الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور عبد الخالق حسين بين النوايا الطيبة والموقف من اليسار

أسعد محمد تقي

2011 / 7 / 10
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


مقدما أنا لا أرى في الدكتور عبد الخالق سوى إنسان وطني يمتلك الصفاء الأخلاقي والالتزام بقضايا وطنه العراق ويتابع شؤونه بالكثير من الحرص والحماس والدأب... ولست أشك بأن كتابته لمقاله المعنون "التظاهرات كعلاج نفسي" تندرج تحت هذه القائمة من الخصال الرائعة, ولكن هذه القائمة من الخصال بكل مكوناتها تندرج هي الأخرى ضمن حقل النوايا وبهذا المقياس يكون الدكتور عبد الخالق طيب النوايا أيضا, الأمر الذي لن يجدي نفعا لوحده دون قراءة سليمة لمفردات التاريخ والمصالح الاقتصادية التي تنبني عليها المواقف السياسيّة وأنا لا أشك ولو للحظة واحدة في أن الدكتور عبد الخالق قد قرأ التاريخ وفصوله وخاصة التاريخ القريب لعراق القرن العشرين, ولكنني أتساءل عن نوع هذه القراءة التي أوصلته الى الاعتقاد بأن العراق سيكون أفضل لو لم يكن الحزب الشيوعي موجودا فيه ..
إذا كان الحزب الشيوعي العراقي قد أُعْلِن بشكله الرسمي في عام 1934 فإن هذا التاريخ كان تتويجا لعمل الكثير من الحلقات الماركسية والعناصر التقدمية التي وقفت نشاطها وجهودها لترسيخ المفهوم الإنساني للعدالة الاجتماعية كما فهمها جميع المناضلين من أجلها عبر التاريخ كله... من صدر الإسلام وزهد أبي تراب مرورا بكل الزهاد والمكافحين مرة بالوعظ وأخرى بالثورة, والجميع يعلم أن لا الوعظ ولا الثورة,استطاعا أن يسلما من النهش على أيدي كارهيهما ولنا في ثورتي الزنج والقرامطة والموقف من ابن رشد أمثلة كافية, ووصولا الى القرن العشرين حيث صار الناس يفهمون أن من حق الإنسان أن يطالب بالمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وصارت القوانين الدولية تصاغ وفق هذه المفاهيم.
ومنذ العام 34 وحتى نشوب ثورة تموز عام 58 لا يستطيع أي منصف أن يقول إن وجود الحزب الشيوعي ونشاطه كانا مسيئين للعراق وتقدّمِه, والبعض يرى أن وجود الحزب الشيوعي العراقي بنفوذه الجماهيري المعروف, والذي بُنيَ على أساس التضحيات الجسيمة من أجل قضايا العراق الوطنية وتحقيق الاستقلال وإسقاط المعاهدات الجائرة وأخرها معاهدة بورتسموث عام 48 , وقيادته للانتفاضات الفلاحية والإضرابات العمالية ودأبه على ترصين الوحدة الوطنية عبر تقوية تنظيمه وتنظيمات الحركة الوطنية كان كل هذا سببا في توفّر الظروف الذاتية بعد ان توفرت الظروف الموضوعية لقيام ثورة تموز وقيام أول جمهورية في العراق, وكان أيضا سببا في نجاح تلك الثورة وسد الطريق أمام القوى المحافظة للعمل على إسقاطها في أيامها الأولى, كما فعلت في عام 41 عندما أفشلت هذه القوى المحافظة ذاتها الانقلاب الذي قام به الضباط الأربعة ورشيد عالي الكيلاني
وربما علينا أن نلاحظ, ومعنا الدكتور عبد الخالق, إن الخلط بين وجود الحزب الشيوعي وحزب البعث ليس مما يمنح المقال رصانة في فهم وتحليل معطيات التاريخ الوطني القريب للعراق.. ولكي يتفق المرء مع الدكتور عبد الخالق عليه ان يلغي مقتضيات النشوء لكلا الحزبين
فبينما كان نشوء الحزب الشيوعي قد حصل في فترة الانتشار العاصف للأفكار الاشتراكية عالميا وفي فترة نشوء الطبقة العاملة العراقية ووجود الأعداد الهائلة من الفلاحين المعدمين تماما الى حد الموت جوعا ومرضا وتخلفا والفاقدين لحرية الحركة الى حد القنانة, وهم بطبيعة الحال الحلفاء الطبيعيون لعمال المدن والمشاريع الكبرى, السكك والموانئ والنفط وغيرها، وهذه بمجملها تشكل الظروف الموضوعية لتشكيل الحزب
بينما كان هذا واقع نشوء الحزب الشيوعي فإن الكثيرين يرون أن تشكيل حزب البعث قد جاء استجابة للحاجة الأمريكية لوجود حزب فاشي يؤمن بالعنف والانقلاب طريقا أوحَدَ للوصول للسلطة ولمواجهة التنامي الخطير للنفوذ اليساري لمختلف مكونات الحركة التقدمية, وخصوصاً الشيوعيّة, في الشرق العربي وخصوصا سوريا والعراق. وكانت الأهداف المعلنة للبعث تفضح الهدف الرئيسي من تشكيلِهِ وهو مصارعة الشيوعيين بالشعار القومي واللبرالي إضافة إلى منافستهم في شعارهم الرئيسي: الاشتراكية.
لقد كان الصراع الذي انطلق بين البعث ومعه الرجعية بكل مكوناتها.. رجل الدين الرجعي ورجل الإقطاع الذي لا يمكن أن يكون الا رجعيا ومثله الملكي الذي ينوح على فقدان امتيازاته والقوميين الذين حركتهم الأنظمة العربية التي رأت في ثورة العراق التموزية خطرا حقيقيّاً يُهَدِّد برفع الغطاءِ عن عفونة تلك الأنظمة وارتباطاتها الخارجية فدفعتهم للمطالبة بالوحدةِ الفوريّةِ.. تلك الوحدة التي أداروا ظهورَهم لها عندما آلت السلطةُ إليهم، وبين الحزب الشيوعي ومعه كل الديمقراطيّين واليساريّين والعناصر التقدميّة من رجال الدين والذين كانوا قد فهموا جيّدا القيمة الإنسانية في التركيز على العدالة الاجتماعية في الإسلام والزهد الذي طبَعَ سلوكَ رجالاتِهِ الأوائل والذي شكّل العلامة البارزة على وجود الملامح الاشتراكية والدليل على عدم منافاة الإسلام للاشتراكية وقد كان التصريح الذي أدلى به رجل الدين الشيخ مجيد زائر دهام في جريدة الحضارة (عام59) والذي نفى فيه نفياً قاطعاً أي التعارض بين الاشتراكية والإسلام، ممثلا لهذا التيار من رجال الدين الأحرار الذين كان يتزعمهم الشيخ عبد الكريم الماشطة. وهذا الصراع هو في حقيقته تعبيرٌ عن أزليّة المواجهةِ بين الخير والشر, بين التقدّمي والرجعي, بين العدالة الاجتماعية التي تمثّلها الاشتراكية وغياب هذه العدالة في النظام الرأسمالي العالمي والذي كان يبدو واضحا أشد الوضوح في البؤس المخجل لشعوب العالم الثالث
ما جرى عند ثورة العراق التموزية العظيمة وما آلت إليه يمكن اختصاره كالتالي
تحركت قوة عسكرية من الجيش العراقي من مختلف الاتجاهات السياسية ومن كل التلاوين العراقية القومية والدينية والطائفية وأطاحت بالنظام الرجعي السعيدي الممثّل الأمين للمصالح الأستعماريّة البريطانيّة وكانت الجماهير متهيئة تماما عبر تنبيهات وبيانات وزعتها أحزابها وقواها الوطنية فانطلقت هذه الجماهير لإسناد الحركة العسكرية ولم يمضِ منتصف النهار من اليوم الأول إلا والثورة قد أعلنت عن نفسها واندمجت الحركة العسكرية بحركة الشعب
هذه الأحداث أدركها أعداؤها وبدأوا منذ اليوم الأول يعدون العدة لإسقاطها . وتحالفَ الإقطاع والرجعيّةُ والملكيون ورجال الدين الرجعيون لوأدها. ولم تكن السفارة الأمريكية, وبالطبع الحلفاء الغربيون أيضا, بعيدين عمّا يحدث. وسالت الأموال بكثرة وافتُعِلَت الأزماتُ واسْتُغِلّت الطموحات القومية, وحتى الرب استخدم أسوأ استخدام. وكان للشعب وحركته الوطنية أخطاؤهما ولكنها ليست أخطاءاً غريبةً على شعبٍ تنفّسَ لتوِّه هواءَ الحريّةِ ولا على حركةٍ سياسيّةٍ وجدت نفسَها في مركزِ صراعِ العالمِ حول النفوذِ والثروةِ الذي يمثلُهُ العراقُ... وكان أنْ نجَحَتْ القوى السوداء بوقاحتها المستمدة من القدسية القومية والدينية وقدسية المِلْكية الإقطاعية وقدسية المصالح الرأسمالية الاستعمارية , نجحت في قتل الثورة وتنفيذ الغرض الأول منها وهو قتل الشيوعيين... وعند هذه النقطة يتساءل المرء كيف يجوز أن نتهم آلاف الشهداء الوطنيين من شيوعيين وديمقراطيين وقاسميين بأنهم كانوا السبب في مقتلها لأنهم كانوا يصارعون واحدةٍ من أشرَسِ قوى الشرِّ وأكثرها استعدادا للجريمة: البعثيين المدعمين بكل القوى السوداء التي ذكرتها؟
عندما انفتح المجال أمام القوى التقدمية التي كان الحزب الشيوعي من أكثرِها فاعليّة ونشاطاً, بعد ثورة تموز, صار من المعروف للجميع ذلك السيل الهائل من القوانين الرائعة.. الخروج من منطقة الأسترليني والخروج من حلف بغداد في آذار-59 , الإصلاح الزراعي في كانون أول-59 وقانون الأحوال الشخصية في نفس الشهر من عام59 وعشرات الاتفاقيات التي كان يقصد منها نقل الاقتصاد العراقي الى مستوى يليق بشعب الرافدين وبناء دولة عصرية تكون هيكليتها باتجاه خدمة فقراء ومنتجي الشعب العراقي قبل غيرهم. وقد شرّعت الثورة قوانينها آنذاك تحت تأثير المد الشعبي الذي كان يقوده الحزب الشيوعي دون ان يكون متواجدا في التشكيلة الحكومية ... والآن لنرَ ماذا يحصل عندما يكون الحزب الشيوعي العراقي مستبعدا من المشاركة
عندما احتل حزب البعث مكانه في السلطة بعد انقلاب 17تموزعام 68 واقتضت المصالح الغربية والأمريكية بشكل خاص الدخول في حرب مع إيران ومن ثم الدخول في الكويت لاحتلالها وإعطاء الغرب الرأسمالي الذريعة لإعادة احتلال المنطقة، الأمر الذي تمّ فقط عندما كشف البعث عن كونه أداةً طيّعةً بيد الأمريكان وحلفائهم. وهذا الأمر لم يتم إنجازُهُ إلا بعد أن جرت تصفية القوى الوطنية والحزب الشيوعي في مقدمتها بالرغم من إن هذا الحزب كان ضمن جبهة تضمُّهُ والبعث معا بأهداف معلنة ذات طابع وطني, ولو إن هذا الموضوع قد استدعى الكثير من الانتقادات والملاحظات, إلا أن المغزى يكمن في ان حزب البعث كان أداة بيد الغرب الرأسمالي للحفاظ على مصالحه الرأسمالية فيما كان الحزب الشيوعي واحدا من الوسائل الوطنية للدفاع عن مصالح الشعب العراقي وطبيعي ان تجري تصفيته عند الدخول في مغامرات الهدف منها الحفاظ على مصالح لا علاقة لها بالوطن
فهل يتطلع أحدنا إلى أن يكون العراق وشعبه أداة بيد المصالح الأشعبية للرأسمال العالمي؟؟ لو لم تكن الحركة الوطنية (ومنها الفصيل الأكثر حيوية وتضحية وبسالة ونزاهة, الحزب الشيوعي) موجودة لكان العراق قد تحوّل إلى قاعدة لضرب كل الحركات التقدمية في المنطقة كلها وليس معقولا التعويل على ان هذا الشعب سيحصل على مكافأة كما يتخيل البعض نتيجة تحوله الى هذه الأداة والعكس سيكون هو الصحيح إذ إن تجربة صدام حسين في خدمة أمريكا بحربِهِ ضد إيران والمكافأة التي حصل عليها ومعه الشعب العراقي بأجمعه دليلٌ كافٍ على عَدَمِ صَحَّةِ هذا التصوّر
ولنرَ مثالا آخَرَ على إمكانيّة تحقيق الرُقِيِّ للبلد الذي تجري فيه تصفية الحركة الوطنيّة ومن ضمنها الحركة الشيوعيّة
كان الشاه يمثل تمام التمثيل دور الشرطي الأمريكي في منطقة الخليج بعد أن تخلص )شكليّا) من مناوئيه, ومنهم حزب تودة وهو الحزب الشيوعي, وأتباع الدكتور مصدّق وأيضا أتباع الحركة الدينيّة الوطنيّون. وأكثر من هذا كان يقيم تحالفات مع أمثاله من الحكام الأوغاد في شمال أفريقيا وشرق آسيا لمد دوره البوليسي هذا الى أفريقيا لقمع أية بادرة للنضال من أجل المصالح الوطنية لشعوب أفريقيا وقد كانت قوة السيفاري التي شكلتها أربع دول هي السعودية وإيران, ومهمتهما التمويل, ومصر والمغرب ومهمتهما تقديم الرجال. وكانت المهمة المعوّل على هذه القوة القيام بها هي ردع اي حركه تفوح منها رائحة اليسار والشيوعية في أيّة دولةٍ أفريقيّةٍ بالرغم من ان الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي كانا في وقت تشكيل هذه القوة آيلين إلى الضعف والتفكك ولكن الحماس الرجعي لخدمة الأسياد والذات كانا أكثر غباءا من إدراك هذا الأمر كما يذكر محمد حسنين هيكل في أحد فصول كتابه "زيارة جديدة للتاريخ"... والسؤال الذي يجب طرحه هنا هو, هل كانت إيران الشاه بالرغم من ثروتها الهائلة تعيش في بحبوحة وشعبها يرفل بالعز وتبدو عليها ملامح الرُقِيّ بعد أن تخلص الشاه من مناوئيه ومنهم الشيوعيون؟ أم إن شعبها كان يعيش ظروفا شديدة الصعوبة أدّت به الى الانتفاض والانقضاض على نظام الشاه ؟؟
إذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن للدكتور عبد الخالق أن يتصوّر إن غياب الحركة الوطنية وفصيلها المتقدم الحزب الشيوعي كان سيوفر للعراق فرصة الارتقاء كما هو حال الدول الخليجية وربما أكثر منها كما يقول في مقاله؟ وبنفس القدر, لا يمكن التصوّر إن غياب حزب البعث سيخلص العراق من قوة فاشيّة كرّست جُلّ نشاطها لكبح جماح الحركة الوطنية وسيجعل العراق بمنأى عن ما لحقه من ضرر جراء نشاطات هذا الحزب... والتفسير شديد البساطة.. إذ إن الحركة الوطنية وقوى الشعب العراقي وروحه المتطلعة الى التقدم وردع الأطماع الأجنبية ورفض العبودية سوف تفرز حركة وطنية كان اسمها الحزب الشيوعي وقد أحب الشعب العراقي هذا الاسم دوما واعتبره عنوانا للنضال الوطني.. ومن الناحية الأخرى لن تتوقف القوى الاستعمارية عن توقها لردع هذه القوة الوطنية عندما تهدد مصالحها وسوف تكون وسيلتها حزبا فاشيا وليكن اسمه ما يكون, إلا أنه سيسلك ذات الطريق ويؤدي ذات الدور في قمع الحركة الوطنية
كنت أتمنى على الدكتور عبد الخالق أن يوحّد بين صفائه الروحي والوطني وبين ما يضع أمام القراء من الأماني وأن تكون هذه الأماني مبنية على استنتاجات واقعيّة ولا بأس بعد ذلك أن نمزجها ببعض العاطفة الصادقة مما يتمتع به الدكتور عبد الخالق بشكل مميّز
يبدأ الدكتور عبد الخالق مقاله عن التظاهرات بإعلان احترامه لكل من شارك بالاحتجاج وأبدى رأيه بشكل سلمي, بعد أن أبدى اعتراضه على اعتبار الخروج في مظاهرة ضد الحكومة شيئا خارق الشجاعة وتطرق الى الشكل البشع لمختلف أنواع التعامل التي كان نظام البعث يتعامل بها مع المتظاهرين من أي نوع كان.. وكان كل هذا السرد مما يدفع القارئ الى الاسترسال في القراءة لأنه سرد يرصف الحقائق بشكل جميل ومؤثر وهو يتلاءم والشخصية المحببة والمتجرّدة للدكتور عبد الخالق ولكن المرء يفاجأ بموضوعة الشعب المقموع والذي يصاب بنتيجة القمع, وما أكثر ما واجهه العراقيون ,بالعصاب والتوتّر النفسي.. وبالتالي يبدأ بسرد الجرائم التي ارتُكِبَت نتيجة استفحال هذا العصاب والخلل النفسي لدى العراقيين.. فهاجموا الدوائر وأحرقوها وسرقوا البنوك ودمروها ودخلوا بكل همجيتهم الى المتاحف وسرقوا الآثار النفيسة وعاثوا في هذه المتاحف فسادا وهاجموا المكتبات وأحرقوها والغريب أن هؤلاء المصابين بالعصاب يسرقون ما خف وزنه وغلا ثمنه, فهم سرقوا أثمن الآثار وأكثرها قيمة وهناك من يقول ان السيطرة على بعض الآثار وإخفاءها يمكن أن يساعد على جعل التاريخ يُقرأ بشكل مغاير كما هو الحال مع التاريخ البابلي وعلاقته بالوقائع العبرية, وأيضا هناك من يقول ولست أمتلك الدليل على هذا أن الكثير من المخطوطات الثمينة جرت سرقتها قبل إحراق المكتبة الوطنية والمكتبة المركزية ومكتبة المجمع العلمي العراقي... كل هذا فعله المصابون بالعصاب والخلل النفسي!!
وفي إحدى المرّات شاهد العالم كله من على شاشات الفضائيات أحد الجنود الأمريكان وهو يكسر قفل إحدى البنايات الرسمية وقد عَلِقَ في أذهان الناس إن البناية كانت مصرفا أو شيئاً من هذا القبيل. ويبدو أن هذا الجندي كان مصابا هو الآخر بالعصاب والتوتر النفسي.
وبعد ذلك بدأوا بإثارة الفتن الطائفية وتشكيل العصابات المنظمة وقتل النساء وإرهاب الجميع عبر أعمال الخطف والابتزاز, وربما يمكن إضافة أعمال أخرى من قبيل السيطرة على مدن بأكملها وسرقة أموال الدولة الجارية وليست المخزونة والكل يعرف السرقات التي كانت تتم للنفط الخام والسيطرة على محطات البنزين وباقي أنواع الوقود... والانفلات الغريب الذي كان يجري عبر منافذ الحدود والرشاوى المصاحبة للتهريب واستيراد البضائع
والغرض من كل هذا كما يقول الدكتور عبد الخالق هو التعويض النفسي وتفريغ شحنة الغضب عن طريق تحدي الحكومة... حتى وصل الأمر إلى إيذاء من جاءوا لخلاصهم.. ومن الملاحظات الملفتة للنظر إن الدكتور عبد الخالق انتقل وهذا شيء ايجابي من تسمية المحررين إلى تسمية الذين جاءوا لخلاصهم ووصَفَ التغيير الذي حدث في يوم التاسع من نيسان عام ألفين وثلاثة ب(سقوط حكم البعث) بدل يوم التحرير وهو ما ينعش الأمل بأن الإجابة عن السؤال المورّق, عمّن خطط لانقلاب شباط 63 ومن جاء بصدام ومن دفعه للحرب واحتلال الكويت ومن ثم تسليم العراق للقوات الأجنبية ستطال (الإجابة) العم سام وحلفاءه العراقيّين وأشقاءَهم العرب الأشاوس وليس غيرهم
الأعمال التي سطرها المقال والتي يمكن وضعها كلها تحت تسمية الفوضى وغياب الدولة كان مخططا لها بأجمعها تقريبا وما قام به الجياع والبعض من الأوغاد لم يكن سوى انتهاب حفنة صغيرة من الثروة الهائلة التي سُرِقت.. والعصابات التي قامت بالاختطاف والقتل بهدف السرقة والابتزاز كانت مجرد مجموعات من المبتدئين إذا ما قورنت بالعمل المنظم لدول الاحتلال ودول الجوار وأولئك الذين هيأهم نظام البعث لتخريب أي وضع يستجد ولا يكون حزب البعث على رأسه والكل يعرف موضوعة إطلاق سراح أكثر من مائة وعشرين ألفا من السجناء والمدانين بمختلف التهم الخطيرة, ولكن الأهم من هذا هو معرفة الجواب على السؤال التالي: هل كان الأمريكان مساهمين بتلك الفوضى؟ هل يمكن أن تشكّل مثل هذه الفوضى غطاءا لإدارة ناجحة للبلاد التي شاء حظّها العاثر أن تقع تحت الاحتلال؟
في مقال الدكتور عبد الخالق هذا والمقال الذي تلاه للرد على أحد منتقديه يشعر المرء أن هناك جهدا حثيثا لإقناعنا أن الأمريكان الذين قتلوا الثورة العراقية التموزية في انقلاب شباط عام 63 بتحالفهم مع كل الأوغاد في الساحة السياسية كانوا أبرياء وها هم اليوم يعودون فاتحين محررين أو مخلّصين والجميع طيبون وأبرياء أيضا ما عدا الغول الذي اسمه الحزب الشيوعي ..ومنذ أربعين عاما وحتى هذه اللحظة لا يعاني العراق إلا من الشيوعيين وهذه مشكلة الشعب العراقي الكبرى... الشعب العراقي لا ينقصه إلا اختفاء الشيوعيين والبعثيين هذا الثنائي (ولا أعلم كيف يمكن تكوين ثنائي من حزب ذبيح وحزب ذبّاح, حزب خدم الوطن وحزب خرّبه حتى آخر طابوقة فيه ولا يزال ينخر بحجارة أطلاله) وبما أن حزب البعث انتهى فلم يبق إلا إنهاء الحزب الشيوعي لكي يتحول العراق الى أرقى دولة خليجية
لقد ردّد الدكتور عبد الخالق وبطريقة انقلابية مفاجئة كل المقولات التي يرددها السياسيون الغربيون في صراعهم ضد الشيوعية والاشتراكية... فبالرغم من إن الغرب الديمقراطي هو الذي أنتج الفاشية الهتلرية ودعمها حتى بالمال كما يذكر وليام شيرر في كتابه تاريخ ألمانيا الهتلرية عندما تحدّث عن قيام السفير الأمريكي في برلين بتعريف هتلر وتقديمه الى أصحاب الشركات الكبرى من أجل دعمه للفوز في الانتخابات وهو ما حصل فيما بعد.. ومن ثمّ مارسوا معه الى ابعد حدّ سياسة الترضية التي اشتهر بها رئيس الوزراء البريطاني تشمبرلين وزميله الفرنسي ديلادييه, وليست اتفاقيّة ميونيخ (العام38) والتي سلّمت جيكوسلوفاكيا لهتلر, هي العلامة الوحيدة على هذه السياسة.. بالرغم من هذا فإن رأسمالية الغرب ظلت تتبرأ من الفاشية وتحاول الحديث بطريقة المهرجين عن التماثل بين الفاشية والشيوعية
وبالرغم من أن الغرب الرأسمالي بقضّه وقضيضه دعم القوات العسكرية التي قادها الجنرال فرانكو للانقضاض على الديمقراطية ونتائج الانتخابات التي فاز بها الجمهوريون وأقام مذابحَه بحقهم عبرَ حربٍ أهليّة عام 36 من القرن الماضي إلا أن هذا الغرب الرأسمالي لا يزال يتبجح بعدائه للفاشيّة ويحاول المماثلة بينها وبين الحركة الشيوعيّة.. وقد عاشت دكتاتورية فرانكو ما يقرب من أربعة عقود تحت مظلة الديمقراطية اللبرالية التي يقول عنها الدكتور عبد الخالق أنها ساعدته على اكتشاف إنسانيته, وهو محق بطبيعة الحال وأنا أؤيده في هذا فهي ديمقراطية رائعة جدا وتؤمن للإنسان الكثير من مستلزمات كرامته وأولها الحرية والضمانات الحياتية المختلفة.. بالطبع هذا هو الوجه البريطاني والأوربي عموما للديمقراطية اللبرالية ووجهها الآخر يعرفه الجميع في العالم الثالث حيثما وطئت أقدام الجنود الغربيين الأرض خارج أوربا... أوربا تستقبل اللاجئين بطريقة لا يمكن إلا أن تترك أثرا عظيما في نفس اللاجئ الذي قفز للتو من أتّون القذارات الدكتاتورية الشرسة في عالمه المتخلف ليجد نفسه وسط مجتمع منظم بشكل رائع والكثير الكثير من ناسه طيبون الى حد لا يُصدّق, فماذا يمكن أن يكون الانطباع الذي يرتسم في روحه وعقله غير العرفان وحب الديمقراطية التي تنتظم هذا المجتمع.. والأفضل له أن لا يسأل نفسه عن السبب الذي يجعله يهرب من بلاده بسبب دكتاتورية ومجموعة حاكمة بوسيلة واحدة هي العنف. والحقيقة أن هذه الدكتاتورية هي واحدة من نتاجات الديمقراطية اللبرالية التي تنتعش في أوربا وفي بريطانيا التي هي الأقدم بالطبع
لقد انتهت الأنظمة الشيوعية وبقيت الأنظمة الرأسمالية هي المنتصرة ولوحدها في هذا العالم الغرائبي, فهل أصبح العالم مكانا أفضل؟ لقد تفضلوا علينا, ودون السماح لنا للقيام بأي دور في هذا, بإزاحة نظامهم البعثي الفاشي في بغداد منذ حوالي تسع سنوات سبقتها اثنتا عشرة سنة من الحصار والعذاب وقبلها ثمان سنوات من الحرب الرهيبة, كل هذا تحت إدارتهم فهل أصبح العراق بوضع أفضل؟ هل لن يعملوا على تقسيمه؟ هل سيتوقفون عن السماح للإرهاب بترويع الناس؟ هل سيسمحون لشخصية وطنية بإصلاح الأمر وإنهاء الفساد؟ كيف سيعيدون من قُتِلَ من العراقيّين من الأطباء والمهندسين والعلماء؟ هل لن يعود العراقي يمثل رقما في نشرات الضحايا بعد الآن؟ ولنقترب أكثر من الهم الأمريكي.. ونسأل.. هل سيخفف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة من رفضهم لقيام الدولة الغنية بموارد النفط بدعم السلع الأساسية والخدمات الضرورية كالصحة والتعليم والإسكان وحتى بطاقة الذل المسماة البطاقة التموينية؟ هل سيقبلون أن تقوم هذه الدولة الغنية بدعم رغيف الخبز فلا يعود مشكلة للعائلة الكبيرة؟ وعلى المدى البعيد ألا يجب أن نقلق من تحويل حقول النفط الى ملكية شخصية تستمد قدسيتها من قدسية الإرادة الإلهية في تفضيل البعض على البعض الآخر؟ وأسئلة كثيرة أخرى تدور في الرؤوس العراقية... هي في حقيقتها هموم جدّية يعانيها الإنسان العراقي البسيط... هل سنتركها ونهرول وراء الهم الغريب في التخلص من الشيوعيين لكي نتحوّل الى ارقي دولة خليجية؟
علينا أن ندرك أن الفوضى مطلوبة أمريكيّا والفساد الإداري لن يجد من يكافحه بشكل جدي لأنه الوسيلة المفضلة في جعل النسيج الإداري للدولة مهلهلا يسهل التحكم به وبقراراته, الفوضى والفساد الإداري يجعلان قطاعات واسعة من الشعب العراقي غير قادرة على الفعل الوطني بسبب تلوّث منظومتها القيَميّة والاقتتال الذي تجرّه الفوضى والمترافق مع غياب القانون يجعل الناس هنا يبحثون عن القبيلة وعن الطائفة والدين, وآخر ما يبحثون عنه هو الوشائج الوطنيّة.. ولا دخْلَ في كل هذا للشعب المصاب بالعصاب والتوتر النفسي وأيضا لا دخل للسبب العظيم الذي اكتشفه والمتعلق بالرغبة الجامحة للفرد العراقي للبرهنة على أنه ليس مخصيّا, وهو ما سيتيح للحكام الدكتاتوريين وصف معارضيهم بأنهم كذلك
في المظاهرات التي يتحدث عنها المقال أربعة أطراف.. الأول هو أولئك الشباب الذين تحركوا لمواجهة الفساد الإداري الذي وصل حدودا لا مثيل لها وطالبوا بالخدمات وهذا من حقهم بل من واجبهم وقد كانت شعاراتهم محددة في هذين الحقلين وليس في شعاراتهم أية شتيمة للمالكي وأي اقتراب من العداء للنظام والقوى الوطنية فيه . وأكثر من هذا كانت شعاراتهم تصب في خانة العمل الذي يحاول المالكي ان يقوم به كما هو معلن وهذا العمل تعيقه المحاصصة التي اشتكى منها في اكثر من مناسبة, أي أن بالإمكان القول أن هؤلاء الشباب كانوا في الاتجاه الذي يساعد المالكي على الإصلاح إلا أن همسا شيطانيا, كما كان يحدث أيام ثورة تموز, كان يثير الأحقاد والفهم الخاطئ وبالتالي الفعل الخاطئ
أما الطرف الثاني فهو أولئك الذين وجدوا ضالتهم في هذه المظاهرات لإثارة السخط على المالكي وحكومته ليس بهدف الإصلاح بل بهدف الإسقاط ونشر الفوضى وهؤلاء خليط من الرافضين لزوال الدكتاتورية وفيهم البعثي الموجّه والمتشدد الطائفي وكل وغد آخر
والطرف الثالث كان من مؤيدي الحكومة.. وقد يتساءل الدكتور عبد الخالق عن السبب في انتقاد مشاركة هذا الطرف في التظاهرات والجواب هو إن التظاهرات ليست لتأييد الحكومة ولا لإسقاطها بل للمطالبة بإصلاحات ضرورية إصلاحات أصبح غيابها يشكل خطرا على النظام والخروج في مظاهرةِ تأييدٍ, للإبقاء على الخلل , سيكون خيانة للحكومة ذاتها
أما الطرف الرابع والأخير فهو القوات الأمنية وهي ليست على درجة واحدة من الولاء ولا على درجة واحدة من الوعي بأهمية السلوك المتحضر إزاء المتظاهرين سلميا والتحرك السريع إزاء المتجاوزين للقانون.. لقد قامت هذه القوات بالضرب على أيدي الذين تخطوا الحدود القانونية ولكن قسما من هذه القوات تصرف بشكل مريب فاعتقل أربعة من الشباب الملتزمين بالشعار والسلوك السلميّيْن والوطنيّيْن وحملوهم دون إذن قضائي الى المعتقل بواسطة سيارة إسعاف وهو تصرف مريب حقا ويبعث على القلق من أن تصرفا كهذا يحدث بعد كل هذه التضحيات من أجل نظام ديمقراطي مما حوّل الأمر برمّته الى مواجهة بين المتظاهرين سلميا وبين الحكومة وترك الآخرين الذين يستثمرون التظاهرات بشكل سيء أحرارا يصولون ويجولون ويمنحون طابعهم المريب لتظاهرات ساحة التحرير
أمّا الأسلوب الغريب جدا على الدكتور عبد الخالق, أسلوب لو كنتم في البرلمان لما تحدثتم عن المحاصصة والفساد الإداري والمالي الشنيع ولو أنكم في الوزارة لما قلتم شيئا بحق الحكومة
لقد كان الشيوعيون في الوزارة , والآن يشغلون منصب وكيل وزارة أو أكثر لا أعلم ولكنهم كموظفين لم يكن في نصابهم من هو فاسد أو مخرّب وكشيوعيين لم يتوقف أحد منهم عن نقد الظواهر السلبية الكثيرة في نظام الإدارة في العراق على مختلف مستوياته... وفيما يتعلق بعدم حصولهم على أصوات كافية للفوز أعتقد أن الدكتور عبد الخالق كان يذكر هذا من باب الميل للشتيمة وهو يعرف جيدا أن اعتراضات كثيرة أشارت إلى ان الانتخابات شابها شيء من الخلل وهناك أحاديث عن إتلاف بطاقات كثيرة لأحزاب ليست قادرة على فرض حقوقها بالوسائل المتوفرة للآخرين ومع ذلك فأن قائمة دولة القانون اعترضت وذكر السيد المالكي إن قائمته فقدت بنتيجة التزوير أكثر من ستة عشر مقعدا وأعتقد إنه محق في هذا إذا أخذنا الانتقادات الموجهة الى المفوضية المستقلة للانتخابات وبرنامج الكومبيوتر الذي استخدم لمعالجة المعلومات الانتخابية وما قيل عنه وإذا أضفنا التعديلات على قانون الانتخابات سنكون منصفين جدا إذا اعتبرنا عدم حصول الشيوعيين على مقعد واحد في البرلمان نتيجة طبيعية خاصة إذا التفتنا إلى أربعة عقود من القمع وكون الحزب الشيوعي هو الوحيد الذي ليس له أي سندٍ دولي
إن الموقف الشاتم للشيوعيّة، وليس المختلف معها, والذي سبقه التلويح بالمماثلة التي نشرها احد الكتاب الأمريكيين, بين الشيوعية والفاشيّة وأيضا اعتبار الشيوعيين سببا للخراب الذي أصاب العراق وتبرئة الأمريكان وحلفائهم بل واعتبارهم محررين!!.يستدعي القول إن أمام الخائضين في السياسة اليوم مستنقع شديد النتانة: إنه العداء للشيوعيّة وفيه الكثير مما تأنف منه النفوس الصافية والوطنية والأمينة (وأنا شديد الحماس لاعتبار الدكتور عبد الخالق حسين من بينها) والجميع يعلم أن سياسة العداء للشيوعية كانت تقبع وراءها دراسات كثيرة تقوم بها المؤسسات الرأسمالية الكبرى والتي يديرها أساطين المال والصناعة أمثال روكفلر ومورغان وكارنيجي وهي مؤسسات تشكل مع منظومة الاستخبارات الخط الرئيسي لتوجهات السياسة والأعلام الغربي الاستعماري باتجاه العالم الثالث
وأخيرا ليس منصفا أن تُمْنَع قوة سياسية مثل الحزب الشيوعي أو غيره من توجيه النقد للعملية السياسية وللتطبيقات الحكومية خاصة وان الجميع يرى بوضوح حرص الشيوعيين على الديمقراطية الجديدة وعدم استخدامهم لأي سلاح لا كاتم ولا صارخ في توجيه النقد.
4/7/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخلاقية الملكية وفوضوية الانقلابات
كنعان محمد ( 2011 / 7 / 10 - 17:15 )
أطيب تحية للكاتب اليساري الكريم واود ان ادعم ماذهب اليه من اراء حول كتابات
د عبد الخالق حسين ولكن فيما يخص الذكرى الاليمة ل 14 تموز التي ستمر علينا هذا الاسبوع اود ان ابين له ولكل ابناء الشعب العراقي الذي اكتوى بنتائج
الانقلاب الدموي اللاخلاقي الذي نفذه جهلة ان هذا الانقلاب المشؤوم مثل نكسة في مسيرة التحضر والتقدم التي كان يهدف اليها النظام الملكي الشرعي الذي بأعتقادي كان يمثل الشعب العراقي خير تمثيل ويمتلك موظفوا الدولة فيه اخلاقية وكفاءة عالية ومن كان يشذ او يستغل كان القانون له بالمرصاد ثم جاء الحكم
الجمهوري وانتشرت الفوضى تدريجيأ في مرافق الدولة والحكومة مصحوبة بالرشاوي والسرقات الى ان وصلنا بعد 20 سنة من الانقلاب الى ان يحكمنا انسان سافل وبلطجي روع الشعب العراقي وهدر ثرواته وهيىء الارضية للاحتلال
ان لم يكن عن قصد فنتيجة لافعاله التخريبية الهدامة والتي كان يحذر منها النظام الملكي وكنتيجة لذلك تشردنا ونحن في نهاية العقد السابع من العمر ومثلنا الملايين وتأكد اخي الكريم ان الامور سوف لن تبقى على هذا الحال السيء
ولكنها ستصبح اتعس لاننا فقدنا الاخلاق وركبتنا الاطماع ؟؟؟


2 - لولا الشات لما وجد الذئب
مؤيد راعي البله ( 2011 / 7 / 10 - 23:08 )

تحيه لكاتب المقال السيد اسعد على هذه المقاله
تشبيه د.عبد الخالق حسين ح.ش.ع بانه سبب تخلف العراق مسأله غريبه جدا هذا معناه ان ينطبق مثله على كل دول العالم حيث هناك اكثر من 100 دوله متخلفه في العالم وليس بها حزب شيوعي وهناك دول تطورت وتقودها احزاب شيوعيه كالصين مثلا فالحزب الشيوعي كان الضحيه في جميع العهود حتى في عهد قاسم اي بالتحديد بعد عام 1959 وكان هناك ظلم ضد الحزب من معظم الاحزاب وفي مقدمتها الاحزاب الحاكمه فالقول كان افضل للعراق بدون ح. الشيوعي كمن يقول لولا الضحيه لما كان هنك جلاد اي( لولا الشات لما وجد الذئب) فهل هذا معقول. .

اخر الافلام

.. بين -فوضى- اليمين وتحالف اليسار.. من الأوفر حظا في الوصول إل


.. ندوة بيتنا الثقافي لاستذكار قاسم عبد الامير عجام بذكرى مرور




.. الشرطة الأرجنتينية تستخدم خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع


.. #أخبار_الصباح | ماكرون يدعو إلى تحالف من اليسار واليمين لموا




.. مئات المتظاهرين يغلقون شارعا مقابلا لوزارة الدفاع الإسرائيلي