الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصفعة الأمريكية والثرثرة المعهودة...!؟

جهاد نصره

2011 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


طيلة سبع سنوات والسلطة السورية مع حلفائها الإقليميين يتحدثون عن فشل مشروع الفوضى الخلاقة كما عن فشل السياسات والمشاريع الأمريكية في المنطقة وخصوصاً مشروع الشرق الأوسط الجديد..! ليس في هذا الأمر جديد فقد سبقهم الرفيق المرحوم ـ صدام ـ في إتقان مثل هذه الثرثرة الفارغة إلى أن وجد نفسه مختبئاً في باطن الأرض يستعيد نشوة الأيام الكاذبة زمن هتاف الملايين بحياته التي أنعم الله بها على الشعب العراقي..! لكن، فجأة، وعلى وقع الحراك الشعبي المندلع في البلدان العربية، راح الحديث الشمشوني يتلاشى ليبدأ الحديث من جديد عن المشاريع الأمريكية ومخططاتها الملعونة وهي التي كانت مهزومة ومجهضة إلى ما قبل أيام...!؟
لقد برز في السياسة السورية إبان الحديث الممل عن فشل المشاريع الأمريكية وجهان متناقضان وجه ناعم يدار للخارج ويعكس حقيقة واقع الحال الهفتان..! ووجه شمشوني عبوس للداخل ذاق من سمه آلاف المواطنين على مرِّ عقود الهيمنة البعثية الاستبدادية..! وهكذا، فقد استمر الإنشاء السياسي المتواصل والمبتذل عن فشل السياسات الأمريكية وإحباط أهدافها منذ ما بعد الحرب على ـ صدام حسين ـ إلى ما قبل هنيهة..! والسلطة السورية اليوم لا تجد أي حرج بعد أن وجدت نفسها محشورة في الزاوية من استئناف الحديث عن السياسة الأمريكية ودورها فيما يجري بما يعني ذلك من اعتراف بنجاح أمريكا في إحياء ما سبق وتم تأجيله تبعاً للظروف الموضوعية والمعطيات السائدة..! السلطة تعرف كل المعرفة أن في سلوكها السافر هذا استغباء للشعب السوري الذي سبق أن ملَّ من حلقات ثرثرتها المتلاحقة عن الفشل والتراجع الذي أصاب سياسات الولايات المتحدة كما إسرائيل جراء سياسة الممانعة والصمود والذي منه...!؟
ومن المعروف لشهود العيان الحقيقيين أنه كان كلما لقنت إسرائيل نظام الممانعة درساً تطبيقياً لاختبار صموده وممانعته إن جاء هذا الدرس على شكل غارة جوية أو عملية اغتيال في قلب العاصمة أواستعراض عضلات في الأجواء السورية كان الرد الممانع المعهود يطمئن القادة الإسرائيليين: سنرد في الوقت المناسب..! أو لن تجرنا إسرائيل إلى حرب وكأن السلطة السورية هي التي تحتل أرضا فلسطينية سبق وأن ابتلعتها إسرائيل منذ العام / 1948 / لكن: كيف كانت ستجد مثل هذه السلطة الوقت للرد على دروس إسرائيل التلقينية وهي مشغولة بغاراتها التي لا تتوقف على نخب الشعب المعارضة سياسيين كانوا أو كتاب أوحقوقيين أوغير ذلك...!؟
طيب: اليوم تأتي الصفعة الأمريكية الخالصة في عقر دار السلطة ومن حيث لم يتوقعها أحدٌ من عباقرتها..! إنها صفعة داخلية على الوجه والقفا..! وهي صفعة شديدة القسوة أن يقوم السفير الأمريكي بزيارة مدينة ( حماة ) بما لها من خصوصية تاريخية تستدعي بدورها خصوصية رمزية في سياق الحراك المعارض الراهن..! وأن يحصل ذلك من دون استئذان ولا مشورة السلطة..! ثم أن يلتقي السفير منظمي التظاهرات بهذه العلنية وهذا التحدي..! وبعدها أن يقرر المشاركة في مظاهرة جمعة ( لا للحوار ) كتعبير بالغ الدلالة عن تضامن الولايات المتحدة الأمريكية مع أهالي المدينة.. وأن يتوج كل ذلك بأن يحمل على الأكتاف والأعناق بمعية السفير الفرنسي..!؟
وكالعادة لا ينتظر معظم السوريين أي رد فعل ملموس على الفعل الأمريكي المحسوس وسيقتصر الأمر على مجرَّد الاحتجاج الدبلوماسي وربما يتم اللجوء إعلامياً إلى بعض المواطنين هنا وهناك لاستنهاضهم وتظهير رفض ( الشعب ) السوري لفعلة السفير السافرة..! أما وإن حصل العكس فإننا وحق اللات والعزى سننبطح على وجوهنا ـ أقصد نحن في حزب الكلكه ـ وسنضرب لأول مرة وآخر مرة تعظيم سلام لسلطة الصمود والممانعة...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-