الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسقطوا حنجرة فملأت الساحة حناجر

بسام مصطفى

2011 / 7 / 12
الادب والفن


النظام الأسدي لا خيال له، لا بصر ولا بصيرة، لاعين يرى به التاريخ ودروسه وعبره وصحواته، فقد طبع على قلوبهم وآذانهم حتى كادت هذه العائلة الآيلة للفناء والاندثار لا ترى أي منقلب ستنقلب. أشباح وشبيحة العائلة، هالهم ما سمعوه من حناجر السوريين وهم يجهرون ملء أفواههم وحناجرهم بقول أحلامهم المدفونة منذ أكثر من أربعين عاما، ويلعنون جهارا روح من أغتصب وطنهم وباع أجزاء منه وقتل أمانيهم ونهبهم وهتك أعراضهم دون رحمة وشفقة.

بملء حنجرته كان ابن النواعير ومدينة حماة لا غيرها، حماة شباط 1982، حماة الدم الفوار الممتزج بأنين النواعير الأزلية وغضبها المكتوم، في حماة كان صوت إبراهيم القاشوش ينفجر كل ليلة كالبركان ويقذف حممه في وجوه الشبيحة الممسوخين أبا عن جد، لم يك يزخرف أو ينمق أي كلام، بل كانت كلماته بسيطة كمثله، كمثل مدينته وأهلها الطيبين، لكنه بكلماته البسيطة تلك كان يزلزل أعتى العروش ويملأ قلوب أصدقاء دربه وثورته بالإيمان والنصر، ليسري الحقد أنهارا انهارا في الافئدة الميتة لشبيحة العائلة، الذين كمنوا له وقتلوه ونزعوا حنجرته وألقوا بها في نهر المدينة، العاصي، دون ان يعلموا أن حماة عصية على الذل والهوان، وأن حنجرة قاشوشها عصية على السكوت والصمت.

يقول المثل الكردي: "المكان هو ذاته، لكن الربيع ليس نفس الربيع!" ولو كان الربيع نفس الربيع والزمان ذات الزمان لقام الشبيحة تحت جنح الظلام وخفية عن العالم بذبح 23 مليون سوري من الوريد إلى الوريد، لكن آنى لهم ذلك في عصر الانترنت و الفيس بوك! رغم ذلك فهم لا يقصرون-قدر المستطاع في ذبح السوريين وترهيبهم وكم أفواههم بكل وسيلة متاحة ونزع حناجرهم، كحنجرة القاشوش.

لقد أسمع السوريين هتافهم للقاصي والداني، للصم والبكم والموتى والأحياء: "الموت ولا المذلة". والقاشوش، ذو الحنجرة الذهب، غنى للثورة حتى آخر رمق من حياته الكريمة والحرة. غنى وغنى وغنى وترك وراءه الكثير من الأغنيات ترددها نواعيره ذات الأنين الجميل إلى ما لا نهاية.

حنجرته، الآن، حية ترزق! بدءاً من العاصي، تدور وتجول في سوريا نهرا نهرا، حقلا حقلا، ضيعة ضيعة، بلدة بلدة، مدينة مدينة، شارعا شارعا، قلبا قلبا، ثائرا ثائرا، وشهيدا شهيدا...ما زالت تنشد الحرية وتهتف للحق والحقيقة وتغني وتهزج وتؤلف قلوب المؤتلفين على راية الشمس والنصر وتهدي نفسها لعشرات، لمئات، لآلاف، وملايين الحناجر في طول سوريا وعرضها، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، فها هي الحناجر تلو الحناجر، حناجر الفتيات والأطفال والنساء والشباب والشيوخ والرجال تنادي دونما توقف وتهتف دونما خوف وتغني ليوم حرية آت قريبا لا ريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا