الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق سيبقى عراقا وشعبه هو من سيقرر قضاياه المصيرية

لؤي الخليفة

2011 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


كان ثمة امل يراودني , وربما كثيرون غيري , انه بعد سقوط النظام السابق ان يحث العراق الخطى نحو مصاف الدول المتقدمة والتي سبقته في ميادن شتى وهيأت لشعوبها حياة هانئة كريمة , ذلك ان كل مستلزمات وعناصر التطور موجودة ومتوفرة ... وكثيرا ما كنت اتخيل ان بلدنا بعد عشر من السنين سيكون كما ماليزيا او حتى اسبانيا ... شوارع نظيفة منظمة ووسائل نقل حديثة وعمارات وابراج والناس يذهبون مسرعين الى اعمالهم والسياح يتقاطرون اليه من كل حدب وصوب ... غير اننا , ومع شديد الاسف , لسنا من يحرك الريح . فها هي السنوات العشر اوشكت ان تمضي وحال العراق صار اسوء مما كانت عليه , فالشوارع امست لا تبارحها النفايات والعطالة على اشدها والامن فقد تماما وما زال البلد يعتمد النفط مصدرا رئيسيا للدخل الوطني , ناهيك عن الفوضى السياسية التي تعصف به والتي جعلت منه مسرحا ومحطة استراحة للعديد من اللاعبين الدوليين .
منذ احتلال العراق وحتى يومنا هذا , كثيرا ما تم التحذير من جعل بلادنا ساحة لحل الصراعات بين الدول الاقليمية على حساب شعبنا , سواء بعضها مع البعض الاخر , كما هو الحال بين ايران وسوريا من جهة والسعودية من الجهة الاخرى , او بينها وغيرها من دول خارجية , كما هو الحال بين ايران والولايات المتحدة , وهنا اريد ان اشير الى هاتين الدولتين ومحاولاتهما لحل مشاكلهما , ان كانت حقا موجودة , وتاثير ذلك سلبيا على الوضع الداخلي العراقي ... فبلدنا ظل طيلة الفترة الماضية محتلا من قبل الدولتين معا , فثمة احتلال معلن يتمثل بالقوات الامريكية وقواعدها المنتشرة في كافة ارجاء البلاد وسيطرتها شبه التامة على القرار السياسي الوطني , واحتلال اخر خفي وغير معلن وهو الاخطر والاكثر ضررا يتمثل بالدور الايراني الذي مد ذراعيه ومخالبه الى كل مفاصل الدولة والمجتمع وكون ولاءات امتدت الى غالبية المدن والمحافظات وسيطرته على الاقتصاد العراقي من خلال تصدير الكثير من المواد والتي تبدأ بالنفط والغاز وتنتهي بالشخاطة وابرة الخياطة ... وقادة البلد غير مبالين بكل ذلك اذ ان غالبيتهم لا هم له سوى المصالح الشخصية والاستحواذ على المناصب وزيادة ارصدتهم في البنوك الخارجية والتناحر على المكاسب والغنائم .
لاشك ان المشاكل والمعضلات السياسية بين الكتل قد استعصى بعضها عن الحل والتراشق الاعلامي صار على اشده وكثيرا ما نسمع هذا الطرف او ذاك مهددا ومتوعدا بل ان البعض راح يقرع طبول الحرب وتمزيق الوطن لا بسبب خلاف يصب في مصلحة الشعب بل لمصالح ذاتية انانية . وفي ظل هذه الاجواء وانشغال القادة عن امور البلد السيادية , صار الطريق سالكا امام دول الجوار للتدخل في الشأن الداخلي للعراق , بل ان بعضا من الكتل السياسية لها اجندات هي اساسا مرتبطة بهذا البلد او ذاك , الامر الذي ادى الى ان تكون ثمة اجندات سورية -ايرانية واخرى سعودية -كويتية وثالثة تركية . قبل ايام اطلعت على تقرير نشرته جريدة الحياة نقلا عن مصادرعراقية مطلعة حسب وصف الصحيفة , ولا ادري مدى اطلاعها ومدى صدقيتها ازاء هكذا تسريبات تمس سيادة البلد وقراره السياسي الذي بات يدار من طهران حسب هذه المصادر ... يقول التقرير (( بلغت ايران الولايات المتحدة الامريكية عن طريق وسطاء عراقيين موافقتها على تمديد بقاء قواتها في العراق وتعهدها على منع الميليشيات والمسلحين التابعين لها من التعرض لهم مقابل ايقاف اي دعم امريكي او غربي لتغيير النظام في سوريا وابعاد حزب الله اللبناني من لائحة الاتهام في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري , اضافة الى تخفيف الحصار عن ايران والسماح للشركات العالمية باستثمار النفط في اراضيها وان تبقى لها الاولوية في السوق العراقية كما هو حاصل منذ ثمان سنوات واستمرار التبادل التجاري الواسع بين البلدين )) .
ان صح هذا التقرير يتضح ان الساسة العراقيين ليسوا سوى قطع شطرنج يتقاذفها اللاعبون في طهران , ويثبت دون جدل ان هؤلاء الساسة لم يعد يصلحوا لادارة شؤون البلد اكثر مما مضى ذلك ان السياسي الحريص على مصالح بلده لا يفرط بسيادته وحقوق مواطنيه ... ايعقل ان يكون لايران اليد الطولى والقول الفصل في مسألة وطنية صرفة ؟ , وهل يجوز ان تقرر ايران بدلا عن الشعب العراقي صاحب المصلحة الحقيقية والذي غلب على امره وارادوه خانعا من خلال عمليات القتل والتفجير والترويع ؟ , ايعقل ان يصير العراق ضيعة ايرانية تلعب به كيفما تشاء وتصادر حق شعبه في تقرير قضاياه المصيرية والسيادية ؟ ... لا لن يكون العراق كذلك , ولن يكون ضيعة لا الى ايران ولا الكويت او سوريا او السعودية . ولا بد لصوت الشعب ان يرتفع ليضع حدا لكل هذه المهازل وقطع الايادي التي تحاول ان تمتد الى ارضه ومياهه او موارده او قراره السياسي , فليل العراق الذي طال لن يطول اكثر وحينها سيكون الحساب عسيرا , نعم عسيرا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة