الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة - العداء للامبرياليه

انيس الامير

2004 / 11 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يطرح الوضع المعقد في العراق الذي نشأ في العراق بعد اجتياح القوات الامريكيه لأرضه وإسقاط صنم صدام جمله من المعضلات والإشكاليات والتساؤلات التي ينبغي على كل القوى السياسيه تحليلها ودراستها بشكل موضوعي وعلمي بعيدا" عن كل المسلمات الايديولوجيه المسبقه وما تفرضه من استنتاجات تبسيطيه وساذجه للوضع.
ومن بين اكثر التساؤلات الملحه التي يطرحها الوضع العراقي:
1- ما هو الموقف من تواجد القوات الاجنبيه في العراق؟
2- ما هو الموقف من ما يسمى ( المقاومه العراقيه)؟
3- من هو العدو الاساسي للجماهير العربيه في الوقت الحاضر؟ الولايات المتحدة الامريكيه ؟ ام الانظمه القمعيه الاستبداديه التي ذاقت هذه الجماهير العربيه على ايديها الويل والثبور على مدى عشرات السنين وشهدت فيها القضايا الوطنيه والقوميه المزيد من الانتكاسات.
4- هل يمكن توظيف الرعب الامريكي من الإرهاب لمصلحة قضية بناء الديمقراطيه في البلدان العربيه؟
ان السياسيين والمفكرين العرب مدعوون للاجابه على هذه التساؤلات بشكل صائب وبما ينسجم مع مصالح الشعب العراقي وبعيدا" عن المواقف الانتهازيه التي تحاول ان تتماشى مع طروحات الشارع العربي المعروف بهبوط وعيه السياسي وغلبة منطق العاطفة على منطق التعقل. وبدءا" لابد أن نضع في اعتبارنا الحقائق الموضوعية الآتية:
1- إن نظام صدام حسين كان يشكل خطرا" جسيما" على مستقبل الشعب العراقي والشعوب المجاوره وان استمراره في الحكم يعني المزيد من المآسي والآلام للعراقيين وجيرانهم كما إن هذا النظام اصبح مصدرا" للفساد والإفساد ليس على المستوى العربي فحسب بل على المستوى العالمي.
2- إن الشعب العراقي و معظم قواه السياسيه الاساسيه لم يكن لها يد ولم تستشر في موضوع الحرب وان الاحتلال الامريكي اصبح أمرا" واقعا".
3- إن انسحاب القوات الاجنبيه من العراق على المدى القريب سوف يترك فراغا" أمنيا" خطيرا" يفتح المجال للكثير من الاحتمالات الكارثيه .
4- ان (المقاومة العراقيه) تتشكل بمجملها من بقايا النظام السابق من المجرمين والقتله ومن الاسلاميين المتطرفين ومن الوافدين من الخارج المرتبطين بتنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الارهابيه.
ان على القوى السياسيه العربيه ان تدرك ان العراق يمر في الوقت الحاضر بمرحله تأريخيه هامه يترتب عليها مستقبل اجياله القادمه وتضعه على مفترق طريقين :
1- امكانيه معقوله لارساء نظام سياسي جديد يحترم حقوق الانسان ويتعايش بشكل سلمي مع جيرانه ويباشر بعملية تنميه اقتصاديه واجتماعيه وسياسيه صوب الديمقراطيه.
2- نجاح الارهابيين في اعادة عجلة التأريخ الى الوراء واقامة نظام على غرار نظام صدام او طالبان المقبورين.
ان لمن دواعي الأسف أن يصور البعض الأمور وكأن هناك خياران لا ثالث لهما : فإما الاصطفاف مع القوى الظلاميه ومرتزقة النظام السابق أو التخلي عن المصالح الوطنيه والقوميه إن هذا الطرح إضافة" إلى مجافاته للحقيقه يقدم خدمة" كبيرة وغطاء" فكريا" وسياسيا"للإرهابيين.
وعلى ضوء ذلك لابد للقوى السياسيه العربيه وخاصة" اليساريه منها من إعادة النظر في موقفها من الموضوع العراقي وان تتفهم موقف القوى الوطنيه العراقيه )وهي قوى معروفة بنضالها وتأريخها الوطني الناصع) التي انخرطت في العمليه السياسيه .
اننا كعراقيين إذ نعول بالأساس على أبناء شعبنا العراقي لا ننسى الدور الذي من الممكن أن يلعبه الأشقاء العرب سلبا" أو إيجابا"ونحن نتطلع إلى القوى اليساريه خاصة" أن يكون دورها إيجابيا" أو على الأقل محايدا".
فلا تخذلوا إخوانكم العراقيين أيها اليساريون العرب ولا تجعلوا عقدة (العداء للامبرياليه) تعمي البصر و البصيره عن رؤية حقيقة الوضع في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة