الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة الوطنية في سورية لن ولن تتصدع

أميمة أحمد

2011 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


خرجت مئات الآلاف في شوارع المدن السورية في جمعة " لا للحوار " هاتفة بإسقاط النظام، وتوقها للحرية وإنها الاستبداد الذي استمر أربعة عقود ، سام خلالها النظام السوري أبشع أنواع القهر والظلم والتعذيب والحرمان، وكان ديدنه في الأحكام الجائرة ضد المعارضين السوريين " بث أخبار توهن عزيمة الأمة " وقال الرئيس بشارعدة مرات في مقابلات صحفية " إن الطائفية خط أحمر يحاسب من يتحدث بها بأشد العقوبات " لدرجة أن رئيس تحرير جريدة محلية بحمص أقيل من منصبه لأنه كتب " نحن طائفة الصحفيين " وهو تعبير لغوي مجاز لايعني الدلالة السياسية " للطائفية " التي " يحذّر " منها النظام السوري ، ولكن السيد الرئيس بشار ونظامه نسي أنه كرّس الطائفية في سورية ، التي تتميز بفسيسفاء أثنية ودينية ومذهبية رائعة، عاشت مع بعضها على مر التاريخ ، وأنجزت حضارة قل نظيرها في العالم . علما أن الطائفية لعب عليها الاستعمار الفرنسي في عشرينات القرن العشرين في مرحلة الانتداب الفرنسي ( 1920-1946)، وعرض على الشيخ صالح العلي إقامة دولة علوية يرأسها على أن يترك الحركة الوطنية السورية التي تناضل من أجل استقلال سورية موحدة من الانتداب الفرنسي . مرة أخرى تستخدم الورقة الطائفية في عهد الاستقلال على يد النظام السوري الأسدي الذي عمل على توظيف الطائفة العلوية لهذا الغرض بالترغيب حينا وبالترهيب خينا آخر، بمنحهم وظائف سامية وامتيازات لايحصل عليها آخرون من السوريين، والدليل تركيبة قيادة الجيش السوري أغلبها من العلويين الموالين للنظام ، ولهم شراكات اقتصادية مع تجار سورية خاصة في حلب ودمشق " بسطوة السلطة أي بالخوة " تقديم تسهيلات للتجار مقابل نسبة من الأرباح تصل 50% على الأقل، ومن لم يقتنع من العلوية بالترغيب يكون الترهيب بالسجن والتعذيب، والإقالة من العمل، وللأمانة لقي المعارضون من الطائفة العلوية مالم يلقه أبناء الطوائف الأخرى، فكانت عقوبتهم مضاعفة .
هذا مافعله النظام على مدى عقود أربعة ، التي أنتجت طبقة منتفعة من النظام من كافة الطوائف السورية ، وهي التي تقوم اليوم بمساندة النظام في حربه ضد الشعب السوري منذ منتصف مارس / آذار / الماضي .

اليوم دخلت الثورة السورية المباركة شهرها الخامس ولازال النظام الأسدي يصف الثوار " بالمخربين وجماعات مسلحة " ترّوع السكان ، وأن السكان يطلبون الجيش لحمايتهم، مبررا اقتحام قوات الأمن البلدات والمدن السورية ، ومحاصرة الجيش لبعض المحافظات ، وبعضها هرب سكانها إلى الدول المجاورة ، حيث يعيشون أبشع الظروف ، بعيدا عن وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والأمم المتحدة، ويبدو أن هناك تواطئا لهذه الدول مع النظام السوري كي لايتم تدويل قضية اللاجئين السوريين .في لبنان والأردن وتركيا .

الثورة السورية منذ بدايتها كانت سلمية ، وأثبت الشعب السوري سلمية المظاهرات والثبات على مواجهة الرصاص بصدور عارية لأجل الحرية والكرامة .ولكن لاحظنا أن النظام السوري منذ انطلاق الثورة السورية وحتى اليوم يعمل على نظرية " فرق تسد "

1- يحاول النظام وترسانته الإعلامية وأبواقه توجيه الرأي العام نحو مايصفه ملاحقة " جماعات إسلامية متطرفة " تقتل المواطنين وقوات الأمن على حد سواء . بينما تحدث متظاهرون أن الشهداء من قوات الجيش ممن رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين ، فقامت قوات الأمن من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس بإطلاق النار من الخلف، أو طلق قريب فجرت الرأس .

2- يحاول النظام قتل المتظاهرين في مدن أكثريتها من السنة، ليثبت روايته أنه يلاحق " حركات إسلامية متطرفة " فيضرب بوحشية في درعا ،ريف دمشق ، حماه ، حمص، الرستن ، تل بيسة، تلكلخ، إدلب ، جسر الشغور، بينما استخدم الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية لتفريق المظاهرات في السويداء( الدرزية ) وسلمية ( الإسماعيلية) والقامشلي ( الأكراد ) والحسكة ( أغلبية مسيحية ) وأحيانا لم تعترض قوات الأمن تلك المظاهرات .


3- لم يعترض النظام مظاهرات العشائر في دير الزور مع بداية الثورة ،كي لايحرضها ضده، ولكن العشائر حسمت موقفها مع الثورة لذا كانت الضحايا كبيرة في جمعة العشائر.

4- وعمل النظام على تحييد الطائفة العلوية " كطائرة مختطفة"، يخيفهم بالتصفية من الإسلاميين ، وأنه الحامي للطائفة التي جعل نفسه ممثلا لها، مما وضع أخوتنا العلوية تحت ضغوط كبيرة وصلت حد التهديد بالقتل إن خرجوا بمظاهرات .

5- وباسم الحوار عمل على بث الفتنة في صفوف المعارضة، يسمح لمجموعة بالاجتماع بأفخم الفنادق وتحت حماية أمنية ووسائل إعلام دولية، ويمنع مجموعة أخرى من الاجتماع في بيت أحدهم، ظنا منه إثارة الريبة بين صفوف المعارضة ، وانقسامها، ليبدو أنه لايجد من يحاورهم بتشتيت المعارضة. أي حوار يكون تحت هدير الدبابات وأزيز الرصاص؟ فخرج الشعب السوري رافضا حوارا لاوجود له، والنظام فقد شرعيته بقمع المظاهرات ، وقتل المتظاهرين .

فالشعب السوري البطل، سليل يوسف العظمة وإبراهيم هنانو، وسلطان باشا الأطرش، والشيخ صالح العلي ، وفارس الخوري ، وسعد الله الجابري ، وأبي الفداء، عرف منذ البدء إن النظام السوري الأسدي الفاشي الذي يقتل أبناء سورية الأطهار، المطالبين بالحرية والكرامة، يريد أن يزرع الفتنة بين أطياف الشعب السوري الموجودة تاريخيا ، وعاشت تاريخها متآلفة، صنعت جميعها تاريخ سورية الزاهر .
فجميع أطياف الشعب السوري حريصون على الأخوة العلوية لبناء سورية الحرية والكرامة بنفس الحرص على مشاركة الأخوة بباقي الأثنيات والطوائف، فهذه الفسيفساء الاجتماعية السورية جوهر تألقها الحضاري .

السوريون حسموا خيارهم في رحيل النظام السوري ، فقرروا أن يكون رمضان الشهر المبارك فيصلا في إسقاط النظام لإنهاء مرحلة الاستبداد التي أذلت الشعب السوري لأربعة عقود، وتغول الأمن في قهر المواطن، نداؤهم للشعب السوري، خاصة حلب ذات التاريخ الوطني العريق، ودمشق نقطة ارتكاز النظام ، أن يخرج بمظاهرات حاشدة سلمية كل يوم ، ليل نهار، ليقولوا " كفى استبدادا " و" الشعب السوري مابينذل " ، وأن الشعب السوري واحد ، وهو أول شعار نادت به المظاهرات السلمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيا اسرائيل
رائد احمد ( 2011 / 7 / 8 - 23:45 )
احييك واحي هنري برنار وكوشنير

اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع