الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشريعة الاسلامية في خدمة اسرائيل والفساد

محمد البدري

2011 / 7 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كانت نبوءة السادات، او فلنقل وعده، بان حرب 1973 هي آخر الحروب صحيحة وصادقة فلم تقم حربا منذ ذلك الحين مع اسرائيل الا من بعض الدمامل العربية المؤسسة علي قواعد من الغرغرينا الدينية بنوعيها السني او الشيعي. فحزب الله ومنظمة حماس ظلا يفتحان النار عشوائيا ويتلقيان الضربات الموجعة بشكل متقطع لا يرقي الي حد الانجراف الي الحرب بمعناها الشامل.
وقامت الثورات في المنطقة، بسبب اليأس من قدرة النظم، التي ادعت الانتصار او وقفت منتظرة في طابور الصمود والتصدي، من القيام بواجباتها للمجتمعات التي ضحت ودفعت الغالي والرخيص لاصلاح تهور ورعونة وعدم مسؤولية من اتوا بالهزيمة والاحتلال، بنهاية الحروب اصبحت استحقاقات السلام واجبة. فالتنمية والبناء لن يتما الا في حالة السلم والتي تحققت بعد آخر الحروب. فرغم التباين الشديد والجذري بين طبيعة مجتمعات المنطقة الا انهم جميعا تحركوا لانهم بشر يرون ويسمعون كيف ان شعوب العالم، خارج الشرق الاوسط الموبوء بالعروبة، تتمتع بحريات ومدنيات علي المستوي الاجتماعي والسياسي والقانوني لا ترقي اليها احوالهم في المنطقة. فالفساد باعلي معدلاته والقوانين في ادني تطبيقاتها كانت من نصيب من قال بالعروبة، والعكس بالعكس، وزاد الطين بلة ان هناك من يطبق الشريعة او من يسعي لتطبيقها حتي لا تفلت الامور ويطالب الناس بحقوقهم الطبيعية التي اختذلت الي حد الصفر منذ تبني العرب اله اليهود يهوه وأمموه لصالحهم واتخذوه الها لهم. فكان طبيعيا إذن أن تنتقل شرارة الثورة كقطع الدومينو وان تصبح الثورة مرشحة للانتشار في زمن فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة الحقوقية.

وقفت الدول صاحبة الاسلام، والتي روجته في الماضي وترعاه حاليا باموالها، في مواجه التقدم والحرية والحقوق الانسانية منذ ان انتهت آخر الحروب ربما لادراكها، او ربما اوحت لها اسرائيل، بان اي ديموقراطية لن تتم الا في ظروف السلم، اما الرسالة السرية او فيما بين السطور ان الفساد لن يترعرع الا في ظل التطبيق للشريعة واسكات اي صوت باسم يهوه الذي تغير اسمه بتغيير القبائل. فبدأت النظم العربية في محاولات مستميته لاجهاض الثورات او علي الاقل في الحفاظ علي النظم الفاسدة التي لم تقم باستحقاقات نهاية الحروب. فالمستفيد من تخلف المنطقة هو اليمين الاسرائيلي خاصة ودولة اسرائيل عامة، والاسر الخليجية ونظم القومية العربية والاسلام السياسي. وبالتالي اصبح اصحاب الشريعة والمدافعين عن تطبيقاتها والنظم الراعية لها يدعمون اليمين الاسرائيلي الحاكم. وبكلمات اخري هناك وحدة بشكل ما بين هذه النظم وبين دولة اسرائيل بغض النظر عمن يحكمها من الليكود او حزب العمل. بهذا نكتشف ان تكاليف حروب الدمامل من اموال وبشر لم تكن سوي زكاة دفعها المخدوعون بالدين نيابة عن النظم التي ترعي الفساد وتحتمي باسرائيل وتحميها اسرائيل بالتبادل.

يقول البعض أن منطقة الخليج العربى عصية علي الثورة ومحصّنة منها، وأن قطعة الدومينو الاولي في الخليج اصلب من ان تهزها الثورات الشبابية بسبب التركيبة القبلية لمجتمعاتها، وبسبب الوفرة المالية من موارد النفط، بما يؤهلها لشراء الذمم علي شكل واسع وربما وضع احاديث وانزال وحي إذا لزم الامر مضافا ان الكثافة السكانية الضئيلة تدعم صلابة الدومنية الخليجي. فرغم أن الأسر الحاكمة في منطقة الخليج تنتشر بشكل سرطاني داخل التجمعات السكانية الخليجية فهي ستكون عاجزة عن وقف اي حراك اجتماعي تمردي لان سكانها اكثر تماسا مع الحداثة الاجنبية الوافدة او المشاهدة او التي يتم الاحتكاك بها في الخارج ضمن الزيارات او الوفود التعليمية، فالافكار يستحيل صدها او وقف انتشارها.

فالثورة في مصر لم تكن بسبب الفقر رغم انتشاره الواسع بقدر ما كانت بسبب الاحساس بان المصريين لا يحسون بان الوطن وطنهم بل كان في حوزة جماعة من اللصوص تصدر الدين للمواطنين وتنهب هي ثروات الوطن علي غرار الهكسوس قديما وعلي طريقة عمرو ابن العاص (رضي الله عنه). وكان الشباب الثائر اكثر قدرة علي امتصاص الافكار الجديدة عبر تكنولوجيا التواصل باكثر مما كانت المسام العقلية للاجيال الناصرية والساداتية مسدودة ولا تحمل اي قدر من النفاذية بها. أسقطت الثورة الشعار اليساري التقليدي بان الجوع والفقر هو المحرك للثورات وانتصر بدلا منه القول الاكثر شهرة "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان". ردد اليسار العربي (لانه عربي) كثيرا قول ماري انطوانيت عندما غاب الخبز فقالت "ياكلوا جاتو". كان قول انطوانيت متفقا والذهنية العربية بل والاسلامية ايضا فكلاهما لا يؤمنان لا بالمساواه والحرية والاخاء التي نادت بها الثورة الفرنسية ونسياها عامدين متعمدين ليس جهلا بل تآمرا. لكن هذا لا يمنع ان تكون هناك ثورات اخري من اجل الخبز لان الاحساس بالقدرة علي الحركة بحرية وكرامة كفيل بالتعبير عن اي حق آخر سيكون حاضرا لو ان الحرية والاخاء والمساواه لم تنقل الناس نقلة نوعية من اجل بناء مستقبل قابل للنمو والحياه.
فدول الخليج رغم وجود فقر كثير بها الا ان الحريات والكرامة الانسانية تقع دون خط الصفر بهذا تصبح اول قطع الدومانو هي اهش من ان تصمد طبقا لقوانين الثورات المحترمة.

تدفقت اموال كثيرة لتصب في قنوات الرشوة من داخل المملكة السعودية مع عوده خادم الحرمين من رحلة علاجه ومرة أخري بعد نجاح الثورة في مصر وكذلك في الكويت والامارات لكن هؤلاء الحكام لم يدركوا ان المال لا يشتري الكرامة والحرية والاخاء والمساواه، فهو قادر فقط علي اشباع البطون فعمليات الهضم ثم انجاب اجيال اخري تحتاج الي مزيد من الرشوة، ويظل الغائب دوما في دول الخليج هو ثلاثية شعار الثورة الفرنسية.

قنوات الرشوة امتدت الي منابع الثورات فقد ذكرت صحيفة المصري اليوم علي لسان احد السياسيين أن ما يقرب من ربع مليار دولار تم ضخها في الشرايين المصرية، وهي بلا جدال اموال نفطية خليجية برعاية اسرائيلية، هدفها معروف حماية الاسر الحاكمة والنظم النفطية من عدوي سقوط الدومانو وضمان غياب الكرامة والحرية مع بقاء المعدة ممتلئة ومواسير الصرف الصحي متسعة بما فيه الكفاية. شئ غريب ان الكرامة والحرية ليستا ضمن مفردات اللغة عند مشايخ الاسلام لكن الحاضر دوما في خطابهم هو انفاق الاموال واحترام اولي الامر. فلم نسمع اطلاقا عن رأي الشريعة عندما تصبح الاموال موظفة للانفاق في الرشوة وما العمل لو ان الحاكم فاسدا؟ أنا لا اسعي الي اجابة من مشايخ الاسلام بل ساذهب بحثا عنها في اصل الاشياء عند حاخامات اليهود وما قاله يهوه في هذا الامر، طالما ان نتنياهو مصمم علي ان اسرائيل دولة يهودية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ محمد البدرى ..اوافق معك
محمد حسين يونس ( 2011 / 7 / 7 - 05:43 )
تحالف غير مقدس بين مشايخ الخليج و مشايخ السلفية الاخوانجية تؤيدة الرجعية الدينية الاسرائيلية التي تفرض ارادتها علي الحكم النيتانيهو اليميني .. بالاضافة الي الادارة الامريكية الحالية التي تحاول ان تعجل من وجود بديل مواتي لالمبارك كل الاطراف يهمهم ان تبقي مصر خارج الحسابات كما قدمها لهم السادات .. وهي ستظل خارج الحسابات بالحسابات الخاصة يصراع القوى .. و لكن الي حين .. دمت ضاربا علي تختة الهدف


2 - العزيز محمد البدري
سرحان الركابي ( 2011 / 7 / 7 - 14:27 )
تحياتي لك اخي العزيز
ودام جهدك المتواصل للتنوير ورفع راية الحرية والاخاء والمساواة
ومن الواضح ان تحالف اللسفية والمشايخ في الخليج تحالف ستراتيجي وطويل الامد
والغرب له له مصالح انية في تلك الدول و لكنه سرعان ما يغير ستراتيجيته بعد ان يجد البديل عن مصادر الطاقة
فمن سوء الحظ ان تلك المناطق تمد العالم باكبر نسبة من الطاقة
وما ان يجد العالم الحر بديلا عن تلك الطاقة اي في مناطق اخرى بعد ان تتعافى دول العراق وليبيا والجزائر وغيرها من الدول المنتجة ستتغير المعادلة لدولية ولن تجد تلك الدول حلفاء دائمين كما هو عليه الحال الان
اكرر تحياتي


3 - في النهاية لايصح إلا الصح ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 7 / 7 - 17:36 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي ألأستاذ محمد البدري ، فما قلته كلام في الصميم وفي النهاية لايصح إلا الصح ؟
1 : فكما تمت ألأطاحة بقلاع الطغيان بدأ من صدام وبن علي ومبارك والحبل على الجرار ، ستظل طاحونة الموت والذل تدور لتسحق ماتبقى مرورا بأل نجاد وأل سعود ومن في السودان وإن طال بعض الشئ الزمان ؟
2 : كما والكل غدا سيرى كيف ستدور المنايا لتحصد بعدهم وعاظ السلاطين وجند الشيطان ، ولتتحق نبؤة شاه إيران الذي قال ( سيأتي اليوم الذي لن ينجو فيه رجال الدين في إيران بفروة رؤوسهم ) ويقيني أنها ستمتد للجيران ؟
3 : أما أمريكا وإسرائيل فلاخوف عليهم ولايحزنون ، فمن يملك السماء يملك ألإرض ، ومن يملك الشياطين يملك جهنم ومن فيها ؟
4 : أما غرافة الزحف العربي والإسلامي على إسرائيل ، فلقد أعدو لكل شئ عدته والدليل على العاقل أن يطلع على معركة المطار قبل سقوط صدام والتي لم تكفل أمريكا غير قنبلة ، واللبيب من يفهم ويتعض ، سلام ؟


4 - ينزل وحي
مازن البلداوي ( 2011 / 7 / 7 - 19:12 )
مساءك ميّة فل وحتة
كلام جميل وواقعي، واكثر ما أعجبني هي فقرة وضع حديث او نزل الوحي ان تطلب الامر
هههههههههههه
هذا هو بيت القصيد، الكرسي اولا
شكرًا اخي محمد
تحياتي

اخر الافلام

.. حجاج بيت الله الحرام يواصلون رمي الجمرات وسط تحذيرات من ارتف


.. حملة انتخابية خاطفة في فرنسا.. وأقصى اليمين في موقع قوة




.. استمرار جهود وحملات الإعمار في الموصل بعد 7 سنوات من القضاء


.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد مع لبنان




.. أطفال غزة يحتفلون بثاني أيام العيد مستذكرين شهداءهم