الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء للشاعرة والاعلامية سميرة حسين الجاف

سميرة حسين جاف

2011 / 7 / 10
الادب والفن


الشاعرة والاعلامية سميرة حسين الجاف
بين الشعر و آفاقه المنفتحة على ألا حدود ــ
و مربع الصحافة الذي لا يكاد يتيح لطائر أن يخفق بجناحيه

حاورها: ريسان جاسم عبدالكريم

{ سميرة حسين الجاف }.. تعرفنا عليها ــ أولا ــ شاعرة مجيدة تكتب قصائدها بإحساس صادق، تشعرك ــ و هي تلقي
شعرها ــ بأنك تحلق معها في أجواء شعرية ساحرة ، محمولا بأجنحة مفردات بعيدة عن العادي و المستهلك ...
فاجأتنا الـ{ ست سميرة } ، بأنها ــ أيضا ــ صحفية متمكنة .. مقالاتها التي تكتبها في مجلة { أنامل } ــ التي تدير تحريرها ــ تنبِّه الضمير الحي بصدقها و جرأتها ، و طرحها المباشر لما يعتمل به الشارع العراقي ــ السياسي ــ خصوصا ما يهم المرأة منه ...
أوحى لنا نشاط { سميرة الجاف } أن نبحر في دواخلها بزورق من عندنا و بمجاديف منها ، فكان لنا معها
هذا الحوار :

* { سميرة حسين الجاف } .. مَن هي ؟ إنسانة ، شاعرة ، إعلامية .. و ما مدى تأثيرها ــ المباشر
و غير المباشرــ على استمرارية النشاط ــ المهني ــ في المكتب ؟
- أنا لست أنا.. أنا عنفوان الحياة..أنا خوف في قوقعة لم يدركها ضياء الزمان، أنا حلم طفولة أتعبها غدر الزمان، أنا كل ما وصفته هناك في مكتب عملي، أكون كلي ولست جزأ مني في مكان عملي، وهذا ما يتحتم عليه إخلاصي للعمل والجدية التي عرفت بها، أود أن أكون بمستوى طموحي وحسن ظن من اعمل لهم ومعهم، وبمستوى المهام التي أوكلوا به إلي، ومن الطبيعي أن كنت كل ذلك وبما أحمل من كل تلك الكفاءات المتواضعة فأنه سيكون له مردود وتأثير ايجابي على عملي في المجال الإعلامي بشكل مباشر وغير مباشر، وهذا كفيل باستمرارية النشاط المهني تلك بأفضل ما يكون يوما بعد أخر، فمن المهم لدي أن تنعكس النوعية والجودة في العمل المناط بي سواء في الإعلام او غيره، فأنا أؤمن بأنه من الضرورة للفرد أن يسلم نفسه بيد التجارب العملية وان تجشم فيه عناء وخصوصا في المجال الذي يهواه، لأنه بالتالي سيكون حصيلته الخبرة والتعلم والكفاءة فيما بعد.

* مجدافك الأول ، هل دفعك دون توجيه منك ، أم أنك أنت تدفعينه باتجاه شواطئ الشعر، النثر، الصحافة ؟
- في بواكير عام 1986 أحسست بينبوع هادئ في دواخلي يتحول إلى فيضان جارف ليخرج مكنون ذاتي وما يجول في أفاق فكري لتتمحور حول الكتابة وتنجرف منه أحيانا ليجدول منه جداول من الشعر كمخطوطات فكرية ونفسية ليس إلا..لم يكن الأمر مخططا له، بل كان هناك هاجس يشدني إليه ليصادقني فيما بعد عبر محيط الحياة، هاجس بقي معي لليوم، أسعدتني صحبته وأنعشني وجوده بقربي..أنها الكتابة التي ما أن أيقنت ببقائها معي حتى أمنت لي مذاق الرحلة وتغير لون الحياة في عيني فأصبحت لا أرى الأحمر أحمرا، ولا الأخضر أخضرا، فالألوان كشفت عن حقيقة واحدة هي أن شرنقة الحياة لا تحلو بدونها، ومنها اكتشفتني الكتابة وقدمتني لنفسي أولا، ولعالمها ثانيا، وللآخرين من بعد.. فما كان مني إلا أن أقدس حضورها الغض الرقيق، الجريء التي اقتحمت دواخلي دون استئذان، فكانت الكتابة ومن بعده النثر والشعر، ومازلت خائضة في هذا العالم الذي لا حدود له ولجماليته.
* تكتبين بجرأة نادرا ما تتوفر لامرأة ..ألم تخشي أن يكون مردود ما تكتبينه ــ خاصة مقالاتك
في مجلة { أنامل } ــ كمديرة تحرير ــ ذا تأثير سلبي ، في بيئة تترصد { حركة } المرأة ،
لأنها امرأة ، ثم ، و بتركيز شديد ، كونها إعلامية ؟
- الخوض في غمار الصحافة يتطلب الجرأة و تجاوز تقاليد الصمت و الكبت ، و السماح للكلمة
الإعلان عن نفسها و ارتداء وشاح التمرد من متطلبات العمل كصحفية ، و إلا فالكلمة تفقد بريقها
و المبادئ التي أؤمن بإيصالها عبر الكتابة و التعبير عنها يفقد قيمتها الإنسانية و الوجدانية .. لقد عرفت بهذا المنحى و لست بحاجة إلى أن أحيد عنه و لو كلفني ذلك حياتي ، فالكلمة أما أن لا تقال ، أو تقال برصيد فخم من المغزى ، تناغمه لغة قوية ، و التمرد على المألوف المقلد و حالة السبات ألا مبدعة، فبدون هذه يفقد الأدب و الكتابة بشكل عام جماليته . و كما يقول { جبران } " أحب في الأدب التمرد و الإبداع و التجرد " . و على كل مبدع أن يحب التمرد و الإبداع و حالة التجرد ، علَّ و عسى يرضي به الطموح المغرور ، و أنا كلما أكتب الأفضل ، أحسب نفسي في أول الطريق . فأكون في حالة المحاولة الدائمة لتقديم الأفضل للكلمة و المغزى . أقول إن خشي الكاتب من مردود كتابته أو فيما يكتب فليتوقف عن الكتابة وذلك أضعف الإيمان.. قد لا تكون مجلة { أنامل } التي أدير شرف تحريرها هي المنبر الأول لتقديمي لنفسي أولا، وللقراء ثانيا، بل سبق وأن تقلدت مقالاتي مساحات أخرى من الصحف سواء العربية منها أو الكردية، لكن مجلة {أنامل} قدمتني وكتاباتي بشكل أنضج للقارئ، وأؤمن بأن الكتابة بكافة أشكالهاــ الصحافة كانت أو الأدب ــ أن لم تخدم قضية عظيمة فالأفضل أن لا تقدم، وكل كتابة تعبر عن شخصية وثقافة وتوجه كاتبها، فأنا ومنذ البدء كرست قلمي لأجل الإنسانية وما يسلم به المنطق ولست أحبذ غير ذلك من توجهاتي الصحفية والأدبية، ومادام الأمر كذلك فلماذا أخشى؟ إن خشيت لحظة فسوف أتوقف عن الكتابة، وان توقفت يوما فأعلم بأن الخشية قد دنت من معصمي..وقبلها قلبي وعقلي..الكاتب أما أن يكون جديا أو أن لا يكون، والمرأة هنا في هذه البقعة من الأرض مكبلة بكم هائل من القيود المثقلة والصدئة ولكن على بعضنا أن تتمرد على هذه القيود كي تتقدم خطوات نحو التطور المنشود في مجالات الحياة.وأخص بقولي الكتابة هنا..

* بمن استعنت ، أو ، كيف توصلت إلى إدارة تحرير الـ { أنامل } ؟
- كفاءتي والاجتهاد الذاتي أوصلني إلى أنامل وقبلها أوصلني إلى تقلد مناصب إعلامية بارزة أخرى وأتطلع دوما للأفضل والإبداع فيما أقدم من أطروحات كتابية..هناك أيضا أمور جانبية قد تخدم الكاتب كالصدق في التعامل مع الآخرين والإحساس بمن حوله وإبراز الهوية الإنسانية التي هي الهوية العظمى التي أحملها دائما والوحيدة التي يرتوي منها قلمي لخط ما يعج في دهاليز فكري من الأطروحات.
*{ أنامل } مجلة متطورة .. طباعة ، ألوانا ، إخراجا صحفيا ... مَن يتبنى إنجاز كل هذا العمل ؟
- مؤسسة { روز} لتأهيل المرأة والدفاع عن حقوقها هي من تتبنى هذه المجلة إلى جانب مجلة أخرى تخص شؤون المرأة أيضا والمسمى ب( كومارى روز) والتي يشرف عليها السيد فاضل عثمان رسول مدير المؤسسة ويعيرها الاهتمام المرجو..لسنا مؤسسة ثقافية بل مدنية نسائية لكننا بعد أن رأينا فراغا في الإعلام والإصدارات النسائية أو بالأحرى عدم وجود أي إصدار نسائي للمرأة في مدينة كركوك توصلنا إلى أهمية بل ووجوب إصدار مجلات تخص المرأة بمحاور وطراز تكون بمستوى ما تطمح إليها المرأة العراقية فكان (كؤمارى روز) الوليدة ومن بعدها (الأنامل) أختا لها..ولست أطمح الأفضل لهذه المجلات فقط، بل أننا وبشهادة الكثيرين من النخبة في مستوى منافسة المجلات التي يترأس هيئة تحريرها الرجال..فيما نطرح من موضوعات جادة وموضوعية وناقدة وفي كل محاورها وبالأخص في صفحات ملف العدد التي تطرح في كل عدد منها قضية سياسية أو اجتماعية أو تربوية ساخنة تكون محط جدل بين من يشارك فيهاوقرائها..
* أي مؤهل علمي تحملين ، أعني دراستك ؟
- لم أكمل كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية بل غادرته لأسباب سياسية والتحقت بالمعهد التقني وكان حصيلتي شهادة دبلوم إداري، ولم اكتف بذلك فالتحقت بالكلية التربوية وأنا الآن خريجة قسم علم النفس، وآمل أن يحالفني الحظ لأكمل الماجستير والدكتوراه فيما أصبو إليه.
* افتقدنا شعرك في الـ{ أنامل }.. لماذا أوقفت نشاطك على المقالات ، علما بأن المقالات
{ تذهب } ــ كما قلت أنا ، مرة ، لأحد كتابنا المتميزين في كركوك ــ بذهاب{ دوافع }كتابتها ــ
أما الشعر و القصة فيبقيان .. هل { غادرك }الشعر ، أم أجَّلت اللجوء إلى شواطئه ؟
- الشعر هي الإضاءة التي تدغدغ الأحاسيس وتنمي في القلم الغزل ليجر به كلمات هي أشبه بنغمات موسيقية تتضمن في محتواها أبعادها الفلسفية والفكرية، تدور حول قضية قد تكون اجتماعية أو سياسية أو إنسانية أو فكرية، وتنسج كل ذلك من مكنونات { الفانتازيا }الغضة التي هي الأخرى ركيزة الشعر عامة والشعر المعاصر خاصة ، وطالما هي كذلك فكيف لي أن أدير لها ظهري! فالأمر ليس كذلك، بل أن العمل في المجلتين لم يأخذني من الشعر فحسب، بل أخذني من نفسي.. حيث أن إصدار أي منشور وبالأخص منشورات متخصصة يكون العمل فيها في غاية الصعوبة من كل النواحي. لهذا تراني انطوت كتاباتي منذ حوالي عام على المقالات والترجمة، أما الشعر فأنا لم ولن أغادره بل سأعاود إليه وإلى شواطئه ما أن سنحت لي الفرصة.. فهو الذي يحلو الرجوع إليه..

* هناك إضاءات ساخرة في كتاباتك بشكل عام..بما تعللين ذلك؟

- يقال "شر البلية ما يضحك"، أرى أن الشعوب عندما تتفاقم معضلاتها فإنها تتخذ من السخرية وسيلة للتنفيس، وهناك أمثلة عدة في الواقع الكتابي أو الأدبي بالذات أثبتت هذه الحقيقة، فالواقع التركي أفرز الكاتب الساخر {عزيز نسين } الذي أذهل الأدب بسخائه الساخر المبكي المضحك!!ومما لا شك فيه أن مبعث السخرية في الأعمال الإبداعية هو مرارة الواقع وتأثر الكاتب به، عندما توظف السخرية كوسيلة جمالية لنقد الظاهرة الاجتماعية أو السياسية السلبية فان درجة التأثير تكون أكثر قوة، وهذه أيضا أساس الفكرة التي يوظفها الفنان { الكاريكاتيرست } لنقد سلبيات الواقع من خلال رسوماته الساخرة والناقدة والبناءة .


الست سميرة الجاف .. شكرا لك على منحنا فرصة أن نقدمك ــ شاعرة ــ صحفية ــ إعلامية ــ إلى قراء
يهمهم أن يتعرفوا ــ أكثر فأكثر ــ على مَن يقرئون لهم في صحفهم و مجلاتهم ..
كما نتمنى أن تتوفقي فيما أنت مقدمة عليه من إكمال دراساتك العليا .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي