الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر والملك

فليحة حسن

2011 / 7 / 8
الادب والفن


• الشاعر والملك
واقول : (نوافذنا ضيقة كرؤوس الملوك )
تنطوي صفحات التاريخ على الكثير من القصص التي جمعت بين شاعر وملك، وكثيرا ما انتهت تلك القصص بنهاية مأساوية للشاعر لان ماجاء به من معانٍ لم يكن على هوى ذلك الملك ووصل الأمر في بعض الملوك أو الأمراء أو الخلفاء حدّ التحكم في قصائد المديح التي تقال أمامه فيأنف من بعض المقدمات ويذمها من ذلك ما حدث للشاعر ذي الرمة حين إنشاده أمام الخليفة عبد الملك بن مروان قصيدة مديح له مطلعها :
ولما بال عينك منها الماء ينكسب *** كأنه من كلًى مفرية سرب
وكان في عين الشاعر علة تجعلها تدمع فظن الخليفة انه من ُعني بهذا القول فوبخ الشاعر، والحال كذلك حين مدح الشاعر جرير الخليفة نفسه بقصيدة مطلعها : أتصحو بل فؤادك غير صاح *** عشية هم صحبك بالرواح
فرد عليه الخليفة: بل فؤادك يا ابن الفاعلة،
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ بل إن بعض الملوك قد أنكروا صلة النسب بأولادهم ، ونحوّهم عن العرش وسلبوا منهم جاههم لمجرد قولهم الشعر وهذا ماحدث مع امرئ القيس حين طرده أبوه من مملكته حتى ُلقب بالملك الظليل ،
مما يبدو إن هناك نفوراً كبيراً بين الشعراء والملوك وخصوصاً لمن لاتشترى أقلامهم ومن يرفضوا أن يكونوا أبواقاً تقرع متى ماشاء مالكها ،
وقصص الذين غيبتهم سجون الملوك أو قبورهم من الشعراء لا حصر لها في مقال واحد وان طال، وهذا النفور عائد ربما لأسباب عدة منها الاختلاف اللغوي بين الكلمتين واعني كلمة شاعر وكلمة ملك ، فإذا ما رجعنا للمعنى اللغوي لكلمة شعر لوجدناه كما يأتي :
قال الأزهري: ( الشعر القريض المحدود بعلامات لا يجاوزها والجمع أشعار، وقائله شاعرٌ لأنه يشعر ما لا يشعره غيره، أي يعلم) وقيل سمي شاعراً لفطنته، وقال الأخفش: الشاعر صاحب شِعر،أوهو الغلام الذي يقف على رأس شعر الماء أي رأس البئر ليمتح ماءها بالدلو،
بينما يأتي المعنى اللغوي لكلمة ملك في لسان العرب لابن منظور بمعنى البئر تحفرها وتنفرد بها، وبما إن وجود الماء ضروري لحياة الناس فقد صار من البديهي أن يتجمع الناس حول البئر المحفورة للاستسقاء ، غير إن هذا الأمر غير متاح مالم يصرح لهم مالكها به ، وربما لهذا المعنى فطن العامة حين سموا الملك ملكاً، لأنها في اللسان تقع على معنى الاستبداد أيضا قال ابن منظور في اللسان : (المُلْكُ والمِلْكُ: احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به) ،
من هنا يبدو إن الملك يحاول أن يستحوذ على الشاعر وما يكتبه من شعر لما فيه من وظيفتين واعني الإمتاع والمنفعة التي يسعى بكل ما أوتي من جبروت للحصول عليها دون جدوى ،أو ربما كان الملك ولما يزل يفتقرالى لذة الكتابة فيستهجن من يصنعها وإلا فما معنى أن يصرح الجاحظ قائلاً ( لو عرف الملوك لذة الكتابة لقتلونا) ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف