الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت انظار العالم..حماة تصلب من جديد..

جمال الهنداوي

2011 / 7 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كجمهور ضجر لمباراة شطرنج طويلة ومملة..يراقب العالم النظام السوري وهو يبطش بشعبه الاعزل المسالم..وبنفس الملل من شكل اللوحة التي لا تتغير الا من بين حين وآخر ومن الهدوء الذي لا يقطعه الا فسح متباعدة من التوقع والترقب ما بين النقلات يسرف المجتمع الدولي في رسم الخطوط المتمددة التي ترفع تدريجيا من سقف صبره المزعوم الذي يأبى النفاذ على تغول النظام وامعانه في الزلوغ بدماء السوريين..
خطوط ترسم وحدود تقنن وشواخص توضع على رقعة المحنة السورية التي تتلظى باتونها ارض وشعب وكرامة الشعب الجريح المخذول وما زالت المنظومة الدولية ترصد وتراقب قلاع النظام وافراسه وهي تدوس بحوافرها الحديدية على اجساد السوريين وتهرس اعظمهم بسرف مدرعاته الغازية المنتهكة لعرض ووحدة وامن وسكينة الناس الآمنين..
عشرون الفا من الضحايا احتسبهم العالم في ذمة النظام وعدهم كخسائرعرضية واضرار جانبية لغضبة الاب الهصور على من شقوا عصا الخنوع والهوان وتمترسوا بحبهم للارض والانسان واعلوا الصوت بالا لعنة الله على القوم الظالمين..
عشرون الفا سحقوا عن بكرة انتماؤهم للوطن وبقي العالم غافيا لا هيا متصامما لاسبوع قبل ان يتحسس انينهم الخافت القادم من تحت الانقاض..عشرون الفا تم امتهان حقهم بالحياة وما زال المجتمع الدولي ينتظر ان يعاد انتاج مأساتهم لكي يقتنع بان دماؤهم قد سالت الى ما بعد الخطوط التي رسمت ومحيت واعيد رسمها وتلوينها لنظام الابن الوريث..
كرمية نرد مهملة يتحدث العالم عن حماة..اوكأحجية ينتظر ان يفشل النظام في فك مغاليقها لكي تحجب عنه جائزة الانتماء الى الحظيرة الانسانية..وكأن درعا وتلكلخ وريف دمشق وحمص لم تكن الا تمهيدا لما سوف يكون..او أن عشرات الآلاف من المرميين في قعر اقبية السجون المعتمة او من اللاجئين الفارّين بأرواحهم وأطفالهم ونساؤهم وشيوخهم والثكالى من امهاتهم دون دولة تحميهم او سقف يستظلونه او فراش يلتحفون به الا الأرض والخيام القديمة الممزقة ليس الا مقدمات او تحلية لما ينتظره الضمير العالمي من مناظر بشعة لمرور آلة النظام ودناءاته على شوارع حماة المنكوبة ولا حول ولا قوة الا بالله..
ان ما جرى ويجري وما سوف يجري في حماه وغيرها من المدن السورية الصامدة لن يكون الا عارا واصرا تتحمله وتثقل به المنظومة الدولية التي وقفت متفرجة فاسحة ممهدة الطريق للاب لكي يسوي حماة بالارض ..وها هي تتغافل عن جرائم الابن صامة الآذان عن الاستغاثات والصراخ المنبعث من بيوت وشوارع ومآذن الشام التي تفتقد الامان في ظل الحكم الامني القمعي المستبد..
غير مقنع هو كل ذلك الكلام عن التحذيرات ونفاذ الصبر الذي يبدو انه تحول الى رخصة للقتل يمارسها النظام على رؤوس العالم مستندا الى الرسالة الخاطئة التي يقدمها المجتمع الدولي من خلال انقساماته وتخليه عن مسؤولياته واتباعه سبيل العقوبات غير المجدية..ومتكئا على الموقف العربي المنشغل بعد واحصاء الطوائف والكيانات السورية وتقسيمها على محوري الشر والشرف الاصيل..
مخز هوذلك التصامت والاستخذاء والتخذيل الذي يمارسه العالم تجاه واجباته ومسؤوليته امام الشعب السوري البطل..وتواطؤ مغمض وتغافل وتهوين لجرائم النظام هو ذلك الانتظار البشع لان يرقب النظام في شعبه الاً وذمة لا تكاد تبين لديه وان يلتزم بخطوط الصبر الدولي التي تتعدى امن وسلامة وكرامة الشعب السوري وتتمطط حتى آخر نقطة من المصالح اللحظوية الضيقة مع الحكم البعثي السائر الى زوال قريب..
ان تكرار مأساة حماة امام انظار العالم ستكون فشلا اخلاقيا مؤسفا يجب ان يتحمله كل مؤمن بالحرية وحق الانسان في التعبير.. وسيكون دملا ناتئا في ضمير الانسانية لا ينتظر ان يشفى منه العالم ولعقود ابعد من التي تفصلنا عن مجزرة حماة الاولى التي ارتكبها الاب واورث حقده تجاهها الى نظام الابن الذي يشترك معه ونظامه في الشعور بالنقص الناتج عن الافتقار المتقادم للشرعية..
ان حماه تقتل وتسحق الان تحت سمع وابصار العالم المهووس في جمع صور الجثث المقطعة الاشلاء..والنظام قد تجاوز كل ما رسم له من خطوط..فعلى الجميع ان يتحمل مسؤوليته تجاه ما يجري في سوريا او ليصمت محملا بالعار ولعنة التاريخ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى