الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا الشعب أم سوريا النظام

حسن محمد طوالبة

2011 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


طيلة السنوات الماضية تحاشيت أن اكتب في الشأن السوري, في وقت كان النظام يحظى بسمعة طيبة من معظم الكتاب , بدعوى أن النظام يمثل قطب الممانعة بين الأقطار العربية ,كما دافعوا عن العلاقة بين سوريا وإيران .في حين أني أقف بالضد من السياسات الإيرانية المعادية للعرب فكريا وامنيا , كما أني لم أجد في هذه العلاقة ما يخدم الأمة العربية . أضف إلى ذلك أن النظام في سوريا كان السبب في إضعاف حزب البعث من حيث التنظيم والفكر والسياسة , ووصل الأمر بالنظام السوري أن وقف مع إيران ضد العراق من منطلق الكراهية والحقد الإرث التاريخي المثقل بالأزمات التي كان دافعها الأنانية والشللية والتعصب الفئوي .
منذ أن بدأت الأحداث في درعا وامتدت الانتفاضة إلى المدن الأخرى ,كتبت مقالة ركزت فيها على أول شعار من شعارات الحزب " الحرية " وتسألت كيف يقمع النظام الناس المطالبين بالحرية ؟ وهو يعلمهم كيف يناضلون من اجل نيل الحرية . ثم كتبت محذرا من أن ينزلق النظام إلى سيناريو خطير يقود إلى التدخل الخارجي.
يبدو أن بعض الكتاب وبعض السياسيين انقسموا إلى فئتين, فئة مع النظام مهما فعل, وفئة مع الشعب مهما طلب. الأساس في الموقف الوطني الصائب هو الوقوف مع الشعب, لان الشعب بالعموم على حق, ولا يطالب إلا بما يشعر انه ضروري لأمنه وسعادته, لا يطالب إلا بحقوق ضمنها الدستور والشرعة السماوية.
الشعب لا يأخذ إلا ما يعطى له , ويحاسب من قبل السلطة إذا تجاوز حده, ولكن السلطة لا يحاسبها إلا من يمثل الشعب , أي مجلس الشعب . هذا إذا كان يمثل الشعب حقا , إذ أن معظم البرلمانات يتم انتخابها بطرق فيها بعض الغش والتزوير , والأقدر على هذا الفعل هم ذوو السلطان , وأصحاب النفوذ في السلطة أو المقربين منها .
الموقف الوطني مع مطالب الشعب في نيل الحرية والأمان والاستقرار والعيش الكريم. وعندما لا تتحقق هذه المطالب فمن حق الشعب أن يفسخ العقد بينه وبين الحاكم الذي لا يفي بما تم الاتفاق عليه مع الشعب.
الموقف الوطني ضد من يذبح الشعب بالعنف الإرهاب, وضد من يحول دون تحقيق مطالب الشعب لنيل حقوقه .
الموقف الوطني ضد الاستعانة بالأجنبي مهما كانت الظروف. وضد كل من يتصل بالأعداء مهما كانت أسبابه.ومن هذا المنطلق فالموقف الوطني ضد من أعطى حلف " الناتو " حق التدخل في الشأن الليبي . والموقف الوطني ضد ألقذافي الذي أهان شعبه ووصفهم بأقذع الأوصاف, ورفض الحوار مع المعارضة واجبرها الارتماء قي أحضان الأجانب, وهذا لا يبرر للمعارضة هذا الموقف المدان اليوم وغدا.
الموقف الوطني ضد الأنظمة التي تستخدم السلاح ضد شعبها مهما كانت الأسباب , وكل ما قيل عن العصابات المسلحة لا يقنع أحدا , إذ من المنطق أن النظام القوي والبوليسي الذي تخافه الأنظمة الأخرى ,كان الأولى به أن يكتشف هذه العصابات المسلحة قبل وقوع الأحداث , لا أثنائها . وإذا صحت رواية العصابات فالأولى أن يتم نسف كل أجهزة الأمن السورية.
يتحدث النظام عن الإصلاحات , فأين كان منها قبل الأحداث ؟ ألا يحكم سوريا حزب البعث الذي يؤمن بالانقلابية الثورية , والانقلابية لا تعني الانقلاب العسكري , بل يعني تغيير الواقع المعاش المتخلف الذي يغبن المواطن حقه في الحياة الحرة الكريمة .فأين النظام من مبادئ البعث ؟
ثم أين هم الحزبيون في فروع الحزب من الإصلاحات وحركة التغيير نحو الأمام ونحو التقدم والنهضة ؟ أم هم للتصفيق والهتاف فقط ؟ . وخلق الأصنام التي ستقع على وقع صيحات أبناء الشعب ؟ .
قد يكون للنظام ملاحظات على بعض عناصر المعارضة , ومعه الحق , لان بعضهم ارتمى في أحضان أعداء الأمة العربية , كما فعل خدام الذي ظهر على الفضائية الإسرائيلية , ولكن ليس كل فصائل المعارضة من هذا الصنف , بل معظمهم وطنيون لا ينشدون إلا الخير لسوريا والعيش الكريم لأبنائها , فلماذا صم النظام أذانه عن سماع صوتهم طيلة أربعة عقود مضت ؟
النظام اليوم لم تعد له مصداقية , وفقد الشرعية بمنطق القانون والأعراف الثورية , لان نظاما يوجه أسلحته وبالذات الجيش إلى صدور أبناء الشعب العزل لا يستحق البقاء فوق كرسي الحكم .
قد يقول قائل من يسمع هذا الكلام ما دام الحاكم يملك ممكنات القوة ؟ نقول إن التاريخ علمنا أن البقاء لمن كان مع الشعب وليس ضده . وكل حاكم يبتعد عن الشعب لابد أن يسقط حكمه. وكل الحكام الذين خذلوا شعوبهم سيسقطون, سواء في ليبيا أو اليمن أو سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
عبد الله اللامي ( 2011 / 7 / 10 - 22:29 )
الله يرحم الكاتب عبد الوهاب القيسي وقصيده الرائعة في مدحك ايها الكاتب (ياحسن يابو الطوالبة) .سلمت على مقالاتك المبدئية

اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا