الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين في الثورة السورية

محمد سليمان

2011 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لدى متابعتي اليومية، للثورة السورية ،منذ انطلاقتها، فى منتصف شهر اذار الماضي، وحتى يومنا هذا ، أرى ان المشاهد الدينية ،التي ترافق المظاهرات في مختلف انحاء سوريا من درعا الى القامشلي، ومرورا بمدن الداخل،والتكبير والشعارات، التي انا شخصيا لم يسبق لي سماعها أومشاهدتها، حقيقة اشعر وكأني أمام مشاهد من أفغانستان، او على الاقل حتى لا يكون ذلك مبالغا فيه ان هذه المظاهر انما هي غريبة عن المجتمع السوري، كل هذا التكبير في المظاهرات ،والشعارات الدينية ،الداعية الى الجهاد، وغيرها التي تعطي الثورة، الصبغة الدينية،ربما يبدوا ذلك عفويا وبسيطا للوهلة الاولى، ولكنها في الحقيقة انما تحمل في طياتها بعضا من الصور التي يريدها البعض لسوريا ما بعد بشار الأسد، والسؤال الملح هنا اين هم الفئات الاخرى، من المجتمع السوري من يساريين ،وعلمانيين،وماركسيين،الذين يتخوفون من تحول اتجاه الثورة وتغيير مسارها من ثورة لجميع السوريين الى ثورة لرجال الدين، لان ذلك لو حصل وهذا ما لا ارجوه،سننتهي من دكتاتورية الاسد لندخل في دكتاتورية من نوع اخر،دكتاتورية العمامة والحجاب، لذا ارى انه على الجميع بالاضافة الى الوقوف - يدا واحدة،جنبا الى جنب - مع الثورة السورية ،ولكن ان يكون الجميع واضح الرؤيا ،لانه لكل منا مبدأه ،وفكره السياسي،فلا عيب في ان اكون مع الثورة في سوريا ، مع الحفاظ, على مطالبىي الاجتماعية والسياسية،ولا عيب في ان اقول علنا ان سياسة عدنان العرور لا تروق لي ، فأنا لست مع الطائفية الدينية الضيقة التي ينادي بها السيد العرور الذي لم اسمع بأسمه الا بعد قيام الثورة وفوجئت بتأثيره الكبير وبشعبيته الواسعة في الداخل السوري، أم ان الثورة ارتبطت بالجوامع وخطب الجمعة، وان الحقيقة التي كانت مخبأة لسنوات، قد وضحت، وان العلمانية انما كانت طفرة غريبة على المجتمع السوري،وزال ذلك بزوال الاحزاب الشيوعية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ،ولكن عندئذ سنتسائل كيف ستكون الصورة السياسية في مرحلة مابعد نظام بشار الاسد،هذه الصورة السياسية ،او بمعنى اصح بعبع الاسلام السياسي الذي حافظ على متانة نظام حافظ الاسدوحزبه منذ تسلمه السلطة منذ السيعينيات وحتى وفاته وتسلم ابنه بشار الرئاسة،الصورة التي اخذ منها الاسد الاب والابن من بعده كعصا سحرية لكسب ود الغرب،كيف لا والغرب يرى في ذللك الاسلام السياسي خطرا على وجوده واستقراره، وخطورة ذلك يتجاوز بحسب رأي الكثيرين من الساسة الأوربيين والأمريكيين خطورة الحلف الشيوعي الذي كان متمثلا وقتذاك بالاتحاد السوفياتي، لذلك نرى تمهل امريكا والغرب من اعطاء موقف واضح من الانظمة الدكتاتورية التي ما كانت ستصل الى الحكم لولا مساعدة امريكا والغرب الذَين سهّلا كل الطرق لتمَكنِ تلك الانظمة من توطيد حكمها،الدكتاتوريات في العالم ،عموما وفي العالم العربي بوجه خاص، استغلت هذه النقطة بابشع صورها، هذه الانظمة، ذات الحكم الفردي المطلق ،التي تاجرت بقضايا الشعوب القومية ،كنظام الاسد الذي جعل من القضية الفلسطينية مدخلا لتوطيدِ حكمه وضربِ اعداءِه..
لو كانت الدول الغربية قادرة على الحفاظ على بقاء تلك الانظمة لفعلت،ولكن ثورة الشعوب التى لا تابه بالمواقف الدولية ،تجعل الدول الغربية مجبرة ،على الوقوف الى جانب الشعوب، لكي لا تخسر مصداقيتها الانسانية والسياسية، أمام شعوبها، ولكي تحافظ على مصالحها المادية والاقتصادية في مرحلة ما بعد الثورة،كما فعلت بعض الدول في الحالة الليبية، بعد ان قطعت الأمل من نظام معمر القذافي,فلطالما كان الغرب يخشى من تسلم الاسلاميين السلطة في العالم العربي، وهو الذي سيؤدي الى الارهاب والتشدد وهذا بدوره الى تهديد أمن اسرائيل،الذي لا يتوانى الغرب والولايات المتحدة عن الحديث عنه، وأنه يعتبر من أولوياتهم السياسية،ولكن القاعدة الامريكية الاوربية لا تصح دائما،فهي وان كانت تملك كل الامكانيات،لتستعمل اوراقها هنا وهناك ، الا ان السؤال يبقى هنا الى متى ستستطيع الدول الكبرى من الدفاع عن نظام بشار الاسد،وهل سيستجيب الشعب السوري ، الى اصلاحات تجميلية يقوم بها النظام ويباركها الغرب حينا ويقول عنها انها لا تكفي حينا اخر،،تبعا لسياساتهم التي تختلف من وقت الى اخر.ومن دولة الى اخرى......!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المرأة أولاً !
نعيمة عماشة ( 2011 / 7 / 11 - 18:50 )
أخي محمد
ما يقضُّ مضجعي ومضاجع الكثيرات ( وأتحدث هنا بلسان المرأة لا المثقفة وحسب) فالمرأة عانت وتعاني وستعاني من إعتلاء الجماعات الدينية للحكم ، ولا نريد حكمًا ثيوقراطيًا مستبدًا بحؤياتنا وبوجودنا وبحرية تعبيرنا وثقافتنا وأنوثتنا ! فقد مللنا الأوصياء الشرعيين ومللنا إغلاق أفواهنا وتكبيل أصابعنا وأيادينا ! وأقول ان الجرائم التي تُرتكب بحق المرأة ستتزايد ، لأن الرجل يعتبر نفسهُ حامي الحما والمسؤول المباشر عن كرامتنا نحن وكأني به ِ يريد أن يقول أن المرأة لا تملك جينات الكرامة إلا بوصايته ! لذا أقول أن كل تغيير بالحكم سلبيًا سيعود بالوقع الوخيم على المرأة الضعيفة المستضعفة في هذا المجتمع الذكوري المستبد !


2 - نصيحة لليسار السوري
غسان العوني ( 2011 / 7 / 11 - 21:28 )
عندما يتخلف - اليسار - عن الحركة لا يمكن ان يقودها.
من يقود الحركة يصبغها بشعاراته
نصيحة لليسار السوري، لا تعادوا الحركة و من الافضل الالتحاق بها
ان تصل متاخرا خير من ان لا تصل

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح