الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي العراقي

رائد محمد نوري

2011 / 7 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


( حراكنا الاجتماعي المطلبي و الذكرى الثالثة و الخمسون لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة )

الأخوات و الأخوة في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي العراقي
تحية طيبة و بعد:
أضع بين أيديكم رسالتي هذه التي تتضمن مقترحات تتمحور حول فكرة الإفادة من الذكرى الثالثة و الخمسين لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة و السيرة العطرة للزعيم الخالد عبد الكريم قاسم في إعادة الروح لحراكنا الاجتماعي المطلبي الذي انطلق في شباط الماضي بهدف الإصلاح و التغيير، و كبا في العاشر من حزيران الماضي بسبب فجوات بنيوية في نسيجه المادي و الفكري تمكنت حكومة المحاصصة الطائفية بوساطتها من كسب الجولة الأولى في الصراع بين الإصلاح و الفساد .
تقوم رؤيتي لاستثمار الرابع عشر من تموز على ضرورة تحويل الثورة من مجرد ذكرى نحتفل بها إلى حدث ثوري يؤثر في الوعي الجمعي العراقي ، و يفجر فيه الأسئلة التي تقوده لإجراء مقارنات بين منجزات ثورة تموز -على الرغم من التحديات التي واجهتها- و بين إخفاقات سلطة الدولة العراقية في عراق ما بعد سقوط الصنم.
إن السير في هكذا تحوّل يستلزم منا التوجه إلى القاعدة الشعبية بخطاب توعوي علمي يتناغم مع حاجات العراقيين بمختلف انتماءاتهم الطبقية و العرقية و الإثنية ؛ و لكي يكون ذلك لا بد من تعدد و تنوع صور و أشكال الخطاب ما بين محاضرات و ندوات و مسيرات احتفالية و احتجاجية في الوقت ذاته و ملسقات جدارية و بحوث فكرية و مقالات و نتاجات إبداعية خلاقة .
لم يكن الرابع عشر من تموز عام 1958 انقلاباً عسكرياً و حسب ، وإنما لحظةً ثوريةً مجيدةً في تأريخنا الحديث ، كان يمكن لها أن تؤسس لمجتمع مدني ديمقراطي متحضر لولا ما أحيط بها من ظروف قوضت الأمل المنشود و لما يزل بعد يخطو خطواته الأولى في عراقنا الجمهوري؛ لهذا فأنا أتمنى عليكم استثمار المناسبة بتنظيم مسيرات احتفالية و احتجاجية في الوقت ذاته غير مؤطرة بإطار حزبي ضيق في المدن و القرى العراقية كافةً ، تطالب بالإصلاح و التغيير ، و توظف في سبيل تحقيق ما ترمي إليه من أهداف الحماس الثوري و الرغبة في التغيير اللذين طفقا يداعبان المشاعر و لا سيما بعد أن نجحت رياح التغيير في التأسيس لواقع جديد في مصر و تونس .
يعتمد نجاح هذه المسيرات على مدى تأثيرها في الوعي الجمعي العراقي ، و من هنا فأنا أتصور أن رفع لافتات مرسوم عليها شعار الجمهورية الأولى وأعلام الجمهورية الأولى و عدم رفع معها أي علم حتى العلم المؤقت الذي ترفعه الدولة العراقية اليوم سيكون صادماً و مؤثراً و لا سيما إذا شفع بهتافات و لافتات تقارن بين منجزات ثورة تموز و إخفاقات الحاضر ، و تدين الفساد المالي و الإداري ، و القمع الذي يتعرض له العراقيون ، و محاولات استغلال تظاهراتهم من قبل القوى السياسية التي أعادت إنتاج نظام المحاصصة ، و لافتات أخرى تدين تشويه مطالب المتظاهرين المتمثلة في الإصلاح و التغيير من قبل الإعلام المرئي العراقي لخدمة أطماع حزبية و جهوية ضيقة .
هذا كله لن يكون مؤشراً للنجاح ما لم تختتم المسيرات كلها بتلاوة بيان واحد يهنئ صائغه الشعب بالذكرى الثالثة و الخمسين لثورة الرابع عشر من تموز، و يطالبهم بالسعي السلمي من أجل تحقيق المطالب، و يعيد زمام المبادرة للإرادة الشعبية الطامحة للإصلاح و التغيير وذلك من خلال مطالبة الحكومة و البرلمان بوجوب إقامة انتخابات لمجالس المحافظات و انتخابات برلمانية مبكرة بعد سن التشريعات الخاصة بتنظيم العمل الحزبي و التشريعات الخاصة بتنظيم العملية الانتخابية سواء لمجالس المحافظات أو لمجلس النواب ، تلك التشريعات التي تنسجم مع حاجة العراقيين و تستجيب لرغباتهم في أن يكون لأصواتهم الأثر الأكبر في التأسيس لواقع عراقي جديد ، و أتمنى على صائغ البيان أن يضع في البيان فقرةً تدين الفساد و المحاصصة ، و تطالب أعضاء مجلس النواب بوجوب تطبيق العدالة الاجتماعية و ذلك بإلغاء الامتيازات الممنوحة لأعضاء مجالس المحافظات و أعضاء مجلس النواب و أصحاب الدرجات الخاصة و بأثر رجعي.
إن زمام المبادرة لن يكون بأيدينا ما لم نحدد مهلة لتنفيذ مطالبنا نلوح بها للنزول إلى الشارع مرةً أخرى للضغط على السلطات إن لم تستجب لنا.
و في الختام أتمنى أخواتي أخوتي: أن يصار إلى تبني فكرة الترويج لعلم و شعار الجمهورية العراقية الأولى بوصفهما رمزين .لتمدننا و عسى أن يكون لرسالتي هذه الصدى الطيب ، و أن تلقى ما فيها من مقترحات القبول من حضراتكم
و لكم جزيل الشكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مطلب جريء ولكن
حميد الحريزي ( 2011 / 7 / 10 - 16:46 )
تحياتي لك اخي ، ان مطلبك مطلب جريء يعني انك لم تعد ترى اية وشيحة تربطك بالطبقة السياسية المهيمنة على السلطة الان، ولكن هل قيادة الحزب تمتلك نفس الرؤيا والقرار، كي تعمل بوصفها قوة عراقية معرضة واعية ، الشارع العراقي بامس الحاجة اليها .




حميد الحريزي

اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة