الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة جنوب السودان مستقبل محفوف بالمخاطر

محمد نبيل الشيمي

2011 / 7 / 10
السياسة والعلاقات الدولية


التاسع من يوليو 2011 ولدت دولة جنوب السودان وخرجت الي النور كيان قطري جديد اقتطع من السودان اكثر من 620 الف كيلو متر مربع...اشرفت الولايات المتحدة الامريكية والغرب واسرائيل علي عملية الولادة وساهم في اتمامها غباء نظام الحكم في السودان وغياب العرب وهكذا اتضحت المؤامرة وبدا واضحا سعي الغرب نحو تفتيت الكيانات العربية سواء تم ذلك من خلال الانفصال الجغرافي او الفتن العرقية والطائفية ولدينا العراق نموذجا حيا لهذا التوجه....والسؤال ماذا عن مستقبل هذه الدولة؟ لا شك ان هناك من المشكلات ما يعوق انطلاق هذه الدولة وقد لا تتمكن من اشاعة الاستقرار في ربوعها فهي دولة متعددة الاعراق والطوائف مما قد يعمل علي خلق حالة من الاضرابات قد تصل الي حد الاقتتال نتيجة استئثار قبيلة الدينكا بالسلطة والثروة مما يثير حفيظة القبائل الاخري وتشير الدلائل الي تصاعد وتيرة االاضطرابات المسلحة ضد الحكومة وهناك اكثر من فصيل منشق علي الحركة الشعبية يحمل السلاح الآن ثم يجب ان نضع في الاعتبار ان دولة جنوب السودان تفتقر الي وجود بني تحتية كالطرق والاتصالات فضلا عن تدني الخدمات كالتعليم والخدمات الصحية وعدم توافر الكوادر المدربة علي الخدمة من مدرسين واطباء ومهندسين..الخ وهو ما يعني ان هذه الدولة لن تتمكن من تحقيق معدلات التنمية الاقتصادية الكافية لانتشال المواطنين من حالة الفقر والتخلف واشباع حاجاتهم الاساسية..اما المشكلات الحدودية فهي الاخطر علي استقرار هذه الدولة تأتي علي راسها المناطق المتنازع عليها كمنطقة ابيي ومنطقة جبال النوبة والنيل الازرق ثم مشكلة التداخل بين القبائل في كل من الشمال والجنوب وما يمكن ان تفرزه من مشكلات تتعلق بالرعي ومصادر المياه ثم هناك مشكلة اخري تتعلق بكون ان هذه الدولة حبيسة ومن ثم فهي تفتقر الي منافذ لها يتم من خلالها تصدير منتجاتها واستيراد احتياجاتها وهو ما يترتب عليه من استمرار اعتمادها هلي جيرانها في هذا كما ان الاتفاق علي تقسيم عوائد البترول مع الشمال يمثل قنبلة موقوتة ثم ان هناك المشكلات المتعلقة بحركات التمرد التي تتمركز في اراضي هذه الدولة كجيش الرب الاوغندي الذي يقاتل الحكومة الاوغندية مما تجد حكومة الجنوب نفسها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل. ناهيك عن ان الدولة تتشابك حدودها مع عدد من الدول التي تعاني من اضطرابات عرقية. كما هو الحال في الكونغو الديموقراطية وهذا من شأنه والتأثير علي الاسقرار السياسي الاهم من ذلك كله قد يكون للتدخلات الغربية في ادارة الشأن الداخلي للدولة خاصة الكيان الصهيوني دور في خلق بؤر صراع في المنطقة ..ويبقي السؤال الاهم بالنسبة لمصر ماذا عن موقف هذه الدولة فيما يخص حصة مصر في مياة النيل؟ اتصور ان الايام القادمة ستجيب عن هذا السؤال المهم ولكن يبقي في تصوري أن الخطر مازال قائما خاصة ان مصر مازالت تنظر الي افريقيا نفس نظرة النظام البائد في الوقت الذي تعربد فيه اسرائيل وينجح فيه الغرب في تحقيق مرحلة ما بعد الاستعمار العسكري والقائمة علي فلسفة تجزئة الكيانات العربية وهنا لابد من تحرك مصري سريع يقطع الطريق امام اسرائيل او علي الاقل يحد من تأثير محاولات هذا الكيان العدو في تقزيم الدور المصري بل وحصاره تعوضا عن فقدانها رجالها في مصر الذين اقتلعتهم ثورة 25 يناير واطاحت بعميلها الاول في المنطقة المخلوع حسني مبارك ... هذا ولمزيد من التعرف علي ملابسات انفصال جنوب السودان يمكن الرجوع إلي دراستنا المنشورة علي الموقع بتاريخ 8/12/2010 تحت عنوان جنوب السودان جذور المشكلة وتداعيات الانفصال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل