الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن أن تؤد الاصلاحات السياسية في المغرب إلى ملكية دستورية ؟

عمر الفاتحي

2011 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



الاصلاحات في المغرب ، لايمكن أن تؤدي لملكية دستورية ، في غياب أحزاب مؤهلة
للعمل في إطار الدستور الجديد ن لان نفس النخب التي تعود عليها الشعب المغربي ، سترجع من جديد لتصدر المشهد السياسي والحكومي والبرلماني ، وستكرس نفس الممارسات ،التي عرفها المغرب، منذ أكثر من ثلاثين سنة .الحراك السياسي والاجتماعي
الذي عرفه المغرب بفضل حركات شباب 20 فبراير ، ولازال لحد الآن ، تم تخوينه من طرف الاحزاب السياسية المشاركة في الحكومة وأعتبر موجها ضد المؤسسة الملكية ،لكن بعد تبني جلالة الملك محمد السادس للأغلب مطالب الحركة ، عادت الاحزاب المشاركة في الحكومة ، وبنوع من النفاق السياسي ، إلى الالتفاف على هذه المطالب والركوب عليها ، لارجاع مصداقيتها لدى الشارع المغربي .الدستور الجديد التي تمت المصادقة عليه ، خلق إرتباكا كبيرا لدى كل الاحزاب السياسية ، خاصة المشاركة في الحكومة ، لانها ليست في مستواه وغير قادرة على تفعيله إذا ما عادت مجددا للحكومة والبرلمان ، على أساس أن فاقد
الشئ لايعطيه ، فهي تطالب بالديمقراطية ، بينما تفتقدها داخل هياكلها التنظيمية ، بحيث تحولت ، ألغب الاحزاب إلى مقاولات سياسية وعائلية ، يسيرها نفس الوجوه وبنفس الأساليب ، منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني ، وهذا ما افقدها مصداقية كبيرة لدى
أغلب مكونات المجتمع المغربي ، الذي أصبح ينظر للعمل السياسي ،مجرد مطية للحصول على مغانم السلطة وإمتيازاتها . إن المشكل القائم الآن في المغرب ، ليس في نوعية
الدستور ، بل في غياب ثقافة سياسية جديدة ، تقطع مع ممارسات جزء كبير من الطبقة السياسية ، التي راكمت العديد من الامتيازات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي
مقابل مسايراتها وتزكيتها لطبيعة الاختيارات المتبعة منذ اكثر من ثلاثين سنة ، مع نوع
من المعارضة ، التي أصبحت الآن مرفوضة من طرف شباب حركة 20فبراير، وفي هذا السياق تكفي الاشارة إلى ردود فعل الشباب المغربي، حينما إنتقل مجموعة من الزعماء
السياسيين ، إلى المدن المغربية ، لتنظيم لقاءات وندوات حول الدستور الجديد ، قبل المصادقة عليه ، لقد طرد هؤلاء الزعماء من مقرات أحزابهم وردوا على أعقابهم
من طرف شباب حركة 20فبراير ، للتعبير عن رغبتهم في ضرورة ظهور نخب سياسية
جديدة ،تقطع مع الممارسات التي طبعت سلوك جل زعماء الآحزاب السياسية ، والتي كان لها الأثر المدمر على مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المغرب ، وهو ما يفسر أنه حتى بعد الاستفتاء على الدستور الجديد ، لازالت أغلب فصائل حركات شباب حركة 20 فبارير ، الغير المنتمية للاحزاب الحاكمة ألان ، تخرج للشارع كل يوم أحد ، لان في إعتقادها ، أنه رغم المكاسب التي أتى بها هذه الدستور ، فإن تفعيلها في ظل أحزاب مترهلة ومتكلسة وضعيفة تعيش على عقلية الماضي ، لايمكن أن يتم دون ثقافة سياسية جديدة ، تقطع الطريق على الانتهازيين والوصوليين ، الباحثين عن مغانم السلطة
وإمتيازاتها ، وما أكثرها في المغرب ، ركست في زمان الراحل الحسن الثاني ، ولازال معمولا بها في عهد الملك الحالي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تتابع انتخابات البرلمان الأوروبي بعد عاصفة صعود اليمين


.. تهشيم زجاج نوافذ القنصلية الأمريكية في سيدني




.. وباء الكوليرا يتربص بالسودانيين العالقين في غابات إثيوبيا


.. وزير الخارجية الأمريكي: تحقيق وقف إطلاق النار سيفتح الباب أم




.. نشر صورة رودي جولياني محامي ترمب السابق في سجن بولاية أريزون