الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرابع عشر من تموز..ابتسامه يتقفاها النكد

عارف الماضي

2011 / 7 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الرابع عشر من تموز...ابتسامه يتقفاها النَكد
لم يكن غُبش الرابع عشر من تموز 1958مثيلاً لغسقهِ, ففي تلك ألليله كان التاج البريطاني يحكمُ بغداد ولكن في فجر تموز الحريري الدافئ تغيرت كفة المعادلة,بهمة الغيارى من النساء والرجال الوطنيين و بمختلف اطيافهم ومشاربهم
,حيث أرتَدَت بغداد ,بل عراق الحضارات بوديانه وسهوله وشُم جبالهِ, ارتدوا جميعا ثوب الحرية والكرامة والسيادة ألحقه بعد أخر احتلال لبغداد بدء في مطلع الحرب العالمية الأولى, فبالرغم من تضحيات العراقيين في ثورة العشرين وبعدها حركة مايس941 وغيرها . ألا أن ا التحرير الكامل للعراق لم يتحقق والذي اتسم عبر العصور بكونه دائما يَستبدلْ احتلال باحتلال ,ولكن ضباط ومراتب تموز الأحرار تؤازرهم زنود القوى الوطنية ألعراقيه ,وتصميم وأرادت الشعب والتي لاتقهر .كانت وراء ذلك الانتصار العظيم عندما استيقظ أطفال العراق قبل شبابه ومُسنيه على جمهوريتهم الواعدة, والتي أسقطت أخر معاقل الهيمنة ألاستعماريه ورموزها وعملائها,عندما صدح البيان رقم واحد والذي أذيع من راديو بغداد مُعلناً مبشراً بثورة ألشعب والتي,كان ينتظرها الجميع بشغفٍ كبير, ولتسقط تلك ألثوره المجيدة حقا (تينة النظام الملكي الفاسده و الاّيله للسقوط), فكان هذا النظام احد أهم قلاع المملكة ألمريضه في المنطقه0
وقبل بزوغ فجر الثورة بعام ونيف أي في عام 957 كانت طلائع بعض القوى الوطنية ,قد شكلت جبهة الاتحاد الوطني والتي ضمت,الحزب الشيوعي العراقي ,والوطني الديمقراطي,والاستقلال,وكان العبثيين,ورغم قلة عددهم, وشح جمهورهم قد شاركوا في تلك الجبهة قبل ان تنكشف خططهم وأهدافهم ونواياهم الخبيثة في مابعد0
فعلاوة على الانجاز التاريخي الكبير والذي يتمثل في عتق رقبة العراق من ألهيمنةُ الاستعمارية وكما أسلفت,والذي حققته الثورة في انطلاق شرارتها الأولى ,إلا ان انجازات عمليه كبيره قد حققتها كانت تصب جميعها في مصلحة الشعب وبمختلف شرائحه ومشاربه,كان جُلها الانسحاب من حلف بغداد والتحرر من الجنيه الإسترليني وقانون رقم 30 والذي وزع الأراضي على الفلاحين وحرر طبقه وأسعه من هيمنة الإقطاع,وإصدار قوانين منها قانون الأحوال الشخصية,والذي عزز دور المرأة في المجتمع وحفظ حقوقها,وأخرى بما يتعلق بسيطرة العراق على ثرواته ومنها الثروة النفطية والشروع بخطط لتوفير فرص للعمل ,وبناء المساكن للمواطنين دون تمييز,ورغم مارا فق الثورة من مؤامرات ,ومحاولات الالتفاف ,بل الإجهاض ومنذ أشهرها الأولى ,فكانت تلك العناصر والتي كان اغلبها يتبرج بالقومية,والوحدة العربية,ومنهم من شارك في الثورة فعلا ,ولكن دوافع أنانيه وأهداف تسلطيه,كان وراء ذلك السلوك التخريبي,وكانت أجندات خارجية لدول وانظمه عربيه معروفه,ناهيك عن الصدمة الكبرى والتي وجهتها الثورة للدول الغربية وشعورها بأن مصالحها في المنطقة قد هُددت فعلا , وما على تلك الدول إلا العمل الجاد لإجهاض ألثوره والنيل منها,ولا نريد في هذا المقال أن نسرد تاريخاً يعرفه الداني والقاصي,حول عدد المؤامرات, وشخوصها لثوره فتيه لم تدم سوى أربعة سنوات وسبعة اشهر,حتى تمكن ألقتله والمجرمين من اغتيالها,والنيل من زعيمها عبد الكريم قاسم,بعد محاولات خبيثة ,فجاء الثامن من شباط 963 والذي اعتبر أكثر أيام تاريخ العراق الحديث نكدا وسوادا,حيث انفرد الانقلابيون من ( الحرس القومي )وهم جناح مليشياتي لحزب البعث , الغادر,انفردوا بالزعيم وبعد محاولات حثيثة لعزل الشهيد قاسم من مناصريه وما قيل عن معلومات كاذبة كان يزفها له مدير الاستخبارات العسكرية (رفعت الحاج سري) ,محذرا الزعيم من نوايا لمخلصين ,يحاولون النيل من الزعيم والانقلاب عليه,وكان يقصد الشيوعيين والذين عرفوا ودون أية مُحابات أكثر الناس حرصا على الثورة وزعيمها.وما حصل على اثر تلك الوشايات المُفبركة وغيرها الكثير من اعتقالات طالت تلك العناصر ألوطنيه ,والتي ألتفت الجماهير حولهم,ومن خلالهم أزروا ثورتهم العتيدة,وكانوا حتى اللحظات الاخيره مستعدين للتضحية بدمائهم ومن اجل إحباط المؤامرة الكبرى للقضاء على الثورة,ولكن قذارة الانقلابيون ومايتمعون به من أساليب وخطط شيطانيه,تديرها وتدعمها وكما ذكرت , قوى خارجية,حالت دون ذلك0
عندها شرع المجرمون بزرع الخوف ومن خلال أعمالهم الجبانة والتي طالت كل القوى الوطنية بالاعتقال والتعذيب والتنكيل,وأمتلئت المدارس قبل المعتقلات والسجون بآلاف المواطنين,فلقد كشر البعث عن أنيابه بهذا الانقلاب الدموي ,واصدر قراره المشؤوم رقم(13) والذي سماه (أجتثاث الشيوعية)لينيل من آلاف الوطنيين سواء كانوا شيوعيون أو أصدقائهم ,وغيرهم وكل من يؤشر عليه بأنه مناصراً للزعيم0
وفي عشية الذكرى الثالثة والخمسون لثورة الكادحين والفقراء ومحبي العراق الحقيقيون,ما علينا إلا إن نستلهم الدروس الغنية لثورة الشعب تلك,وتذكير اجيالنا الحاضرة والقادمة,بقيم ألمواطنه وضرورة الانصياع أليها,دون الركون إلى مايشوه تلك القيم العليا,والعمل الجاد في بناء بلدهم على أسُس ومقومات علميه عراقيه ,بعيده عن ألتشظي الطائفي والعرقي والمناطقي وحتى العشائري0 مؤكدين إن الاستكانة والقنوط لمصالح الشعب العليا,وأزد راء المصالح الانانيه والشخصية والنفعية ,هو باكورة الحلول المثلى لمشاكل العراق الجذرية,وليكن درس تموز الخالد,كوكبا يهتدي به كل من أظل الطريق.. في دجى ليلاً دامس0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال
هادي عباس حبيب ابو حبيب ( 2011 / 7 / 12 - 20:08 )
مقال رائع ابو زينه اخ عارف الماضي الشهم وانت تذكر اخوانك الاشراف ممن لم ينسو هذه الذكرى العظيمه وقائدها الشهيد قاسم رحمه الله


2 - شكرا لاهتمامك
عارف الماضي ( 2011 / 7 / 12 - 20:35 )
العزيز ابوحبيب انت الوحيد من استفاد من التقدم والثوره الاكترونيه.. ولم اتوقع يوما ما ان تكون متابع مثابر ومن بين اصدقائي في الدائره واللذين يتبرجون بالثقافه ولكن .. اشعر بالفرح الان وانت تتابع وبهذا العمر مالم يستطيع الشباب واللذين فقدوا كل مقومات الثقافه وبفعل افعال ولبس فاعل .... اذا انتظر مني المزيد مع تحياتي وفي سبيل المشاركه الجاده في اعادة تشييد البنيه التحتيه الثقافيه... تقبل انت وكل الاصدقاء القراء كل حبي وتحياتي0
الكاتب عارف الماضي

اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل