الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الديمقراطية الأمريكية الزائفة، والدجل الأوربي...!!!

طلعت الصفدى

2011 / 7 / 12
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



لم يتعرض مصطلح للتشويه والتضليل، مثل مصطلح " الديمقراطية " وخصوصا عند مخاطبة الناطقين باللغة العربية من الغلابا والفقراء، والمتعلمين ذوي الدخل المحدود، ومستويات ما تحت الجامعي الذين لا يجيدون الرطن باللغة الأمريكية، ويتلعثمون بنطق وتهجية بعض مصطلحاتها، وليسوا من خريجي الجامعات الأطلسية، والبنك الدولي، وبعض المنظمات غير الحكومية المدعومة من الدول المانحة، والمانعة للديمقراطية في العالم العربي والإسلامي، مثل الجندر Gender، والبربوزلProposal ، والمانحين Donors والنيشن Nation ، والبروجكتProject ، والشرق الأوسط الكبيرGreat Middle East ، والعولمة المتوحشة Wild Globalization، والليبرالية الجديدة Neo-liberal، والفوضى الخلاقة Creative Anarchy... الخ، وتتباكى واشنطن ولندن وباريس، ودول الغرب – الأمريكي- الصهيوني على غياب الديمقراطية المزعومة في العالم النامي، وتعثر الحكم الرشيد وانتهاك حقوق الإنسان والمرأة والحيوان، والعدالة والخير والرفاهية، وتدفع بثقلها السياسي والمالي والإداري لدعم منظمات المجتمع المدني التي من الضرورة إعادة تقييم لمضمونها، وتحليل لأهدافها ودورها في المجتمع، والى اى مدى تلامس الواقع وحاجات وتطلعات الجماهير.
الديمقراطية الرأسمالية ترفض حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال والاستيطان، ويجري خلعه من أرضه، وشطب وجوده وتاريخه وحضارته، واستبداله بمستوطنين ورعاة البقر الصهيونيين، وتدعم النظام العنصري المتطرف الذي يمارس التطهير العرقي ضد أصحاب الأرض الأصليين، وينسف التاريخ تحت دعاوى أساطير وخرافات في التوراة والإنجيل والتلمود .
الديمقراطية التي تروج لها الإدارات الأمريكية، والبلدان الكونيالية، تبيح سفك دماء الأغيار أطفالا ونساء وشيوخا، وشجرا وحجرا، وتسمح بتدمير المساجد والكنائس والمقابر ليقام عليها مواخير وكباريهات تحت دعاوى أكذوبة شعب الله المختار، والأرض الموعودة، وتدافع عن إرهاب الدولة الإسرائيلية الصهيونية المتطرفة، وغلاة المستوطنين، وتحتجز جثامين الشهداء في مقابر الأرقام، وتشدد الحصار على غزة، وتعطل المصالحة الوطنية.
الديمقراطية الغربية التي تربط المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني، بمواقف سياسية لا تنبع من المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، وتحاول لي ذراع القيادة الفلسطينية، ومنعها الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتفعيل حقها القانوني أمام أكبر مؤسسة دولية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وللحصول على اعتراف بدولة فلسطين في حدود الرابع من حزيران عام 1967وعاصمتها القدس، وترسيم حدودها برغم الظلم التاريخي والإجحاف الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، ومحاولات إجباره على التنازل لأقل من 22% من مساحة فلسطين التاريخية، ولا زالوا يساومونه على انتزاع أراض جديدة بحجة تبادل الأراضي وضم المستوطنات الكبيرة إلى العدوان.
الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا الإنسانية، وحقوق الإنسان، تتعامل مع المعتقلين الفلسطينيين البالغ عددهم أكثر من ستة آلاف سجين يرزحون في المعتقلات الإسرائيلية كإرهابيين وليس كأسرى حرب، وتقف مكتوفة الأيدي، ومكبلة الأرجل دون حراك أو ضمير إنساني لممارسات سلطات الاحتلال الفاشية بحقهم، في حين تتعامل مع الجندي الأسير شاليط الذي جاء على ظهر دبابة صهيونية كمعتد على الشعب الفلسطيني في غزة، كما تسخر الديمقراطية الليبرالية كل وسائل الإكراه والإغراء لفصل جنوب السودان عن الوطن السوداني الكبير، وتعترف بحقه في تقرير المصير فورا، ولا تعترف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره الذي يرزح تحت الاحتلال منذ قرن وحتى الآن، وتمنع إقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وتعطل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها القرار ألأممي 194، وتتعامل مع إسرائيل دولة فوق القانون، بسبب تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان الأطلسي، وحولت الديمقراطية في الشرق الأوسط إلى ساحة أساسية للصراعات المتعددة الأطراف، ونقلت نشاطات حلف العدوان من أوربا إلى الشرق الأوسط، بتواطؤ مع دول الخليج ودرع الجزيرة بحجة الدفاع والأمن، وإجبارها على تنفيذ إستراتيجيتها العدوانية في المنطقة .
الديمقراطية المزعومة، تسمح بممارسة العنف والاعتقال ضد المتضامنين الأجانب الإنسانيين، الذين لم ينخدعوا بالدعاية الصهيونية، وتسابقوا لنصرة أصحاب الأرض الحقيقيين الذين يتعرضون للإرهاب والعدوان المتواصل، ويروج العالم الرأسمالي أن إسرائيل واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط . كما انكشف زيف دول الأطلسي عندما أصدروا تعليماتهم لشركات الطيران الأوربية بمنع المتضامنين الأجانب التوجه إلى فلسطين المحتلة، وعرقلة قدومهم لإنهاء الحصار والعدوان على غزة، ومنع سفن الحرية للتضامن معه، والتظاهر ضد السياسة الإسرائيلية، بعد مرور أكثر من سبع سنوات على فتوى لاهاي الدولية التي اعتبرت جدار الفصل العنصري غير شرعي، وغير قانوني، وغير أخلاقي، وغير أنساني، وترفض الانصياع للإرادة الدولية، والقانون الدولي، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
الديمقراطية الأمريكية- الإسرائيلية- الأوربية الأطلسية تسمح وتجيز انتزاع الحقوق المشروعة والكرامة الإنسانية للبشر، وتغتصب لقمة عيش المواطنين الفقراء والشغيلة والفلاحين، لصالح الأغنياء والاحتكاريين، وتعزيز سلطة القهر والاستبداد بأمر من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي دعما للخصخصة، وبيع القطاع العام، وتكديس المديونية على شعوبها لإجبارها على التبعية والخضوع، تمهيدا للانقضاض على المقومات الوطنية والثقافية والحضارية والتراث الإنساني لهذه البلدان .
ديمقراطية الغرب الرأسمالي تسمح أن يستمر الاحتلال والعدوان على الشعوب العربية والإسلامية في فلسطين والعراق وليبيا وأفغانستان، وتتدخل بوقاحة في الشؤون الداخلية لمصر وسوريا ولبنان واليمن وتونس، وتصدر تعليماتها لسفرائها بتوتير الأوضاع المعقدة، ويتباكون على الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتزرف عيونهم الدموع كالتماسيح، تنهش الجسم العربي وتساهم في تأجيج الصراعات الداخلية، والعرقية والمذهبية في كل بلد عربي، وتحاول أن تعيد رسم سياساتها في المنطقة، ومحاولة تقسيم العالم العربي بعد الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية والجماهيرية، والسطو عليها وتحويلها إلى محميات أمريكية، ونجحت في سلخ جنوب السودان من الوطن العربي، بتواطؤ رأسي النظامين البائدين المصري والسوداني، وعلى طريق ضمان المصالح الإستراتيجية الأمريكية من النفط، وإقامة القواعد العسكرية، وضمان الأمن الإسرائيلي؟
لقد حفظت الشعوب الدرس، ووعت الجماهير العربية بكل فئاتها الشبابية والنقابية والمهنية والمثقفين الثوريين وقطاعات المرأة في كل الأوطان العربية، أن ديمقراطيتكم هي لنهب الشعوب، والسطو على أرض العرب لمنعها من التطور والتقدم .. وأن ديمقراطيتكم التي تجيز التدخل في الشؤون الداخلية لكل قطر عربي وإسلامي في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية تهدف لخلق القلاقل والصراعات الدموية المختلفة، وتدعيم أنصاركم الرأسماليين والاحتكاريين والقراصنة وقطاع الطرق واللصوص، ديمقراطية الاستبداد والفساد والطغيان، ديمقراطية الاحتكارات، وشن الحروب العدوانية؟
انتم كاذبون؟؟ ومن يصدق ديمقراطيتكم فهو أكذب منكم ؟ فكفى كذبا وتضليلا وتزويرا وخداعا وغشا ومناورة وتباكي على حقوق الديمقراطية وحقوق الناس، فانتم آخر من يتحدث عن الديمقراطية، ولن يغفر التاريخ ولن ينسى فظائعكم وجرائمكم، وكيف كنتم تسلخون فروه رأس المواطن الأصلي الهندي، ببضعة دولارات حتى استوليتم على الأرض، وأبدتم الجنس البشري، وأقمتم على جماجمهم ما يسمى الإدارة الأمريكية .

جان جاك روسو يؤكد: " إن الناس العاديين هم الذين يؤلفون الجنس البشري، وليس هناك من هو جدير بالاهتمام غير الشعب" .
وقال لورد اكتون: " سلطة زائدة تثمر فسادا زائدا، أما السلطة المطلقة فتثمر فسادا مطلقا".

طلعت ألصفدي
غزة – فلسطين
الثلاثاء 12/7/2011
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-