الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورقة خاسرة لرئيس نصف محروق..

جمال الهنداوي

2011 / 7 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


لزمن قادم..قد يمتد لسنوات طويلة..لن يجرؤ الشيخ علي محسن المطيري على الادعاء بانه من اصحاب الحظوة الالهية والدعاء المستجاب..خصوصا بعد مشاهدته للنتيجة الفورية لدعائه بالنصر العزيز من خلال صورة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في ظهوره الاول بعد محاولة اغتياله بواسطة الانفجار الذي استهدفه في جامع النهدين ..
فعلى الرغم من الكلفة الباهظة لهذا الظهور والتي بلغت احد عشر قتيلا ومئات الجرحى في حوادث إطلاق الرصاص الحي اثناء الاحتفالات الغوغائية لمؤيدي الرئيس اليمني ..الا ان المرء لا يملك الا الالم والتحسر على الرئيس الذي كان ملأ السمع والبصر وهو يجلس متخشبا لا يقوى على تحريك رأسه ولا يده اليسرى وبصدر منتفخ من وجود الآلات المساعدة على التنفس والتي لم يحسن جلبابه الفضفاض تغطيتها بشكل جيد "كما أن عينى صالح كانتا غير طبيعيتين، شديدتى البياض وحركتهما أقرب إلى حركة عيون العميان"..وبشكل يثير الرثاء والشفقة ولا يتلائم مع قوة الكلمات التي ادلى بها والتي يبدو انها كتبت له ولقنت وهيأت لتحمل من الرسائل المبطنة اكثر بكثير مما تظهر..
فمع كل مشاعر التعاطف مع الحالة الصحية للرئيس اليمني الا اننا لا يمكن لنا ان نفرق بين توقيت ظهوره وبين تطورات الحراك السياسي على الارض اليمنية..وقد يكون من الغفلة عدم الانتباه الى العلاقة مابين تصاعد المطالبات الشعبية باعلان المجلس الانتقالي وتزامنها مع الخطوات التي بدأتها احزاب اللقاء المشترك في هذا الصدد..وما بين تجاهل الرئيس المتعمد والمستغرب للاشارة الى المبادرة الخليجية رغم وجوده على ارض المملكة العربية السعودية بكل تعطشها لاقرار المبادرة -حد التماوت- وتواتر المنقول عن استعداده الكامل للتوقيع فور تماثله للشفاء..
ان هذا الظهور-او الاظهار-لا يمكن ان ينظر اليه خارج كونه رسالة واضحة الى قوى المعارضة بان الخيارات امامهم قد بدأت تضيق الى مستوى قد يقل عن ما تقدمه لهم المبادرة الخليجية من استلام سلس ومؤمن دوليا للسلطة..وان هناك بعض السطوة والحضور بقيت لدى الرئيس المرمم على عجل قد يشكل توظيفها بشكل جيد وممول بالسخاء والكرم الخليجي المعروف الى خلق تعقيدات فعلية قد تربك كل خطط وترتيبات المعارضة التي استطاعت لحد الآن ان تمسك العصا من المكان الاقرب الى المنتصف والادنى من الجزرة الخليجية المغرية..
وكل هذا مع التشويش المنتقى بعناية على الموقف الغربي من خلال تصريحات الزنداني-بالذات- التي تدعو لدولة اسلامية في اليمن..
وهذا الامر يبدو ان اللقاء المشترك قد فهمه بشكل جيد واستوعب تماما ما يراد منه وذلك من خلال الرد السريع على كلمة الرئيس بالدعوة الى المبادرةالى" سرعة التوقيع على المبادرة "معتبرا ان " ظهور الرئيس علي عبدالله صالح بهذا الشكل يؤكد أن صحته تسمح له بالتوقيع على المبادرة الخليجية "وان"أي كلام غير هذا فإنه مضيعة للوقت"كما صرح السيد محمد قحطان الناطق باسم اللقاء المشترك.
ان لغة الخطاب البعيدة تماما عن النفس التصالحي التوفيقي المنتظر..وتوقيتها في ذكرى الانتصار في حرب صيف 1994..والاسراف في مصطلحات "التحدي" و"لي الذراع" في غير موضعها وتنافرها الواضح مع صورته المزرية التي فشلت عمليات الترقيع المكلفة والثوب والشماغ السعودي في تغطيتها والتي تؤكد بصورة لا تقبل اللبس عدم اهلية الرئيس للحكم ولو بعد سنوات..قد تثير الشكوك في ان هذا الاظهار الركيك وغير المتقن لم يكن الا تدبير عملياتي واستخباري فاشل ومتعجل لمحاولة استثمار ما تبقى من ورقة النظام المتيبسة-ولا نريد ان نقول المحروقة-قبل ان تعصف بها الايام والمتغيرات السياسية الدولية والاقليمية وتحيلها هباءً منثورا..وهذا مما يشير الى ان دول المحور الخليجي قد تبوأت موقعها في الازمة اليمنية-وبعلنية- كطرف متشبث بالتقاطع مع قوى التغيير المؤمنة بالحرية والعدالة والتداول السلمي للسلطة..وان هذا العرض لم يكن الا استدرارا رخيصا لاهواء وغضب وفوران مريديه وتحويلها تجاه افشال السعي نحو نقل السلطة الى مجلس انتقالي يؤمن تسليك التحول نحو الحكم المدني الديمقراطي..
وان هذا الاخراج السئ للقوة -وخصوصا الوضع الكاريكاتيري لجهاز الهاتف الرسمي الساخن بجانب الرجل المشلول-قد يشير الى ان الوضع ليس كما يراد له ان يبدو..وان الشارع اليمني وطلائعه الثورية ما زالت لهما الكلمة العليا في الصراع حد الارباك الواضح والجلي لمعسكر القوى المناوئة لحرية الشعوب وحقها الطبيعي في الحياة الكريمة والمشاركة في القرار..
و الان ..ومع كل التمنيات الصادقة بالصحة والعافية والشفاء للرئيس اليمني..نتمنى له ولقوى المعارضة ولشباب التغيير..التحلي بالحكمة التي تؤهلهم جميعا واليمن المستلب السعادة لتجاوز هذه المحن التي تطحن الانسان اليمني الشريف وتستهدفه في امنه واستقراره وكرامته الوطنية..وهذه الحكمة لن تؤتي اكلها ان لم تؤمن بيقينية وحتمية انتصار قوى التغيير الثوري الذي لن تستطيع كل الاشرطة الاخبارية المسيسة من تبديله..وان كل هذه التحركات الاقرب الى الرفس في الهواء لن تقوى الا على بعض التشويش او اهالة التراب على وجه الثورة البهي الناصع..الحكمة التي تقول بحتمية انتصار الارادة الحرة للشعوب.. وان"أي كلام غير هذا فإنه مضيعة للوقت"كما نقتبس من كلام الناطق باسم اللقاء المشترك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى