الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبطال من بين (الأنقاض)يخرجون..هل تعلم؟

سالم اسماعيل نوركه

2011 / 7 / 7
عالم الرياضة


عندما يخرج البطل عندنا من بين( الأنقاض)ويتحدى أبطال العالم ألميسره كل الظروف لهم نسرق فرحته ولا نعطيه ما يستحق من التكريم وحين يخفق نخرج نحلل أسباب إخفاقاته وننسى بأننا لم نقدم له الحد الأدنى من مقومات النجاح ،فهؤلاء الأبطال نطلب منهم المعجزة وحين ينجحون الكل يسخر نجاحهم الشخصي ويجيره لنفسه ،نحن نتعامل مع حالات نادرة مع أبطال نادرين وليس مع أبطال وفرنا لهم ظروف النجاح ،بل في ظروف مثل الظروف التي نحيط أبطالنا بها نعمل على قتل المواهب عن بكرة أبيها ،وقد لا يرضى البعض حين نقول نحن لا نحترم مبدعينا في كل المجالات في وقت إبداعهم وخارج وقت إبداعهم وحين يحتاجون لرعاية خاصة نتركهم يلاقون مصيرهم لوحدهم ولا كأنهم في يوم ما كانوا أبطالا أو مبدعين بل البعض منهم دخل التاريخ وأضاف إضافات ثمينة لتراثنا ،وحين لا ننسجم مع تراثنا وحضارتنا العريقة نكون قد انفصلنا عنها وإلا كيف نفسر بأننا كنا أسياد العالم في الحضارة في الوصول إلى الكتابة والفنون والعلوم واليوم نحن نعيش على منجزات الآخر .
في مدينة خانقين دخلت في حوار مع أحد المدربين الواعدين في مجال الساحة والميدان والذي بإخلاصه وهمته أخرج لنا أبطال من بين (الأنقاض) وبادرته بالكلام وقلت: بأن الرياضة في زماننا كان متطورا أكثر من اليوم ،وقال ما الدليل؟ فقلت :كنا بالأمس نتسيد في كثير من الألعاب على محافظة ديالى فقال المدرب محمد حاجي مراد والذي كان في وقته بطلا في 400 م موانع على العراق في سباقات الجامعات والمدارس والمرشح لتدريب منتخب الوطني للناشئين في العاب الساحة والميدان :اليوم نحن نمتلك أبطال على مستوى تمثيل العراق فاللاعب مؤنس عامر علي وأحمد علي حسام لاعبي المنتخب الوطني لألعاب القوى المعسكر في أربيل ولاحقا في تركيا استعدادا للمشاركة في بطولة العالم في فرنسا ولدينا اللاعب بارئ عامر علي أول في قفز العريض وعلي أحمد سرحان أول في قفز العالي وهو في كل هذا يتكلم على مستوى العراق وهو مستمر في الكلام :واللاعب حسين عبدالكريم أول على كردستان وثاني على العراق في لعب 800 م،وأستمر في الكلام المدرب حاجي قائلا هل تعلم يا أخي إننا في فصل الشتاء نترك الملعب ونصعد على التلال والمرتفعات القريبة منه لنتمرن لأن الملعب يتحول إلى (طيانة)وهو يتكلم ذهبت أو أذهبتني أفكاري وأحلام اليقظة إلى بعيد ،حلمت بأن وطني وساسة الوطن تركوا خلافاتهم وسياساتهم المتناقضة جانبا وفسحوا المجال لذوي العقول لتطوير الوطن في كل جانب وحافظوا على الأموال المتدفقة من النفط لإسعاد المواطنين وتخيلت الملعب (ملعب خانقين الرياضي المنشأ سنة 1961 )وكأنه أرقى من ملاعب العالم المتطور ،لم لا باستطاعتنا أن نفعل الكثير لولا الفاشلين واللصوص ولولا(الخبراء)فهم عندنا يفهمون في كل شيء!مع إن من أرقى التعريف للخبير هو أنه يفهم الكثير عن القليل .
الهدف من هذا المقال ليس الحث على تطوير الرياضة والرياضيين وإن كان هذا الهدف عظيم ،وإنما الهدف هو التطور في كل مجالات الحياة وهذا لا يحصل إذا لم نهتم بمن باستطاعته جلب التطور من المبدعين والمتفوقين في اختصاصاتهم ، علينا أن نراعي الموهوب منذ البداية وعلينا أن نكرمه عند الكبر ،لأن الأمة التي تكرم مبدعيها تحترم ثروتها البشرية وهي ثروة مهمة ،لأنها تنمي باقي الثروات .
قال لي صديق حين علم بأنني أكتب هذا الموضوع ) هل تعلم بأن البطل العراقي العالمي في لعبة....الآن يعمل بنجرجي ويأكل الفلافل و حاير في عيشته...) ثم قلت له وأنت هل تعلم بأن عقول عراقية تعود إلى البلد وتعامل بشكل سلبي جدا فيصل إلى قناعة بأنها نادم على عودتها لأننا نجبرها على الرحيل مرة أخرى ونهمشها ونجعلها بلا إنتاج ..هل تعلم قبل فترة عاد فنان تشكيلي مرموق كان في محل تقدير عالي خارج الوطن ..تعين في أحدى المؤسسات التعليمية العراقية ثم ألغي تعينه وحين التقيت به حمد الله وشكره لأنه لم يقدم على شراء سيارة أو أثاث بيت بالتقصيد المريح ولسان حاله بأنه كان سيتعرض إلى معضلة مادية عنيفة بسبب إلغاء تعينه وهل تعلم بأنه لديه ثروة ولوحات فنية في الدولة التي جاء منها لا يستطيع جلبها إلى العراق لأنه لا يملك ثمن شحنها إلى العراق وهل تعلم وهل تعلم!!.
هل تعلم لدينا وزارة أسمهما وزارة تخطيط نصرف عليها بلاوي دون جدوى لأننا نسير بلا تخطيط ،في كل شيء عاجزون عن التخطيط بدليل إننا نتراجع ولا نتقدم ومن يقول بأنك تظلم وزارة التخطيط أقول له كيف نستطيع التخطيط ونحن لا نمتلك مفاتيح التخطيط وهي المعلومات والإحصاء والبيانات الدقيقة.
هل تعلم بأن السياسة في العراق بلا رؤية ونحن قوم مختلفون سياسيا إلى حد لا نعرف وجهة البلد إلى أين ،فلا نحن دولة رأسمالية ولا دولة اشتراكية ،مختلفون في تحديد العدو والصديق ، مختلفون في تحديد الأولويات وغير الأولويات ،مختلفون في كل شيء إلا في قتل المواهب!!
هل تعلم بأن من هو في الصف الأول من المسؤولية في العراق حين يذهب في زيارة رسمية إلى الدول المجاورة يستقبل من قبل من هو أدنى مستوى منه من حيث الموقع السيادي إنهم بهذا يقتلون هيبة المنصب .
هل تعلم بأننا قوم مستهلكين وغير منتجين وساترنا النفط وفاضحنا في نفس الوقت!!
هل تعلم بأن من يلبس جلباب الطائفية في العراق يدعي بأنه وطني!
هل تعلم في العراق الكثير من المسئولين فاشلين بامتياز ويدعي النجاح بلا خجل!!
هل تعلم بأن الخرجين ومنهم المتفوقين يفترشون الأرصفة !
هل تعلم بعد عدد من السنين إذا أستمر الحال على ما عليه نكون أول دولة خارج نطاق العصر ورغم كل هذا(هل تعلم )يخرج من بين (الأنقاض )أبطال ومبدعين يتناغمون مع العصر ،كتب هذا المقال قبل البطولة العالمية القائمة حاليا في العاب الساحة والميدان في فرنسا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على المصرية ا?سطورة صاحبة الـ62 عاما وحاصدة الميداليات


.. بطولة العالم للرياضات الإلكترونية.. جوائز بقيمة 60 مليون دول




.. صباح العربية | شبهات الحب الزائف.. حول حب نجم ريال مدريد بيل


.. صباح العربية | في السعودية.. جوائز بقيمة 60 مليون دولار في ب




.. العالم ينتظر مفاجآت بطولة العالم للألعاب الإلكترونية في السع