الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا للحوار

احسان طالب

2011 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في بلدي سورية مذابح ترتكب بحق الانسان والوطن والتاريخ ومع شروق الشمس في كل يوم مؤذنة بفجر جديد تنهمر دماء الرجال والشباب والأطفال والنساء على تراب أرضنا الطاهرة فيختلط الطهر بالطهر ليكون التراب مهدا لبزوغ نور الحرية والعدالة التي لابد أن تشرق في سماوات سوريا قريبا فإرادة الله وقوانين المجتمع وصيرورة التاريخ تؤكد ذلك ولا تترك لمستريب حجة أو تعطي لخائف عذرا

الحورا مبدأ اجتماعي عرفه الانسان منذ عرف النطق ووجد فيه حلا لاختلافاته ومخرجا للتناقضات الاجتماعية والانسانية وهو بدون شك مطلب نادت به المعارضة السورية طويلا في أزمنة كانت تسعى فيها لتحقيق التغيير عبر آليات الاصلاح والتطوير . ودعت النظام مرارا وتكرار للسماح بالتعبير عن حرية الرأي وفتح الباب لسماع الرأي الآخر بدون خشية من انتقام يطال الجسد أو الروح أو الرزق ، لكن في كل مرة وعبر عقود طويلة كانت النتيجة الروتينية لمطالب المعارضة من قبل السلطة مزيدا من الترهيب والاعتقالات والتسريحات من العمل والتضييق على موارد الرزق .

منذ أكثر من مئة يوم والشعب السوري يطالب بالحرية والعدالة والمساواة و يحاول استعادة كرامته التي سلبتها عقود أربع من الاستبداد والاقصاء والتعصب والاحتكار واستطاع ذلك الشعب العظيم المثابرة والصمود في مسيرته نحو الوصول بسوريا إلى دولة ديمقراطية تعددية يسودها العدل والقانون وتحترم فيها الحقوق ويتساوى فيها الجميع أمام القانون يختار فيها الشعب ممثليه وحكامه عبر انتخابات حرة شفافة نزيهة يتم من خلالها تحديد الأشكال المناسبة لآنظمة الحكم والاقتصاد. لقد أثبت السورييون في ثورتهم المجيدة وعيا لا مثيل له في التسامح والتعاون والانفتاح تجلى ذلك في الشعارات التي نادى بها المتظاهرون كما تجلى في المشاركة المتكاملة من قبل كافة الطوائف والاثنيات والأعراق والأديان والمذاهب، بالإضافة إلى اتفاق الطيف السياسي المعارض على التغيير وتحقيق الحرية والديمقراطية والتعددية والمساواة وكانت معظم خلافات المعارضة السورية التقليدية شكلية وحول أليات العمل وطبيعة الوسائل الأنسب لتحقيق الهدف والوصول بالبلد إلى بر الأمان

بعد سقوط مايربو على 2000 شهيد وتشريد ما يقرب من 200000 مواطن سوري وامتلاء السجون الحكومية بعشرات الآلاف من المعتقلين ومحاصرة الدبابات لعدة مدن سورية واقتحام البلدات والنواحي واستشراء الحل الأمني العنيف واستسهال السلطة الحاكمة إراقة الدم السوري بل وتعمد ازهاق الأرواح والاصرار على تعذيب الأطفال والشباب حتى الموت في فروع الأمن التي يحق للنظام السوري أن يعتبر نفسه الأول في العالم بأعداد المراكز الأمنية وبأعداد الأمنيين من موظفين ومخبرين وكتاب تقارير وشبيحة باتوا جيشا متوحشا منفلت العقال يشابه في تحركاته أفلام العنف والقتل التي تصور مصاصي الدماء المزعومين.

كنت في أحد مراسم العزاء لبعض الشهداء في منطقة المعضمية وبعد الخروج سار إلى جانبي شاب صغير بهدف حمايتي وليظهر اعجابه بالكلمة التي ألقيتها في الحشود بعد مصافحته لي قال بتسمح لي بسؤال: قلت: تفضل

أستاذ هل كنت تعرف أن في سوريا هذا العدد الكبير من الدبابات والآليات التي تستطيع تغطية الآراضي السورية من درعا جنوبا إلى جبل الزاوية شمال شرق سورية ؟



والله ياعزيزي لقد تفاجأت مثلك

قال الشاب : موحرام هذا الجيش يواجه المواطنين العزل و يقتل الأطفال والنساء

نعم حرام

لهذا السبب حرام عليكم أن تحاوروا النظام قبل إيقاف القتل وسحب الجيش والسماح بالتظاهرات السلمية

أجبته : نحن لن نحاور النظام ولن نجلس معه على طاولة واحدة وسندعو لتحقيق المطالب التي أوردتها ولن يكون هناك كلام في هذا الشأن قبل معرفة المجرمين الذين قتلوا الشعب ومحاكمتهم ومحاسبتهم

قال الشاب اسمعني منيح يا أستاذ :

هذا النظام لن يتراجع وسيواصل مسيرته كما بدأها ولن يتوقف إلا عندما يدرك أنه ساقط لا محالة

لذلك أذا أردتم الخير للبلد فقفوا بجانب الشعب ولا تعيقوا مسيرته وشكرا جزيلا لحضوركم.

شعرت بأن الشاب يحاسبني أكثر من أنه يعاتبني إنها دماء وأعراض وممتلكات أزهقت وهتكت وسرقت إنها مسألة مستقبل وطن جرب فيه السوريون كل الحلول الممكنة والمطروحة لتحقيق التغيير لكن النتيجة كانت سلبية دوما

لن ينصاع النظام لمطالب الحوار وشروطه ولن يتيح الفرصة لحوار عادل بين طرفين والشواهد عديدة ولعل ضرب الشيخ ماجد صالح في مؤتمر المبادرة الوطنية وتهديد حياته لأنه طالب بالاستماع لمطالب الشعب دليل أكيد على نوعية الحوار الذي تدعوا إليه السلطة

لا حوار مع القتل والدبابات والاعتقال لا حوار تحت سقف السلطة الأبدية لا حوار تحت مظلة المخابرات وسطوة الأمن

لا لحوار يجهض الثورة أو يعيق حركتها ويسعى لتأخير مسيرتها

نعم للحوار الداخلي بين المعارضين أفراد وتنظيمات نعم للحوار بهدف دعم الثورة وتحقيق مطالب الشعب نعم لحوار يؤسس لما بعد حقبة الاستبداد والتسلط نعم لحوار بناء يبحث في إقامة وطن حر كريم ديمقراطي تعددي تكون فيه سورية للجميع عن حق وصدق

نعم لحوار يزيد من تلاحم الشعب وتقاربه وتضامنه حوار يبحث الخلافات ويجمع فسيفساء سورية الجميل تحت راية الوطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهوة الحكم
رافي احمد ( 2011 / 7 / 7 - 13:15 )
خذ مني لو جلستوا سنيين يامعارضة تتحاورن بينكم لن تصلوا الى نتيجو مايوحدكم فقط هو الرغبة في اسقاط النظام اما التفاصيل فلكل منكم شيطانه الذي لن يستكين اذ مالفارق بين العراق ولبنان وسوريا.هذه الرومانسيات اتركوها على جنب فالصراع على السلطو هو الذي يقود للاقتتال على السلطة لا بسب العتدديات الدينية والمذهبية

اخر الافلام

.. إسرائيل سقطت في فخ حماس..فكيف تترجم -الانتصار- على الأرض؟ |


.. تمرّد أم انقلاب؟ إسرائيل في صدمة!| #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد مسار عملية رمي جمرة العقبة في أول أيام عي


.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات الخلاف في إسرائيل بشأن -هدنة تكتيك




.. مظاهرات في ألمانيا والنرويج نصرة لغزة