد ويخرجون ألسنتهم للثوار، ويصدرون الأوامر للبلطجية، والباعة المتجولين ومخلفات الحزب الوطنى المنحل وقائمة طويلة للمستفيدين من تحالف الاستبداد والفساد الذى حكم مصر على مدار الثلاثين عاماً الماضية، ويحرضونهم على إثارة الذعر وترويع الآمنين وتحويل ميدان التحرير من منارة للثورة إلى بؤرة للفوضى والغوغائية.
نشرات الأخبار تؤكد أنهم فى السجن، وبالتحديد فى ليمان مزرعة طرة، لكن الواقع يقول أن هذا لم يمنع سياساتهم من القفز فوق أسوار الليمان والوصول إلى قلب قاهرة المعز. وشجعهم على ذلك تلكؤ حكومة الدكتور عصام شرف فى تنفيذ مطالب ثورة 25 يناير. وهو ما عبر عنه الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى فى آخر إبداعاته الشعرية بقوله فى قصيدة "لسه النظام ما سقطش":
الثورة كالزحلفة .. ولا كإنها ثوره
كأنها لعبة ولعبناها فى محاوره
كسبنا دوره .. وغيرنا كسبوا ميت دوره
وإن جيتوا للجد .. قدم الثورة مشلولة
الثورة .. لازمها ثورة أقوى من الأولى

***
وهذه الحكمة المصفاة التى نطق بها الأبنودى ليست وسوسة شيطان الشعر، وإنما هى تعبير عن واقع الحال الذى نعيشه.
أليست "قدم الثورة مشلولة" حقاً؟! والدليل على ذلك أن الثورة، أى ثورة فى العالم وبحكم التعريف، لها جانبان، الأول يتعلق بهدم النظام القديم والثانى يتعلق بإرساء دعائم النظام الجديد.
فماذا حدث؟
الذى حدث حتى الآن هو إسقاط رأس النظام القديم وتجميده، أو تحنيطه، فى مستشفى شرم الشيخ، والتحفظ على ذيوله وكبار خدمه فى مكان أمين بـ "منتجع طره"، وحل الحزب الوطنى الذى احتكر الحكم بانتخابات مزورة بصورة فاضحة ومتبجحة خلال العقود الثلاث الماضية، وتغيير إسم جهاز مباحث أمن الدولة، وحل مجلس الشعب والشورى ثم الانتظار لمدة أربعة شهور لصدور حكم من القضاء الإدارى لحل المجالس المحلية، وإجراء حركة تنقلات وتعيينات للمحافظين بنفس معايير وأساليب عهد مبارك، فضلاً عن إجراء تغيير للقيادات الصحفية وبعض القيادات الاعلامية، وأخيراً.. وعد بتغيير قيادات الجامعات فى بداية الشهر القادم.
ومع عدم التهوين من شأن هذا الذى حدث، لأن نصفه أو حتى ربعه كان يعد قبل ثورة 25 يناير أضغاث أحلام، فإنه يظل متسماً بأمرين أساسيين:
الأول .. هو البطء الشديد الذى لا يليق بثورة، فالثورة تعنى التغيير الشامل والجذرى والحاسم والسريع.. بينما يبدو من إيقاع هذه الإجراءات أن ثورتنا تجلس على ظهر سلحفاه!
والثانى.. هو التردد الشديد.. لأن إرادة التغيير لم تصل بعد إلى أهم معاقل النظام القديم، ومازالت حكومة الدكتور عصام شرف – التى يفترض أنها جاءت لتنفيذ برنامج الثورة – تتلعثم فى نطق كلمة "التغيير الثورى".
ووصل الحال الردئ إلى درجة التلاعب بملف الشهداء ومصابى الثورة، ووصل الاستهتار إلى درجة ترقية المتهمين بقتل أبنائنا وبناتنا أو تركهم فى مناصبهم بكل ما يشكله ذلك من خطر العبث بأدلة الاتهام والضغط على الشهود. أما من تم احتجازه منهم فقد تكفلت هيئة محكمة جنايات القاهرة الجديدة بإخلاء سبيلهم رغم اتهامهم بقتل متظاهرى السويس!
وليست المسألة مجرد شكوك وظنون.. فقد بدأت بالفعل وحركة واسعة لشراء صمت أسر الشهداء بمبالغ مالية تتراوح بين مائة ألف جنيه ونصف مليون جنيه مقابل تنازلهم عن مقاضاة القتلة. ولا يقل خطورة قيام بعض السلفيين بتقديم الغطاء "الشرعى" لهذه العملية القذرة بموجب فتاوى "الدية"!!
أضف إلى ذلك الغموض الذى يلف التعامل مع ملف محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ونجليه، ناهيك عن البطء الشديد وغير المبرر فى قضية بهذه الدرجة من الأهمية والخطورة.
وما سبق كله يتعلق بـ "أشخاص" النظام السابق، وهو ما ينطبق أيضاً على "سياساته" التى لم يتغير منها شئ تقريباً، الأمر الذى تجلى فى أمور كثيرة من أهمها الموازنة العامة للدولة التى تراجعت فيها الحكومة عن زيادة الانفاق على الأولويات الاجتماعية واتجهت لتقليص الانفاق على الزيادات الاجتماعية المستخدمة فى الموازنة، وكأن الذى وضع هذه الموازنة هو الدكتور يوسف بطرس غالى وليس حكومة جاءت لتنفيذ مطالب الثورة والثوار!
***
أما الشق الثانى، الخاص بإرساء دعائم نظام جديد .. فإنه لا حس ولا خبر.. ولا حتى خريطة طريق تقودنا إلى ضوء فى نهاية النفق .
والنتيجة كما يقول عبدالرحمن الأبنودى:
إن جيتوا للجد .. قدم الثورة مشلولة
والحل بالتالى هو:
الثورة .. لازمها ثورة أقوى من الأولى **








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا