الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كش ملك

سعدون محسن ضمد

2011 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


المواجهة بين حَمَلة كواتم الصوت وبين الحكومة، مُمَثَّلة بالأجهزة الأمنية، مواجهة فجائعية، وهي تنذر بكوارث يمكن أن تَحْدُث في العراق في أيّ وقت. مواجهة طرفاها: مجرم يحمل سلاحاً، يعرف كيف، ومع من، ومتى، وأين يستخدمه. وجهاز أمني لا يعرف شيئاً عن هذا المجرم، ولا أين، ولا كيف، ولا متى يواجهه!!.
لقد جاء اغتيال علي فيصل اللامي، المدير التنفيذي لهيئة المسائلة والعدالة، ليمثِّل تحدياً سافراً تقوم به الجهات الموجِّهة لِحَمَلة كواتم الصوت، إلى الحكومة العراقية. وإذا كانت الحكومة العراقية تقول، دائماً، بأن إئتلاف البعث والقاعدة، يمثل عدوها الأشرس، فإن مقتل علي فيصل اللامي بمثابة كسر للضلع الأقوى الذي يحمي قلبها من اختراقات عدوها اللدود!. ومع أن هذه الحقيقة مفجعة للحكومة، إلا أنها لم تستطع بجهدها الأمني والاستخباري الهائل أن تفعل أي شيئ!! بل المحرج جداً، أنها وقفت مبهوتة ولم تفعل أكثر من تمثيل مشهد مسرحي بائس ادَّعت من خلاله أنها ألقت القبض على من نفذ عملية الاغتيال، فما كان من الجهة المنفذة له إلا أن عمدت إلى اغتيال الأخ الشقيق لعلي فيصل اللامي، لتكشف بوضوح عن سخافة مشهد الحكومة المسرحي، وتحذرها من مغبة إعادة تمثيله من جديد. الأمر الذي يكشف عن هشاشة الأجهزة الأمنية التي لم تستطع أن توفر الأمن لمسؤولي الدولة فضلاً عن توفيره للمواطنين!.
وسواء أكانت عملية الاغتيال في إطار تصفية حسابات داخلية، أو تنفيذاً لمخططات خارجية، أو عملية انتقامية من قبل جهة موتورة من عمل الهيئة، يبقى موقف الحكومة السلبي إزاء هذه الضربة مثيراً للدهشة، لأنه يكشف عن أمرين خطيرين جداً: الأول، أن مسؤولي هذه الحكومة لا يُقدِّرون الأخطار التي تواجههم بشكل دقيق. والثاني، أننا بلا دروع واقية ضد أي ضربات لاحقة يمكن أن تكون أشدَّ قوة وأكثر مباغتة، ضربات يمكن لها أن تستهدف الرؤوس الأهم في النظام السياسي العراقي..
لقد شعرت وأنا اسمع نبأ الاغتيال، وكأن جملة (كش ملك) قوية وصارمة وُجِّهت لبعض أهم الرؤوس المسيطرة على المشهد السياسي في البلد. ونحن جميعاً نعرف أن قوانين رقعة الشطرنج تعطي لهذه الجملة دلالات مشؤومة، فهي تكشف عن أن أحد المتواجهين على مربعات الرقعة بدأ يترنح.
لست بمعرض المبالغة، ولا أريد أن أعطي لعملية اغتيال الرئيس التنفيذي لهيئة المسائلة والعدالة أكبر من حجمه الحقيقي، لكنَّ هذه الهيئة تُعَدُّ ـ وكما صرَّح أغلب السياسيين ـ بمثابة الجهاز المناعي الذي يحمي جسد الدولة من خطر تغلغل البعث، ونحن نعلم جميعاً بأن أكثر الأمراض تهديداً لحياة أي جسد، هو المرض الذي يضرب جهازه المناعي. والسؤال الذي يوجَّه للسياسيين المشغولين بصراعاتهم الجانبية هو:
من يجب أن يتم اغتياله أيضاً، وأمام أعينكم، لتفهموا بأن استمراركم على رقعة الشطرنج بات مهدَّداً بشكل خطير؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -في تضام- الديوان الشعري الجديد لوداد بنموسى


.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة




.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء


.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973




.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم