الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخروج من عنق الزجاجة: الوساطة أم التفاوض المباشر

مجدي مهني أمين

2011 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الثوار لم يقبلوا خطاب الدكتور عصام شرف، رأوا أنه بعيد عن مطالبهم في القصاص من قتلة الشهداء، والتطهير الكامل لجهاز الشرطة من كافة الضباط المتورطين في هذه الجرائم، بل أن البعض ربط بين خطاب د. شرف وخطابات الرئيس السابق حسني مبارك مع الثوار.
بالطبع لا توجد مقارنة بين كلا الخطابين ، بين رئيس مجلس الوزراء الحائز على الكثير من ثقة الناس، ورئيس سابق خرجت عليه الجماهير غضبا منه ورغبة في أن يترك السلطة، بين رئيس مجلس وزراء يبحث عن حلول تجيب مطالب الثوار، وآخر يبحث عن حلول تبددهم. لا وجه للمقارنة إلا في نقطة البطء في الرد على مطالب الثوار وانخفاض التصريحات عن سقف المطالب.
وأيضا، لا وجه للمقارنة، فالرئيس السابق كان في مأزق لأن المطالب كانت تناله هو شخصيا، تريده هو أن يرحل، وكان عليه أن ينخفض بتصريحاته عن مطالب الثوار، بل وأن يعتدي ويقتل الثوار بإعتبارها (خطأً) أنها "حالة دفاع عن النفس"، ويا "روحي ما بعدك روح". أما مأزق الدكتور شرف فقد كان محاولة الوصول للتوازن بين كافة القوى بالطريقة التي أدت إلى تأخر محاسبة الجناة: لذا، تأتي ثورة الجماهير في مصلحته تماما، تأتي جارفة لتذمر الشرطة ضد أي قرار يمس قياداتهم المتهمة في قتل الثوار. هنا الجماهير تقوي الدكتور شرف وتعطيه الدافع للمضي قدما في إحقاق هذه المطالب العادلة. وهي فرصة لا يجب أن تضيع، ولا يجب أن تنقلب سلبا إلى صدام بين رفاق مسيرة واحدة في ثورة مصر.
والأمر هنا يلزم أن يتخطى إعفاء كافة قيادات الشرطة من مسئولياتهم، ولكن لا بد أن يذهب إلى دعم هذا الجهاز بدم جديد من خريجي كليات الحقوق وغيرها ، يعوض الفاقد من رجال الأمن في عملية التطهير المنتظرة، وإعادة هيكلة الجهاز وتحديد صلاحياته، حتى يعاد بناء الثقة مع جهاز جديد يمتثل للمصالح الوطنية ويحمي المواطن.
ويلزم، حتى تحقق الثورة مطالبها كاملا،أن تتحول الوساطة إلى مشاركة ، والوصاية إلى دعم.
أي أن يتراجع الدكتور شرف – بعض الشئ - عن دور الوسيط وذلك بأن يشارك الثوار أنفسهم (أو من يمثلهم) في الحوار والتفاوض المباشر حول مطالبهم، لأن إلقاء العبء كله على الدكتور شرف في الوساطة بين الثوار والمجلس والوزارات يمثل إرهاقا يفوق الحد، وغالبا ما يعود بنتائج أقل من طموحات الثوار، لذا يلزم أن يتحدث الثوار بأنفسهم عن مطالبه ويتفاوضوا حولها حتى تأتي التجاوبات في مستوى طموحات الجماهير.
والشراكة والتفاوض المباشر سيحدثان تحولا في دور المجلس من دور الوصاية الكاملة على الثورة، إلى دور الدعم الكامل لها، فعلى الثوار أن يشاركوا عضويا وبطريقة أكثر وضوحا في آليات صنع القرار، وتولي أدوارهم في أجهزة الدولة حتى يرى الناس أثرا لثورتهم، ويهدأ الشارع، وتقترب الثورة بإيقاع أسرع من تحقيق أهدافها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30