الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقلال الجنوب السوداني انتصار للشعوب المضطهدة في العالم

بدرخان السندي

2011 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


يأتي استقلال الجنوب السوداني كنتيجة لنضال شاق وطويل للشعب السوداني في الجنوب ، وبعد حرب طويلة تكبد فيها السودانيون شمالاً وجنوباً الكثير من الضحايا والكثير من التخلف الاقتصادي والاجتماعي والصحي والثقافي في الجنوب .
لقد عانى الجنوب السوداني اسوأ اشكال التعامل اللاانساني في التجويع والتشريد والتجهيل والارهاب العسكري والملاحقات والتصفيات الجسدية والاحكام الجائرة ، ولكن اصرار شعب جنوب السودان على الانعتاق من هذا الالحاق القسري من جهته والتخلص من السياسة الدكتاتورية الظالمة جعلهم يستمرون ويناضلون نضال الابطال ودون هوادة من اجل حقهم في تقرير المصير ولعل تحرر الجنوب السوداني يعد اليوم درساً بليغاً في ضرورة اعادة النظم السياسية والحكومات الدكتاتورية النظر في واقعها وواقع شعوبها فلقد خرج المارد من قمقمه بعد ان طال انتظاره منذ الحرب العالمية الاولى وما اسفرت عنه واليوم مايقترب من قرن من الزمان .
وهنا لابد من ان نحذر الاخوة في جنوب السودان من مغبة استهداف هذا المنجز القومي التاريخي لهم ، فان المتربصين بهذا المكسب الوطني والنادمين على المراهنة على الاستفتاء في حينه ربما سيحاولون اعادة الاوضاع الى سابق عهدها وربما ادت مثل هذه المحاولات ـ لاسمح الله ـ الى اندلاع حرب بين الشمال والجنوب وعلى وجه ادق بين حكومة الخرطوم والجنوب السوداني .
ان لتصريحات الرئيس البشير لدى زيارته الاخيرة للصين ما ينبئ عن مثل هذا الاحتمال فقد اشار الى احتمال وجود قنابل موقوتة عديدة تنتظر عملية انقسام السودان .
ان واحدة من المشاكل التي تنتظر السودان بشماله وجنوبه اليوم هي مسألة النفط الذي يوجد معظمه في الجنوب في حين توجد مصافي النفطي في الشمال ولكي يؤكد الرئيس السوداني البشير انه مازال يحكم قبضته على الثروة النفطية في الجنوب وعلى عمليات تصديرها ، زار الصين بايام قليلة فقط والصين هي من اكبر اسواق النفط المستورد من السودان . والحقيقة فان العملية الانتاجية للنفط من استخراج وتصفية وتصدير هي بحاجة الى الكثير من ضبط الاعصاب بين الشمال والجنوب في ظروف يستقل فيها الجنوب ولايخلو هذا الاستقلال من مواقف سلبية وحادة من المتعصبين في شمال السودان للابقاء على الوضع كما كان قبل الاستقلال ولعل اول المستائين من هذا الانفصال هو الرئيس بشير الذي اقر بذلك لدى زيارته الى مدينة جوبا خمسة ايام قبل بدء الاستفتاء .
للأسف الشديد مازالت بعض الاصوات العريبة لاتفهم او لاتريد ان تفهم مسألة اسمها ارادة الشعوب كما تتجاهل ان كثيراً من الصياغات والنظم السياسية في ارجاء الوطن العربي خلقتها سياسات استعمارية بعد الحرب العالمية الاولى ، فقد رسمت الدول الكبيرة الخارجة من الحرب خرائط على وفق هواها فقسمت وضمت وجمعت وفرقت حسب ما تملي مصالحها ، وجاء جيل مابعد الحرب والى يومنا هذا من المتعصبين العروبيين ليقنعوا انفسهم والاخرين بأن هذه هي الصياغة التاريخية ومنذ ( الاف السنين ) واذا ما طالب شعب بان يستقل او يفك ارتباطه بعاصمة لا علاقة له معها اساساً فان ذلك يقع ضمن مفردات الخيانات الوطنية والتآمر على ( الوحدة الوطنية ) و ( وحدة الشعب الفلاني ) والى اخره من التسميات المتماثلة والتي ان نقرأها ونسمعها في عدد من البلاد التي ارغمت بعض الشعوب على الالتحاق بها ولهم كل الحق باقامة دولتهم المستقلة على ارضهم لكنهم للأسف الشديد ( منحوا ) الى الاخرين من قبل الدول الكبرى .
نهنئ اخوتنا في الجنوب السوداني في يوم انتصارهم المجيد يوم استقلالهم الوطني ونتمنى لكل الشعوب المضطهدة ان تمارس حقها في تقرير مصيرها وبشكل سلمي حضاري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح