الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقطات(مسئولية المجتمع)

مرثا فرنسيس

2011 / 7 / 11
حقوق الانسان


لقطات (مسئولية المجتمع)
1- من مشاهداتي في شوارع القاهرة والاسكندرية، لاحظت انتشار ظاهرة الاطفال البائعين؛ على الأرصفة وداخل وسائل المواصلات وأمام المقاهي والكافيتريات وفي كل مكان، وهناك حالات ملفتة للنظر مثل طفل في الرابعة أو الخامسة من العمر يمد لك كيساً للمناديل الورقية أو أوراق تحوي آدعية السفر والرقى والأوردة وما الى ذلك. ولكن الغالبية تبدأ اعمارهم من الثامنة أو التاسعة فما فوق. بعض الحالات التي شاهدتها عن قرب أثارت مشاعري سلباً وإيجاباً وايضاً أثارت دهشتي وسؤالي إلى أين هؤلاء الأطفال؟
- طفلة لا تتعدى السادسة من العمر، هزيلة، بدا على وجهها عبوس وكأن الابتسامة لم تعرف طريقها لوجهها الصغير من قبل، تحمل في إحدى يديها كيس بلاستيك بداخله بعض المحتويات وفي اليد الأخرى بعض من عبوات المناديل الورقية؛ على الأصح عبوة واحدة صغيرة فلا يمكن لهذه اليد الضعيفة أن تحمل أكثر من واحدة، كانت الطفلة تستجدي عطف المارة والجالسين على المقاهي والكافيتريات على الطريق ليشتروا منها ، تمزق قلبي على طفولتها المسلوبة وابتسامتها المسروقة والهَّم الذي لا يقوى كاهلها على حمله في هذا السن، وبدلا من اللعب واللهو والضحك سقطت سهواً مرحلة الطفولة من حياتها لتبدأ مبكرة جداً في مرحلة العمل والمكسب والخسارة فتضاف سنوات وسنوات إلى عمرها الصغير وقلبها البرئ دون استمتاع بالمرة، مااثار انتباهي واندهاشي هو أن هذه الطفلة رفضت رفضاً باتاً أن تقبل بعض المال من أحد المارة دون أن يأخذ مقابل مادفعه لها من المال مما تبيعه!
-وعلى النقيض تماماً طفلة أخرى اكبر سناً واشد جسماً واحد ملامحاً ، وأكثر جرأةً؛ هذه الطفلة كانت تضع بعض الكتيبات الصغيرة التي تستخدم لتعليم الاطفال التلوين- كانت تضعها داخل شنطة من البلاستيك وتمد يدها تستجدي وتستعطف المارة لطلب المال ثمنا للكتيب أوللاحسان!
2-- طفلة أخرى لا أظن انها تزيد عن الخامسة من العمر تسير مع والديها، لفت نظري أن الطفلة متشِّحة بالسواد فقد كانت ترتدي مايشبه الحجاب وأعتقد أنه مايقال عنه إسدال اسود تماماً. وتأملت الأم والأب وحاولت أن أضع نفسي مكانهما، مادافعهما إلى تغطية شعر طفلة لا تعي في هذه المرحلة سوى انها طفلة، لماذا يحرمونها من مشابك الشعر الملونة والفيونكات والطفولة. وعندما نظرت للطفلة التي تحاول ان تجري بانطلاق وملابسها تعوقها وترى اختلافها عن بقية اترابها شعرت في قلبي بالحسرة والظلم بل شعرت بالاجرام.
3- في هذه الأيام نسمع كثيراً بعض التعبيرات السياسية ونحاول أن نفهم المقصود منها ولكن عبثاً نحاول، فمثلا يقولون نوافق أن تكون مصر دولة مدنية ولكن بمرجعية دينية، واُحاول أن اتصور كيف تكون هيئات الدولة بمرجعية دينية، الاعلام مثلا: بكل ما تحتوي الكلمة من مواد اعلامية ومذيعات وبرامج وضيوف وموضوعات المناقشة، كيف يكون كل هذا بمرجعية دينية؟ كيف تعمل البنوك بمرجعية دينية ، وكيف يكون حال المواصلات، والتعليم من مدارس وجامعات وكتب دراسية ومناهج تعليمية، كيف يتم تحقيق التقدم والتطور في أحوال مصر من مرجعية دينية (وهي مرجعية واحدة). ماذا سيتعلم أطفالنا في المدارس؟ هل سيتعلمون الموسيقى والأناشيد؟ هل سيعملون تماثيل بالصلصال؟ هل سيقبلون الآخر؟ ماهو التصور المتوقع لمصر؟
4- في عيادة طبيب الاسنان رأيت مشهداً أقر وأعترف اني لم أرى مثيله منذ سنوات وسنوات؛ اعتاد المريض أو اهله أن يدفعوا لمن يدير عيادة الطبيب بعض البقشيش أملاً في الحصول على دور مبكر أو ابتسامة رضا ، وأصبحت بعض العاملات في هذه العيادات وأيضا في المستشفيات لا يتحركن خطوة واحدة الا بعد أن يقوم اهل المريض بالواجب، فأصبحت صباح الخير لها ثمن وتنظيف الغرفة الذي هو صميم عمل اشخاص معينون- أصبح له ثمن وهكذا، أعود لعيادة طبيب الاسنان ولم تصدق عيناي مارأت؛ المريض بكل ثقة و يقين يُخرج من جيبه ورقة مالية فئة الخمسة جنيهات ويقدمها للفتاة صغيرة السن المسئولة عن ترتيب أدوار المرضى وعرضهم على الطبيب، فاعترضت الفتاة ورفضت رفضاً باتاً مؤكدة انها تؤدي عملها ولا تقبل أي اموال من أحد.على الرغم من انخفاض رواتب هذه الفئة من العاملين وخاصة هذه الأيام. تحية وحب لأمثال هذه الفتاة التي أحيت الأمل من جديد داخلي في أجيال مصر الواعدة الأبية المعتدة بكرامتها والتي تعمل بضمير حي لتكسب قوت يومها .
5- قررت إحدى صديقاتي أن تتنازل عن وجبة يومية من وجباتها وأن تغلف هذه الوجبة وتخرج للشارع لتقدمها لطفل أو شيخ من المعدمين الذين يجوبون شوارع المنطقة التي تقطن بها، ليس فقط لتقديم وجبة الطعام ولكن لتقديم محبة واهتمام واستماع لما يشعر به هؤلاء البائسين، تعجبت من جرأتها وقلبها المحب، وكان من الصعب تخيل أو توقع كيف سيمر يومها في الشارع، عادت صديقتي بفرح وسعادة لا توصفان وهي تحكي كيف فرح الطفل الذي قابلته في الشارع، ليس فقط بالطعام، ولكن بشعور جميل لم يشعر به كثيراً في سنوات عمره القليلة وهو شعوره بأنه انسان له أهمية على الأقل لدى شخص واحد، أتى ليقضي معه بعض الوقت يستمع اليه، وهو ينظر إلى عينيه بكل هذا الاهتمام والحب.
6- تواترت الأخبار عن بعض عائلات شهداء ثورة 25 يناير وقيل أن قلة منهم تنازلوا عن القضايا المرفوعة ضد قتلة ابنائهم مقابل مبالغ تعويضية أو فدية، بعد أن تم الضغط عليهم من قبل فلول النظام السابق أو بعض الفئات. والسؤال الذي يتردد داخلي هل احتياجاتهم المادية فاقت أمر القصاص أو المطالبة بالحق؟ هل يمكن بمرور الزمن وصرف التعويض لمواصلة الحياة- سيتحول هذا الجرح والألم لفقدان الابن الى غفران لمن قتلوا أم سينتهي إلى تجاهل أم ستشتعل نيران صدورهم ثانية بعد أن ينفذ من بين أيديهم أي تعويض مادي؟
7- شعرت بالتفاؤل والأمل أثر ظهور سيادة المشير طنطاوي بعد غياب طويل؛ ولكني مع كل المصريين اصابنا الاحباط فقد كان كالعادة يحتفل بتخريج دفعتين من القوات الجوية!
محبتي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزتي مرثا
ليندا كبرييل ( 2011 / 7 / 12 - 04:32 )
أنت مهيئة بامتياز لاحتلال مسؤولية الإشراف على مواقع الطفولة والإنسان . قبل قليل قرأت للأستاذ عدلي الجندي مادة أعتقد أن لها صلة بما طرحته ولو من بعيد ، إنها هموم المجتمع ومسؤوليته تجاه أفراده ،يا ليتنا نستطيع أن نحل مشاكل المشردين البائسين بالحب والعطف والتراحم ، إنها قضية تحتاج إلى ثورة يتعاون فيها كل عضو في المجتمع ، ملاحظتي على مثال الطفلة ذات الست سنوات في المثال الثاني : أنه لن يمضي وقت قصير حتى تصبح كزميلتها الأكبر سناً منها ، فالفقر يعلم الشرور ولا يهذبه إلا القانون الذي يقضي على الاستغلال ، الذي يجبر الأطفال على الانتظام في التعليم ، الذي يحرم التسول ، الذي يسن قوانين اجتماعية تحترم الإنسان وتلزم الرجل بالإشراف على ما جنته يداه وهو يتصور أن الجناية تقع على الأم وحدها ، يوم يشعر الإنسان باحترامه لذاته سيمتنع بكل عزة نفس عن قبول الرشوة . أخيراً : لو قدموا لي مال قارون لن أتنازل عن حقي في الاقتصاص من قتلة ولدي وشكراً


2 - حق الطفوله
احمد الجوراني ( 2011 / 7 / 12 - 17:54 )
سيدتي العزيزه
الامثله التي ذكرتيها عن الاطفال موجوده في اغلب البلدان العربيه وهي نتيجة الفقر وتدني الوعي انهم يحرمون الاطفال حقهم بالطفوله والجميع مسؤول عن ذلك من مؤسسات الدوله والمجتمع المدني
تقبلي مودتي واحترامي


3 - العزيزة ليندا
مرثا فرنسيس ( 2011 / 7 / 12 - 18:34 )
شكرا لثقتك وتعليقك الذي اعتز به
الحب والتراحم اساسي كحل للكثير من المشاكل وايضا لابد من تفعيل القوانين الانسانية التي تضمن الحياة المحترمة لكل انسان، وصدقا النماذج الايجابية للشباب تمنح الأمل في غد افضل،
محبتي وتقديري لكِ صديقتي العزيزة


4 - الفاضل احمد الجوراني
مرثا فرنسيس ( 2011 / 7 / 13 - 11:35 )
شكرا لك
نعم الأطفال هم الفئة الأكثر ظلما واقل حقوقا في بلادنا العربية رغم ان الاطفال هم الاكثر استحقاقا للاهتمام والعناية حتى ينشأ جيل صالح لمستقبل مشرق
محبتي وتقديري


5 - صباح الخير لجمع الاطفال في كل الدنيا
حازم الحر ( 2011 / 7 / 16 - 09:09 )
ولك اختي مرثا ولجميع الاحبة الف تحية
هناك من يطلق عليهم اطفال الشوارع في السجلات الرسمية في شرقنا العزيز ولا احد يهتم بهم الا من هم كصديقتك الطيبة و قبل ايام سعت تسجيلا لمبارك في مجلس شعبه!!! وهو يروي -- نكته -- اضحكت المنافقين ويقول انه وفي احدى جولاته لتفقد الشعب !! توجهه اليه رجل وطلب منه ان يوفر له شقة او اربع حيطان ليسكن وعائلته وقال خادم الشعب
سالته - انت كم عيل عندك ؟ظ
رد المواطن 9
مبارك وكانه يروي نكتة
دا انت عايزلك عمارة ويقهقه ويضحك المنافقين
فبصقت عليه
قبل ايام وصل لابني شيك من الحكومة الكندية بمبلغ 174 دولار واستغرب ابني لانه لم يعمل ما يستحقه من الدولة لياخذ المبلغ وسال اصدقائه فاذا الكل وصله مبلغ 174 دولار وتنين ان الحكومة الكندية ((( الكافرة ))) وجدت في فائض ميزانيها مبلغ ووزعته على كافة الشعب بالتساوي !!! وكما يقول المثل المصري - الحدق يفهم -- ويسعد صباحكم


6 - اخي الطيب حازم الحر
مرثا فرنسيس ( 2011 / 7 / 16 - 23:13 )
سلام لك اخي العزيز، اعتز جدا بمرورك وافرح بصدق قلبك الطيب المحب
صدقا انا ذهلت مما سردته عن موقف الحكومة الكندية، يوزعون الفائض بالتساوي؟ اطفال الشوارع في مصر ظاهرة محزنة، وهم قنابل موقوتة، يدمرون انفسهم ويدمرون المجتمع
شكرا لك اخي تقبل كل احترامي ومحبتي


7 - الاطفال شباب المستقبل
James Peter ( 2011 / 7 / 17 - 03:32 )
اذا سلبت طفولة البشر ..أي رجال سيديرون البلد
هناك محاكم و مناقشات في امريكا على تجارب علمية و نفسية لنظام جديد للأطفال مطروح و قيد الدراسة الا و هو : من سن الثانية للطفل يبدأون بالضغط عليه لتعلم القرأة و موادالحساب وذلك لخلق جيل مبكر عبقري على مدار السنة
والان الموضوع حامي وفي صراع ...لأنه سرق طفولة و حرية الطفل
والمبرر بأنه ليس بالاسلوب ده تخلق عالما بلـ أنت تحضرمجرما للمستقبل
في حين أن هذه الاكادمية تقدم للأطفال كل وسائل الراحة و الترفيه
يارب ارحم بلادنا
احنابتشحذ اطفالنا

اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف