الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!!!!ماسرُّعلاج القادة العرب في الغرب؟

محمد الحاج ابراهيم

2004 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الملك حسين مبدع مدينة الحسين الطبية في عمّان ذات الشهرة الواسعة ،وبعده الشيخ زايد بن سلطان صاحب المشروع النهضوي في الإمارات العربية المتحدة ،وثالثهما الرئيس مبارك زعيم أكبر دوله عربيه .. والرئيس ياسر عرفات… هؤلاء القادة العرب فتحوا الباب لأسئلة تحتاج إلى إجابة مقنعة نتيجة سفرهم للعلاج في الغرب ،حيث الأول والثاني عولجا في أمريكا ،والثالث في ألمانيا ،والرابع في فرنسا وغيرهم وغيرهم …،والسؤال الأهم هو: ماسرُّ علاجهم في الغرب ؟.
هل عجزت وزارات الصحة العربية عن بناء مشفى يُعالَج فيه قادة الأمة، ولماذا؟ لن أسأل عن كادرنا الطبي ،فهو متناثر في مشافي العالم الغربي كله ومن خيرة الخبرات في المجال الصحي وبكل الاختصاصات وما أكثر الأمثلة على ذلك ، وهؤلاء …من المهجرين قسريا نتيجة لضغط الحكومات عبر تقرير فرض عليهم الهروب بليلة ظلماء يُفتقد بها البدر، وآخرين لم يجدوا فرصة للإبداع وتطوير المسألة الصحية في وطنهم،… وآخرون …وآخرون…لكنني أسأل عن تحقيق بناء مشفى بالمواصفات المحققة في بلاد الغرب، لتتم معالجة قادة الأمة ومواطنيهم عندما تتقارب المواطنية بين الحاكم والمحكوم .
حسبما يُشاع أنّ الأمة العربية تعوم على بحر من المال (ربما هي محض إشاعةٍ!!!)الناتج من الثروة النفطية والسياحية والزراعية، هل فكّر حكامنا باستخدام جزء من هذا المال لبناء منشآت يُعالَجوا فيها مع مواطنيهم؟ هل فكّروا ببناء مختبرات تحلّل الحالة الصحّية العامّة للوقاية من التلوّث وغيره من الأسباب المؤدّية للوفاة في معظم الأحيان وخاصة مايتعلق بالأمراض السرطانيّة المنتشرة؟ هل فكّر القادة العرب ببناء مراكز بحث علمي صحّي لمعرفة الأسباب المؤديّة لهذا الحال؟ إذا كانت هذه المنشآت موجودة في وطننا العربي فلما يُعالَج قادتنا في الغرب …وبماذا يفكر أصحاب الجلالة والسُموّ والفخامة؟؟؟.!!!
الوضع الصحي المتردي في المنطقة العربية له أسبابه وهي: 1_التلوث الناتج عن الافتقار للتوعية الصحية للمواطنين ودور المافيات المحمية ناقلة النفايات النووية لبلدانها 2-الفقر المؤدي إلى سوء التغذية منتج الضعف العام للبشر بسبب تدني متوسط دخل المواطن العربي
3-الكادر الطبي السياسي المهيمن على المؤسسات الصحية الحكومية والذي يفرغها من محتواها الفني بإقصاء
الطاقم الخبير فيها والذي لايجد أمامه بدّاً من الهجرة خوفا من ظلم يقع عليه
4-المعدات الطبية الرديئة المستوردة عبر لجان شراء غايتها حصتها من هذه الصفقة أو تلك فقط
5-غلاء أسعار الأدوية مقارنة مع متوسط دخل المواطن العربي والتي يمكن أن تعفيه من شراءها بحكم ضعف
قدرته على ذلك فيبقى أمامه الموت الرحيم ليترك لأولاده دخله المحدود ربما يحميهم من الجوع والتشرُّد
6-غلاء أجور المشافي حتى الحكومية منها مقارنة أيضا بمتوسط دخل الفرد العربي
المسألة الصحية إحدى المسائل التي يعاني منها مجتمعنا العربي ،وهي ناتج طبيعي للعديد من مشاكل الأمة على رأسها المسألة السياسية ،التي تفتح باب النقد للأداء الحكومي وخاصة مايتعلق بحياة الناس وصحتهم ،إذ أن تحكُّم جهة أو طرف بثروة الأمة يعتبر نقطة تحول نحو الانحدار بمعظم الجوانب الضرورية للمواطن ،وتوزيع الثروة غير العادل يجعل من المواطنين شرائح غير متناسبة مع التوجهات الوطنية لأية حكومه ،فيكون هناك فرز بين الغنى الفاحش والفقر المدقع الذي يخلق أحقادا داخل المجتمع الواحد وهذا يظهر جليا لدى التعرُّض لوضع صحي يعجز الأهل عن تسديد استحقاقاته المالية ،وعلى ذلك لابد من التعاون بين الحكومات والمعارضة التي تشكل مرآة تعكس نقاط الخلل في مجتمع معين وتعريه لينجوا المجتمع من سماسرة الجريمة المنظمة التي تودي بحياة الناس عبر الصحة المهدورة والحقوق المنتهكة للمواطنين وذلك عبر الاصلاح السياسي الذي يجعل من المواطن مواطنا متحررا من ثقافة الخوف والرعب التي لازال يعيشها فتعود الخبرات الفنية المهاجرة لبلدانها لتبنيه وتقدم خبراتها الكبيرة التي حصّلتها نتيجة التعليم والعمل في الدول المتقدمة بشتى المجالات .
فمتى يُعالج قادة الأمّة في مستشفياتنا الوطنية المتطورة ؟متى؟متى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البقاع شرق لبنان: منطقة استراتيجية بالنسبة لحزب الله


.. بعد مقتل حسن نصر الله.. هل كسرت إسرائيل حزب الله؟




.. تباين| مواقف هاريس وترمب من العمل في ماكدونالدز


.. عواصف وفيضانات غمرت مناطق متعددة في ولاية فلوريدا جراء ضرب إ




.. أمين عام المجلس الإسلامي العربي يتهم إيران بتسليم إحداثيات -