الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة الحب .... ومقبرة الفراق

شمسان دبوان سعيد

2011 / 7 / 7
العلاقات الجنسية والاسرية


في صباحي مدرسة ... تأخذني بكل قواي العقلية والنفسية والعاطفية نحو شي يدعى التعليم ...... طفولة لا تأخذ في بالها شي غير الإمتاع النفسي وإشباع رغبة اللعب وما تتطلبه مرحلة الطفولة .... تتجدد الحاجة نفسها ولكن بغير شعور ... اركل الجدار وبدون صياح .... هدف ... جوووول ... وكأنني العب في ملعب الكرة ...أشارك في الحروب .... وأقلد بطولة خالد بن الوليد والصحابة الكرام فاقتل في النهار وابعث في الليل .... لا يمكن وصف هذه المرحلة سوى مرحلة البراءة والطفولة ..... بعد ذلك وصلت إلى مرحلة .... كنت أرى نفسي أنني كبير ولهذا يجب علي ألا العب مع الصغار .... وهنا دخلت منعطف خطير .. مرحلة المراهقة ومرحلة الحب الجنوني ..... فبدأت أفكر بخوض معركة الحب ..... وفعلا بدأت أخوض تلك المعركة بدون سلاح سوى لساني ونظراتي انثرها هنا وهناك – طبعا وحركات أخرى - . اخذ كتبي واذهب إلى أعلى غرفة على شرفة المنزل ... تسألني أمي إلى أين ذاهب خوف علي من الرياح والبرد ... فسرعان ما أجيب أذاكر دروسي واكتب الواجب ..... وهنا كانت تترصدني فتاة في الخامسة عشر من عمرها .... فهي من كانت تلفت نظري كلما نظرت إليها ..... وتوافق نظراتي نظراتها وحركاتي حركاتها ..... عندها وجدت حاجة حقيقية لا يمكن الاستغناء عنها حتى ألان .
فهل أنتي الم أم أمل .... شقاء أو سعادة .... داء أو دواء ... قطعة شهد ... أم قطعة الم أخذت نومي وراحة بالي .... من أنتي ... نسيت كل شي في الحياة ولم أنساك لحظة واحدة .... أصبح حبك لغم يهدد حياتي ... رصاصة شوق تطاردني ... لا املك شي احتمي به سوى إطلاق دموع على وجنتي ..... صداع لا يهدا ... نوبات من الشوق تلازمني ..... نطقت في عينك ابلغ وأعمق لغة .... دون أن تتمتم شفاتي.... دون أن يسمع احد منا كلمة . ... نتبادل الحديث سرا ... اعبث في نظراتي هنا وهناك ... فتتمايل رقبة ... وينثني خصر ... ترتفع يد تعيد خصلات شعر هاربة على الجبين .... وأخرى تمنع رسم ابتسامة تأخذني في عالم التيه اللانهائي .... كل حركة تختصر المسافات ولم يتبقى لي إلا أن اهدم جدار الحياء وأقول لك .... أهلا بك إلى ......ورغم هذه المسافات التي تفصلنا والحواجز التي تعيقنا إلا انك ما زلت مسافرا في أعماقي ... استوليت على قلبي ... فانا لست هدفا لك .... تصطداني في أي وقت ..... أحاول الهروب فكيف منك الهروب ..... حاولت أنساك .... ابحث عن غيرك .... لا أرى سواك ولا اسمع غيرك ..... تشوهت كل المخلوقات أمامي ..... حاولت بكل الطرق الوصول إليك ... ولكن لم أجد إلا طريق واحد .... وهي الطريق الذي لم أتجرأ على دخوله خوفا من خفافيش الظلام ....فالي متى سأظل مسافر بلا رفيق ؟.. في هذه الصحراء لا ماء يروي عطشي .... لا شي يشبع عاطفتي .... نظرات في النهار ... ندم في الليل .... ضيق .. كدر .... يأس ... لقد ضاقت بي الدنيا فلم أجد مخرجا من هذه الصحراء ..... أتمنى شجرة خضراء استظل بظلها .. واستنشق من ريحانها .... طيبة المغرس ..... جذورها راسخة في أعماق الأرض .... تُرمى بحجر فتعطي أطيب الثمر .... تُقطع فيعاد لها شبابها وفتيتها من جديد معلنة حياة جديدة ... وإذا اقتلعت .... رمت بذورها الطيبة هنا وهناك .... فتخّلف ألف زهرة زينة للحياة الدنيا .... قادة للمستقبل ...... اللهم جنبنا الم الفراق وان لا أكون من إخوان الشياطين .... ولا من الأشرار ... بالحب نحيا ..... وبالفراق نموت .... فهل هناك فرق بينهما ؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا للكاتب اريد التوضيح
ايناس محمد ( 2011 / 7 / 27 - 15:39 )
اولا اشكر الكاتب على الاسلوب الجميل والرائع في كتابة القصة القصيرة واتمنى له التوفيق ولكن هناك سؤال لابد ان اجد تفسير له من قبل الكاتب وهو هل ما كتبته هو قصة واقعية لمرحلة الحب التي مرت عليك ؟ ام هي من خيال الكاتب ظ؟ وما هو المقصود بعبارة - أتمنى شجرة خضراء استظل بظلها .. واستنشق من ريحانها .... طيبة المغرس ..... جذورها راسخة في أعماق الأرض .... تُرمى بحجر فتعطي أطيب الثمر .... تُقطع فيعاد لها شبابها وفتيتها من جديد معلنة حياة جديدة ... وإذا اقتلعت .... رمت بذورها الطيبة هنا وهناك .... فتخّلف ألف زهرة زينة للحياة الدنيا .... قادة للمستقبل ...... اللهم جنبنا الم الفراق وان لا أكون من إخوان الشياطين .... ولا من الأشرار ... بالحب نحيا ..... وبالفراق نموت .... فهل هناك فرق بينهما ؟-ارجوا ان تكون صريحا !!! لان الصراحة من صفات الشخصية المتزنة حسب ما قرأت لك في صحيفة يمن تايمز مقال بعنوان الزوجة المثالية ؟!اتمنى لك التوفيق


2 - الخيال في الكتابة
ايمان الكهالي ( 2011 / 7 / 27 - 22:00 )
القصة كتبت بشكل رائع جدا ..... والحقيقة فيما اذا كانت حقيقية ام لا
حتى وان لم تكن حقيقية فخيال الكاتب لم ياتي من فراغ .... لكن سالتك استاذي االعزيز ان توضح معنى الشجرة المطلوبة والتعوذ من الاشرار واخوان الشياطين من هم ؟


3 - حب ام اعجاب
احمد ابو بكر ( 2011 / 7 / 28 - 15:29 )

اشكر الكاتب على الاسلوب الرائع ...... الملاحظ على القصة انها جمعت بين التناقض فتارة يصف الحب او الحبيب بالداء وتارة يصفه بالدواء ...... لكن في النهاية لم يتمنى سوى شجرة ..... وللكاتب هدف منها فما المقصود بالشجرة .....ولماذا لم يفرق الكاتب بين الحب والفراق ....... رجوتك بكل ما هو غالي ارجوا التوضيح
واتمنى لك التوفيق ..


4 - رد للاخت/ ايناس-ايمان - الاخ احمد
شمسان دبوان سعيد ( 2011 / 7 / 30 - 09:01 )
المقصود بالشجرة في حياة الحب ومقبرة الفراق ....... ارجوا المتابعة لمعنى الشجرة في حياة الحب ومقبرة الفراق بالموقع الفرعي الخاص بي وشكرا


5 - لا فرق بين الحياة الموت
ايمن ابو الرجال ( 2011 / 8 / 10 - 23:15 )

يا اخي لا فرق بين حياة الحب ومقبرة الفراق فاذا حبيت تألمت واذا لم تحب تألمت . اذن بالحب نحيا وبالحب ربما نموت . وهذا ما ذكرته في مقالك السابق الطريق الى الحب فشكرا لك استاذي العزيز .

اخر الافلام

.. المحامية فداء عبد الفتاح


.. أمينة سر الهيئة الوطنية لحقوق الانسان المتضمنة لجنة الوقاية




.. عضو الهيئة واللجنة وممثلة نقابة الأطباء في بيروت جوزيان ماضي


.. كارين حاج المسؤولة عن حقوق الإنسان




.. مديرة المعهد العربي لحقوق الإنسان فرع لبنان جمانة مرعي