الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن يدعونا للإئتلاف بدل الخلاف

قاسيون

2004 / 11 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بعد أن أنهت الندوة الوطنية الثانية أعمالها، وكي لايبقى النقاش دون طائل، على الجميع أن يكون معنياً بالإئتلاف أكثر من الاختلاف، ومن هنا وجب علنيا العودة إلى أصول الأفكار حتى نصل بسهولة إلى تواضع سليم لمفاهيمنا التي تشكل مسامير رؤانا، فنتجنب بذلك خطر الوقوع في التمترس حول مقولات ومفاهيم تؤدي بنا إلى صراعات وهمية، الخاسر فيها هو الجميع.
وعليه أرى:
أن المحور الشاقولي الذي يخترق المحاور الموضوعة في ورقة العمل يمكن مقاربته من خلال أداتين معرفيتين، هما تحديداً: الخصائص الملموسة للفترة الحالية ـ ونسبة القوى بين طبقات المجتمع.
أولاً: من الخصائص الملموسة للفترة الحالية أجد أنها ترتكز في ثلاث قضايا مركزية هي: وطنية، اقتصادية ـ اجتماعية، و أيديولوجية سياسية، وفي هذه القضايا المركزية يوجد مستويان من الاختلاف اختلاف صراعي، واختلاف تبايني. ولئن كان الاختلاف الصراعي يمثل جوهر نضال القوى المتضادة، فإن الاختلاف التبايني يمكن، بل ويجب، أن يكوّن تحالفاً متيناً لقوى طبقية وسياسية مختلفة لتنفيذ المهام التي يجمعون عليها.
وبالملموس: فإن الواقع الحالي يملي علينا التواضع على مشروع نهضوي ـ تحرري يمثل قاسماً مشتركاً لنا.
وهذا ليس من باب المواعظ، إذ أن استقراء الواقع يجرد نقاط الاتفاق بين هذه القوى على الشكل التالي:
1 ـ القضية الوطنية التحررية ببعدها القومي والطبقي، باعتبارها تشكل الآن رأس الحربة الأهم في مواجهة الرأسمال الإجرامي العالمي والنيو ليبرالي عبر دعم وتعزيز وتطوير الخيار المقاوم ودفعه نحو انتصارات فعلية وملموسة وأعتقد أن الجميع مجمع على ذلك.
2 ـ مركزة الإنتاج: وبغض النظر عن شكل الملكية (قطاع دولة ـ خاص ـ مشترك) وأعتقد أننا جميعاً متفقون على ذلك حتى وإن ظهرت تباينات حول شكل الملكية الأمثل.
3 ـ تحقيق النمو الضروري والإسعافي في الاقتصاد الوطني بما لايقل عن 8% سنوياً وهذا هو الحد الأدنى الضروري للصمود الوطني ولكبح التوترات الاجتماعية.
وهذه النقاط الثلاث أعتقد أن هنالك إجماعاً وطنياً عليها.
ثانياً: نسبة القوى بين طبقات المجتمع:
في توصيف الواقع الحالي نجد أن هناك تشوهاً كبيراً قد حدث في علاقة القوى السياسية مع القوى الاجتماعية التي تمثلها، وهذا التشوه ناتج بالأساس عن قصور القوى السياسية عن القيام بدورها الوظيفي في الدفاع عن القوى الاجتماعية التي تمثلها، وتجاوز لكل التفاصيل وعلى أرضية ثنائية (العمل / رأس المال) ينتصب أمامنا قطبان لهما ثالث:
أما الأول: فهو الليبرالية الجديدة باعتبارها المعبر السياسي عن الكومبرادور المتمفصل عملياً مع الرأسمال المالي العالمي.
وأما الثاني: فهو مشروع نهضوي ـ تحرري غير متبلور حتى الآن ـ والندوة الوطنية خطوة هامة في طريق تبلوره ـ وهو يمثل الجماهير الشعبية بكل تلاوينها.
وأما ثالثهما: فهو قوى متذبذبة ومتأرجحة بين القطبين وتشمل طيفاً واسعاً من القوى الطبقية والاجتماعية والأيديولوجية.
وعليه: فإن اللوحة السياسية في سورية الآن تظهر على الشكل التالي:
- الليبرالية الجديدة: وتمثل تضاداً واختلافاً صراعياً مع المشروع النهضوي التحرري، واختلافاً تباينياً مع القوى الوسطية المتذبذبة.
- المشروع النهضوي ـ التحرري: وهو في اختلاف صراعي مع الليبرالية الجديدة، واختلاف تبايني مع القوى الوسطية المتذبذبة.
وعليه فإن من المؤكد أن القطب القادر على شل تذبذب وتأرجح القوى الوسطية لصالحه، هو القطب القادر على تحديد تطور سورية اللاحق سياسياً واقتصادياً.
من هنا فإننا ندعو جميعاً لاتخاذ خطوات ملموسة في تجاوز التفاصيل وتجريد تلك المهام التي تملك إجماعاً حولها ومن ثم البحث عن آليات تنفيذ هذه المهام ولعل الاتفاق الفوري على تشكيل ورش عمل من المشاركين في الندوة الوطنية الثانية يمكن أن يكون الخطوة الأولى في ذلك.
■ حلب ـ ماهر حجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت