الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحقة رجال الشرطة المتورطين في قتل المصريين

صالح سليمان عبدالعظيم

2011 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بغض النظر عما يردده البعض من وجود شرفاء بين رجال الشرطة، فإن تاريخ الجهاز في مصر تاريخ غير مشرف على الإطلاق. فضابط الشرطة هو يد السلطة الغاشمة التي تنكل بالمواطن وتستهدف كرامته أيا كانت وضعيته الاجتماعية. واللافت للنظر أن الشرطة في مصر استهدفت كافة الشرائح الاجتماعية بغض النظر عن التفاوتات فيما بينها مثل الطلبة وأعضاء النقابات والمثقفين والفقراء والمهمشين...إلخ. ففي ظل عداء نظام مبارك لشعبه أصبحت الشرطة بالتالي هى العدو الأساسي للشعب. ولا ينبع هذا الظلم فقط من خلال عمليات التعذيب المتواصلة والقتل والإرهاب والتخويف والضرب بل امتد أيضا إلى التكسب المتواصل من قوت الشعب وأفراده؛ فالجميع يعلمون بالإتاوات التي يفرضها رجال الشرطة من الكبار والصغار على السواء على المصريين في حياتهم اليومية، وإلا فكيف نفسر ذلك التهافت المبالغ فيه على الالتحاق بكليات الشرطة.
إن ضابط الشرطة لم يكن في يوم من الأيام في صف الشعب والغلابة، بل كان أداة النظام في البطش والاستغلال والقهر. صحيح أنه لا يمكن التعميم، لكننا أيضا لا يمكننا أن نقلل من حجم انتشار الفساد والمفسدين والقتلة بين أفراد هذا الجهاز. وتمنحنا مشاهد الثورة الكثير والكثير من ممارسات ضباط الشرطة الطلقاء حتى هذه اللحظة ضد المصريين وما نجم عن ذلك من استشهاد المئات منهم، ناهيك عن الإصابات التي لحقت بالكثيرين منهم.
ويخطئ البعض ممن يتصور أن قوة الشرطة وبطشها قد انتهت مع قيام ثورة 25 يناير؛ فالعكس هو الصحيح. فالتركيبة النفسية لضابط الشرطة المصرية تركيبة معقدة ترتبط بتصور مبالغ فيه للذات ساعد على تضخيمه نظام فاسد لا يحاسب ويساعد على التعذيب ويقر به. من هنا فإنه من غير المتصور أن يتراجع ضباط الشرطة عن ممارساتهم ولن يحدث ذلك إلا من خلال المراقبة المتواصلة لهم، بحيث يقبلوا في النهاية أنهم مثلهم مثل أي جهاز آخر في الدولة يقومون بأدوارهم مقابل أجرهم المتعارف عليه مسبقا من قبل الدولة. فلا يزيد ضابط الشرطة في أي شيئ عن الطبيب أو أستاذ الجامعة أو الموظف العادي، بل ولا يزيد أي شيئ عن الباعة الجائلين، فالجميع مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات، وبدون هذا التصور فإن ممارسات البطش والقمع والفساد سوف تظل هي السمة العامة لضباط الشرطة.
إن صورة ضابط الشرطة المصري في الوجدان الشعبي هى صورة الضرب والعقاب والتخويف والإرهاب، وهى صورة تنتشر بشكل كبير في المناطق الشعبية التي يمارس فيها ضباط الشرطة أسوأ أشكال السادية المرضية على عباد الله الغلابة مستخدمين في ذلك صلاحيات نظام مبارك الفاسد وتصريحات وزراء الداخلية المدعمة للقهر والبطش وتواطؤ أجهزة القضاء معهم.
وما لا يفهمه البعض الآن أن ما كان يمارسه ضباط الشرطة قبل الثورة في العلن لن يستطيعوا ممارسته مرة أخرى. أغلب الظن أن الشعب لن يترك حقه وحق شهدائه يضيع هباء، كما أنه لن يتسامح مرة أخرى مع أية ممارسات قمعية من قبل هذا الجهاز القمعي. ومن الضروري في هذا السياق ألا يغيب دور المنظمات المصرية المعنية بحقوق الإنسان عن مراقبة ضباط الشرطة، وأن يتم الفضح المستمر لأية ممارسات قمعية لهم مباشرة وبدون تلكأ أو تضييع للوقت. فالملاحقة المستمرة لضباط الشرطة هي التي يمكن أن تجعلهم يدركون أنهم سوف يدفعون أثمانا باهظة لأية سادية مرضية ترتبط بممارساتهم ضد الشعب المصري العظيم. ولعل جمعة الثامن من يوليو القادمة تمثل إحدى محطات الملاحقة لأفراد هذا الجهاز من قتلة المصريين، وبوقا عاليا يمثل نذيرا لهم ولمن يمالئونهم ويتواطئون معهم ويحاولون تبرئة ساحتهم الملطخة بدماء الشهداء من المصريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بوادر الحرب العالميه الثالثه و توابعها
اسامه عبدالعزيز ( 2012 / 2 / 4 - 22:43 )
ما يحدث هذا العام من احداث تلت مقدمات حساسيه غربيه اسرائيله تجاه ايران و تهديدهما المستمر بحتمالية ضرب ايران و محاولة اظهارها فى دور الشيطان هو تمهيد عالمى و استفزازات للنظام الايرانى حتى يصلا اجواء شبيهه بالاجواء العالميه التى عاشها العالم ابان حرب الاعتداء على العراق دون وجه حق و بعنجهيه سافره انثت من حكام العالم اجمع الا من يبحث عن دور من خلال الشجب الاخرص الجبان لذا دعونا محاولة استقراء لاحداث يمكن ات تحدث و ما هو دورنا فى هذه الاجواء كرد فعل اقليمى اسلامى يهمه الامر و يحمله مسؤليه دينيه او قل مسؤليه تاريخيه سياسيه. و مشكلة المضايق التى منها مضيق هرمز هى مشاكل قانونيه شديدة التعقيد مثل قضايا و مشكلات الردع النووى او التخصيب النووى طبعا لو كنا فى العهد البائد ما كان لنا ان يكون لنا دور الا فى مساندة الدور الامريكى و تفهم الدور الاسرائيلى او على الاكثر الصمت و المراقبه للدور الاسرائيلى , و لكن فى ظل المتغيرات العربيه و ثوراتها المجيده على المذله الامريكيه و الدور المنبطح توجب علينا ان نقرر دورنا تجاه جميع الاطراف و نعلنه بوضوح و منطقيه

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي