الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهيار حجج المنافسين للحزب الشيوعي

محمد نفاع

2011 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يقول المثل الشعبي:"كل جديد وله بهجة"، ولأن الحزب الشيوعي ليس جديدا، فقد يبدو للبعض انه خالٍ من البهجة، ومن الطريف والظريف ان نذكر ونتذكر بعض الشعارات والمواقف المنافسة والمعادية للحزب الشيوعي، خاصة من اوائل الثمانينيات وحتى اليوم، ونحن لا نقصد أحزاب الحكم الصهيونية، بل تلك الاحزاب والقوى المدججة بالقومية من قمة الرأس الى أخمص القدم، ليس بهدف المناكفة والتشفي بل من أجل استخلاص العبر وتعلم الدرس .

أول الرقص كان ان الحزب الشيوعي هو حزب يهودي عربي، فالتعاون مع اليهود الذين يحصلون على اصوات قليلة هو خيانة قومية عربية، عُيّرنا يبهود أمميين مناضلين وانطلى هذا الامر على البعض ورفعوا راية القومية العربية النقية من الشوائب اليهودية، هكذا فعل الاخوة في الحركة التقدمية تحت شعار : فلسطينية الجذور، ونالوا تأييد بعض قادة منظمة التحرير والعديد من تريج الاعلام الرسمي العربي والاسرائيلي والفلسطيني، ولاقوا دعما سياسيا واعلاميا وغيره من قوى في منظمة التحرير الفلسطينية ونظم العالم العربي المغرقة في القومية حتى الاذنين، وباعتراف بعض الشخصيات القيادية في حركة فتح . مرّ وقت قصير واذا بهؤلاء القوميين العرب جدا يتعاونون وفي قائمة واحدة مع يهود صهيونيين جدا وعسكريين جدا بدرجة جنرال شاركوا في احتلال قطاع غزة وكانت فترة دسمة وسمينة جدا في التحريض على الشيوعيين اكثر بكثير من النضال ضد الصهيونية.
ثم جاء حزب آخر، عربي قح، ودمقراطي، ولعب على نفس الوتر وبكى وتباكى بمنتهى العاطفية والمسؤولية كيف ان اكثرية المصوتين العرب في الحزب الشيوعي يساهمون في وصول يهودي الى عضوية الكنيست، مع العلم ان بعض قادة هذا الحزب العربي جدا، كانوا من أقطاب حزب العمل الصهيوني في الوسط العربي، وفي كتلته البرلمانية ومن مبعوثيه الى الولايات المتحدة الامريكية، بهدف تبييض وجه الحركة الصهيونية في تعاملها مع العرب الفلسطينيين مواطني الدولة .
أما الطبعة الاخيرة المنقحة فكان الاخوة في التجمع الوطني الدمقراطي، فقط في زمانهم عرّف المواطنون العرب هنا أنفسهم انهم جزء من الشعب العربي الفلسطيني، وقبلهم كان التيه والضياع والعدمية القومية، وتصدّوا للأسرلة بكل جرأة وشجاعة وتصدت لهم وسائل الاعلام الرسمية الاسرائيلية بهدف تسويق آرائهم المتطرفة جدا لغاية في نفس اسرائيل. وتعاملت معهم الفضائيات العربية القومية جدا جدا كأبطال قوميين من جنس قومية دول الخليج وحتى القوميين العرب المعادين للاستعمار خاصة في سوريا ولبنان، وكذلك دولة قطر ودولة فضائية الجزيرة والعربية والقسم العربي في التلفزيون الاسرائيلي والاذاعة الاسرائيلية. لم يمر يوم الا وتعاطى معهم هذا الاعلام العربي والصهيوني على السواء، وبعض الفلسطينيين من المنظمات غير الحكومية سوّقوهم الى امريكا واوروبا وافريقيا لأنهم من نفس الطينة، ومن نفس الفصيلة . هذا الحزب القومي جدا حصل على عدد لا بأس به من اليهود، كيف ؟ ولماذا ؟ انا اعلم وكل خاف سيعلم، كانوا ابطال التواصل القومي مع سوريا ونظامها، كانوا ابطال التواصل مع لبنان، دون أي فرق بين قوى 14 آذار والمقاومة المهم ان نبقى على ألسنة الاعلام العربي والصهيوني، وهذا لعمرك أسلوب مستحدث ينطلي حتى على رؤساء دول وحكومات ومرشحين حتى في باب اتهامهم بالاغتصاب، المهم ان يتعاطى معهم الاعلام بالشيء ونقيضه، وهذه فعلا عبقرية لا يتقنها الجميع، بعد ذلك يتنازلون ولا يرفضون التعاون اليهودي العربي والتعاون الصهيوني العربي بايعاز من الاستعمار وزبانيته في العالم العربي . واصبحت حقائق ومقولات ان العرب هنا هم جزء من شعبهم العربي الفلسطيني هي من نتاج مواقفهم، وكأنه لا يوجد من سبقهم الى ذلك بعشرات السنين، وهم اقلية قومية عربية فلسطينية!
رحت أفتش عن الجديد فلم أجده، اللهم الا الترشح لرئاسة حكومة اسرائيل لإثبات المواطنة، وإلا التنازل المهين دفاعا عن قائمة التجمع التي هُددت بلالغاء ولا إلغاء ولا يحزنون ولو ألغيت لا سمح الله ولا سمحت اسرائيل، كنا نحن في الحزب الشيوعي من اوائل المناضلين ضد ذلك، وبخطوات حاسمة رغم الخلاف معنا . هؤلاء الاخوة رأوا في النظام السوري مثلا يحتذى، فتوافقوا جدا، حتى ظهر قمح المواقف من زيوانه وبصورة رخيصة انتهازية ذاتية على اساس التلون والمصلحة الخاصة بعيدا عن كل الطروحات القومية جدا، وخضوعا ذليلا لفضائيات ونظم مغرقة في العمالة للاستعمار الغربي، الامريكي الاوروبي، نحن لا نقول ذلك بسرور، ولا بمنتهى البهجة والتشفي بل بألم، ثم لماذا هذا الهرب الذليل من الوطن بمعرفة اسرائيل واذرعها المختلفة !! هل هذا الهرب يتماشى مع المواقف البطولية والشعارات النضالية !! يومها قال احدهم – وهو اليوم مفصول ومطرود من التجمع – لينين ايضا هرب من حكومة القيصر وحكومة كيرنسكي!! فعلا تشبيه من نفس المستوى ولنفس الاهداف .

حليفهم بالامس يصفونه اليوم بالعمالة، ناهيك عن هذا التقلب الابداعي المرموق في العلاقة مع السلطة الفلسطينية .
وكيف عين هذه القيادة من القيادة السورية اليوم وهي تتعرض لتآمر استعماري رجعي!! وكيف عينهم من المقاومة اللبنانية البطلة !! نحن لا نستجدي صداقة أحد، لسنا شحادين على ابواب النظم ولا متاجرين بمصائر الناس ولسنا مثل بلانة الصيف، شدّما تحترق وتشتعل وترسل نارا ونورا وشدما تنطفئ ولسنا من أتباع المواقف الجامحة الصاخبة، ثم التراجع الصاخب عن كل ما قلناه . وكم في تراثنا من أمثال وأقوال من مثل : الله يلعن المراجل من بعدها قولة دخلك، ومن كبّر جمشته ما ضرب، ونحن نقول هذا الكلام من منطلق المسؤولية، حتى لا يقع العديد من الناس والشباب والطلاب في شرك الشعارات البرّاقة، والعابرة للقارات قولا، أما ممارسة فالامر على العكس تماما .
أما الخلاصة فنقول : إن المنطلق الطبقي هو الاساس، وان الموقف الاممي كان ولا يزال وسيظل أخلص موقف وطني وقومي حقيقي، وقد ثبت ذلك بالممارسة والتطبيق، ونحن بأمس الحاجة اليوم الى استخلاص العبر وتعلم الدرس خاصة ونحن لا نقول هذا الكلام في خضم معركة انتخابات والتي يحوّلها البعض الى سوق من المزايدات والكذب والافتراءات ، والالتواءات، والانحناءات واللعب على اوتار غرائز وانتماءات ضيقة تضر بانتمائنا ووجودنا في مواجهة العدو الثلاثي، الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أعداء الحزب الشيوعي الإسرائيلي
بلال محمد ( 2011 / 7 / 8 - 11:45 )
كان أول من تآمر على الحزب الشيوعي الإسرائيلي هم السعوديون الذي بذلوا الأموال لإقامة الحركة الإسلامية في أم الفحم وغيرها وكانت الحكومات الإسرائيلية على علم بالأمر
والمتآمرون الآخرون كانوا نظام الأسد في سوريا يعاونه وليد جنبلاط وقد جعلوا من عزمي بشارة سفيراً لهم في إسرائيل والراية الخفاقة للقومية العربية
اليوم ها أنت تتشفى بنظام الأسد فتقول تبين لكم أخيراً بأننا في الحزب الشيوعي أقرب إليكم من عزمي بشارة
لئن كان هذا موقف عامة الشيوعيين في حزبكم فذلك فضيحة ما بعدها فضيحة ومعها يكون عزمي بشارة على رخصه أشرف منكم وآمل ألا يكون الأمر كذلك

اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر