الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستريت بيرفورمرز دليلُ المُشَاهِد

نعيم الخطيب

2011 / 7 / 7
الادب والفن


لا تشاهد عرضاً مرتين، لا تأنس لشارعٍ. وفي آخر العرضِ، عندما تهوي قبّعةٌ على الرصيفِ خفيفةً، أفرغ قلبَك. فالمتجوِّلون، كنساءٍ خشناتٍ، ناعمةٌ قلوبُهم.

لا تقترب مسافةً كافيةً من الفتى الجديد، أثناءَ فشلِه في بناءِ جمهورٍ، لعرضِه المتأخر. سيشفُّ حتى يمرّوا من خلالِه، متمتماً: "هيّا اذهبوا واتركوني، لا ألومُكم. أنتم كعائلتي تماماً!".

لا تجادل إذا ما طَلَبَ منك أحدُ المتجوِّلين أن تصفِّقَ وتهتفَ عالياً، لسببٍ لا تعلمُه، لا تتردّد حتى في إعارتِه أحد أطفالِك. ستفهم لاحقاً عندما يتجمّعُ المارّةُ، لسببٍ لا يعلمونه أيضاً.

لا ترضَ بغبارِ الموسيقى، وإن كان العازفُ فِرقةً كاملةً، أو مُعلَّقاً من إحدى قدميه في عمودٍ أو جذعِ شجرة.

لا تشارك في عرضٍ، دونَ دعوة. فالغايةُ ليست التسليةَ المجرَّدةَ كما تعتقد. لا تجرِّب أن تسألَ متطوِّعةً من الجمهورِ، عن الوقتِ، بعد أن يقومَ أحدُ المتجوِّلين بهزِّ معصمِها، في محاولةٍ فاشلةٍ لتنويمها مغناطيسيّاً. فبعدَ أن تستعيدَ ساعةَ يدِها، ستتلقى أنتَ مرغماً محاضرةً في ديناميكيّةِ الأداءِ المسرحي.

لا تتورّط في عرضٍ لا يشبهك. قد تذهلهم ذاكرةُ رجلِ الرموزِ البريديّة، نعم، سيخبرهم أين يسكنون، وأسماءَ مطاعمَ ومدارسَ اعتادوها، وربّما سيحدّثهم بلغاتِهم المحليّة. ولكن ما قيمةُ كل هذا إن كنتَ لا تملكُ رمزاً بريديّاً؟

لا تحرج أحدَ المتجوِّلين أمامَ رفاقِه، أثناء وقوفِه في طابورٍ لشراءِ سيجارتين، لا تسمِّه رَجُلَ (الكاوتشوك)، لا تردّد إحدى لازماتِه؛ فالمتسوِّلون والمشرَّدون أيضاً لهم مساحاتُهم الخاصّة.

لا تقاطع وَحْدَة الزّنجيّ ذي الشعرِ المجعّدِ والنظارةِ الدائريةِ، وقتَ الظهيرةِ، في مكانِ عرضِه المسائي بالذات. وإن حدثَ هذا صدفةً، فلا تسأله عن سببِ غيابِ (بيردي)، شريكِه في الشارعِ والمسكن، فعندما تكفّ متأخّراً عن البلاهةِ، والقناعةِ بتقمّصِه لدورِ المهرّجِ الحزينِ، لن يهمَّ وقتَها إن كان ما سقطت فعلاً فوق الطائرِ الأخضرَ الصغيرِ، صباحَ ذلك اليوم، هي خزانةٌ أو حقيبةُ ملابسَ قديمةٍ.

لا تردّد عبارةً هشّةً، مثلَ: "العرضُ لابد أن يستمر". وفي عرضٍ أخيرٍ، عندما ترتطم قبّعةٌ بالرصيفِ، ليست خفيفةً بالضرورة، أفرغ قلبَك أيضاً؛ فالمتجوِّلون، مثلنا، يقومون بأشياءَ أخرى لا يتقنونها.

6 تمّوز 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟