الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأكاديميون والإبداع

ضمد كاظم وسمي

2011 / 7 / 9
الادب والفن


يتردد في الأوساط الثقافية أن ثمة قطيعة بين الأكاديميين والإبداع ، وان أكثر المبدعين في شتى الإختصاصات هم من خارج الإختصاص .. فنرى مثلاً أن ألمع الأدباء وأن أبرز النجوم في الفن هم من خريجي كليات غير أدبية ولافنية .. بل يذهب البعض الى أن أفضل الطباخين وأمهر حلاقي النساء ومصممي الأزياء هم من الرجال الأمر الذي يشي بتلك القطيعة بين الأكاديميين والإبداع ! . لكن الإبداع بمفهومه العام لا يقتصر على الأجناس الأدبية والفنية كما هو شائع .. بل يشمل حقول العلوم والفلسفة أيضاً لذلك فإن مايسمى ﺒ (( القطيعة )) بين الأكاديمين والإبداع يحتاج الى توصيف أدق !.
أما إذا أخذنا الإبداع بمفهومه المتداول والذي يشير الى الأجناس الأدبية والفنية كالشعر والقصة والرسم .. الخ ، فربما بانت تعارضات وتقاطعات جلية بين الأكاديميين والأدباء (( المبدعين )) ، فالأكاديميون بسبب مايحظون به من مكانة إجتماعية لابأس بها الأمر الذي يميز طرائق حياتهم بالتأنق والتخلق والإنتظام .. فيما لايحظى الأدباء بذات المكانة الإجتماعية لذلك تبرز بين صفوفهم الصعلكة والفوضى والتسفل – التسفل ليست كلمة تبخيسية بل تقريرية - .
كما أن الأكاديميين بحكم إشتغالهم في الحقول العلمية يجنحون الى الصرامة والحيادية ويكونون أقل تأثراً في ميادين عملهم بالتيارات السياسية والدينية والفكرية والإجتماعية لذلك عادةً مايكونوا بمنجى من عواصف السياسة وألاعيبها التدميرية ولا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد رضا المجتمع والمتلقي عن نتاجهم الأكاديمي .. وبخلاف ذلك فالمبدع لايمكن أن يكون حيادياً بل يكون أكثر تأثراً في ميدان إشتغاله الإبداعي بعواصف السياسة والإجتماع والدين .. الخ ، ولابد له من موقف محدد إزاء هذه الظواهر المجتمعية بخلاف الأكاديمي فإن ميدان عمله لايتطلب موقفاً محدداً من الظواهر المجتمعية ، لذلك فالمبدع إما أن يدجن كما هي عادة وعاظ السلاطين أو يعرض نفسه للأذى كالإقصاء والسجن والتشريد وربما القتل في ظل الأنظمة الشمولية والمجتمعات الآيديولوجية . بينما الأكاديمي يعيش بمنتاى عن كل ذلك .
هذه التقاطعات وغيرها هي التي تظهر ما يسمى بالقطيعة بين الأكادميين والمبدعين أما لِمَ يكون أكثر المبدعين من خارج الإختصاص ؟ فلأن أهل الإختصاص كالأكاديميين يميلون الى تقنين إبداعهم وتجريده من عصب حياته ألا وهو الخيال ، ويميلون الى التقليد الذي إذا تمادى قد يودي بالإبداع .
وبخلاف هؤلاء فإن المبدعين من خارج الإختصاص يميلون الى التحرر من التقليد ومع زيادة الحرية يزداد الإبداع وبسبب هذه الحرية يدْعون خيالهم يجنح أنّى شاء ومع تطور الخيال يتطور الإنسان من خلال خلق واقع جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمواجهة عائق اللغة.. تعليمات من خبير السفر إبراهيم توتونجي ق


.. نور خالد النبوي يساند والده في العرض الخاص لفيلم ا?هل الكهف




.. خالد النبوي وصبري فواز وهاجر أحمد وأبطال فيلم أهل الكهف يحتف


.. بالقمامة والموسيقى.. حرب نفسية تشتعل بين الكوريتين!| #منصات




.. رئاسة شؤون الحرمين: ترجمة خطبة عرفة إلى 20 لغة لاستهداف الوص