الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق من نورى السعيد إلى نورى المالكى

نبيل الحيدرى

2011 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


بعد تتويج الملك فيصل الثانى حصل نزاع وتنافس كبير بين الأمير عبد الإله ونورى السعيد حول السيطرة على الدولة. حاول عبد الإله السيطرة بتعيين أرشد العمرى الوزير مما جعل الإنتخابات النيابية تجرى لمصلحة عبد الإله. أدى ذلك الى سفر السعيد الى بريطانيا وقدرته على التأثير عليها للضغط على عبد الإله. فعلا ضغطت بريطانيا على عبد الإله بوجوب تكليف نورى السعيد للوزارة كما يذكر ذلك ناجى شوكت وجميل الأورفلى وعلى الشرقى وناصر الدين وعبد الهادى وأحمد مختار كما تذكر ذلك أيضا الوثائق البريطانية
371-110989/8431&371-110992/84237
مما جعل عبد الإله يبعث وسائط متعددين مثل أحمد مختار بابان وفاضل الجميلى الذى كان فى طريقه الى نيويورك ليمر بلندن ملتمسا من نورى القبول بالوزارة. كانت شخصية نورى السعيد القوية تجعله يرفض ذلك ليملى شروطه جميعا. عبد الإله وقع فى ورطة حيث تضغط عليها بريطانيا من جانب ويرفض السعيد من جانب آخر مما أجبره ذلك على السفر بنفسه واللقاء بالسعيد والتوسل إليه حتى قبل وبشروطه كاملة.
عاد عبد الإله الى بغداد فى 18/7/1954 بينما رجع السعيد 28 من الشهر نفسه. هكذا رجع قويا ليطلب حل البرلمان بعد جلسة واحدة وتكوين الوزارة برغبته.
كان نورى السعيد سياسيا وعسكريا داهية بل من أكابر السياسيين الذين ساهموا فى تأسيس عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة. عبر عنه بعض البريطانيين (أكبر رجالات الشرق الأوسط داهية) تقول المسز بيل (إننا نقف وجها لوجه مع قوة جبارة ومرنة فى آن واحد فينبغى على بريطانيا التعامل معه أو الإشتباك العنيف معه فى صراع حاد يصعب إحراز النصر فيه) كما يقول بيترسون (إن نورى باشا ظل لغزا عظيما محيرا) وحاول البريطانيون أحيانا التقليل من شأنه كما تشير الوثائق البريطانية لكنه أجبرهم على احترامه والكثير من قراراته الوطنية.يقول ونكى (كان نورى من أدهى العقول التى قابلتها فى كل حياتى) واعتبره الألمان (الدبلوماسى المحترف والذى يجب احترامه) كما قال الأتراك (لايوجد فى الدول العربية رجل دولة بمعيار نورى باشا).
كان للسعيد حس وطنى كبير وكان مناديا باستقلال العراق لذلك لم يقبله الإيرانيون كمفاوض فى قضايا الحدود عام 1935. كان منتميا للجمعيات السرية المنادية باستقلال العراق والدول العربية وشارك بالثورة العربية الكبرى وطالب بقضايا فلسطين والأمة العربية وكتب (إستقلال العرب ووحدتهم). وكان يريد بناء العراق القوى وكان دبلوماسيا سياسيا ماهرا ويتكلم الإنكليزية بطلاقة كما كان يقبل النقد اللاذع برحابة صدر ودون ردود الأفعال السريعة.
وكل ذلك يفرق به عن المالكى الذى لايتمتع بالوعى والإستقلال والكفاءة والنزاهة بل وصلت به التبعية لسرعة إمضاء المعاهدات الأجنبية والإتفاقات والصفقات العجيبة الغريبة بل وحتى السكوت عن إحتلال 11 من الحرس الإيرانى للفكة علما أن الكثير من حاشيته من غير الأكفاء ولا النزيهين ذوى الشهادات المزورة والصفقات المشبوهة والتاريخ السئ. المالكى متناقض غريب ضعيف الشخصية لايستطيع أن يدير غرفة ويصدق على حكومته تسميتها بامتياز حكومة الفساد واللصوص والجهلة والشهادات المزورة. لايعرف المالكى شيئا عن فلسطين والأمة العربية فأصله كما يذكر صاحب كتاب (الديمقراطائفية فى العراق) فى أصله وفصله من بنى النضير وقد غير جده لقبه العلى الى المالكى وانتقل الى منطقة طويريج فى قضاء الهندية والتى يقل استعمال أسماء مثل نورى وكامل بل يكثر استعمال الأسمين للديانات الأخرى والأقليات، كالديانة اليهودية تجنبا للأسماء الإسلامية واحتراما لنورى السعيد لأنهم ليسوا مسلمين أصلا فسمى باسمه ولازال لهؤلاء اليهود ثقل إقتصادى وسياسى كمعامل الثلج والمعكرونية والشعرية فى قضاء الهندية والنواحى التابعة لها حسب قوله ومن هنا تشبه بل أخذ اسمه نورى من نورى السعيد. ويوجد تشابه بين السعيد والمالكى من عدم الديمقراطية والإستخفاف بالشعب والولوغ بالدماء البريئة، واتهام السعيد للمعارضين بالشيوعية كما يتهم المالكى كل معارض بالبعثية حتى شباب ساحة التحرير ةقد اعتقلهم بطريقته المافوية ونقلهم بسيارة الإسعاف وغلف وجوههم وزور لهم شهاداتهم متهمهم بتزوير الشهادات ولم يكن فيهم بعثي أصلا، ومن التشابه بين السعيد والمالكى كذلك موافقة الطرفين للمعاهدات الأجنبية لكن الباشا كان فاعلا مؤثرا فى العراق لفترة زمنية طويلة يرى ضرورة البريطانيين كجسر لتحقيق مصالح العراق وفلسطين وقضايا الأمة العربية كما أعلنها فى خطابه أمام الضباط ورسالته الى تشرشل، وقد خالفهم وأرغمهم على أمور، بينما المالكى كان مفعولا فيه دائما وجسرا للآخرين حتى رفضه الجميع فى فترات عديدة حتى من كل الكيانات الشيعية باستثناء حزب الدعوة خطه الخاص، ولعل أميز ائتلاف دولة القانون جعفر الصدر حيث لاينتسب لحزب الدعوة ولم يشترك فى سرقاتهم وتجاوز العتبة الإنتخابية ثم استقال من البرلمان رافضا المحاصصة السيئة وأخذ أموال بلا وجه حق كما قيل. وإذا كانت نهاية الباشا هى الانتحار وفق أحد الروايات فليس من المتوقع أبدا أن المالكى له الشجاعة الكافية فى الإنتحار بل المتوقع أنه سيحاكم وحزبه حتى استرجاع مليارات الشعب وممتلكاته المسروقة وإعادة الوطن ومؤسساته واستقلاله وحريته وكرامته التى سلبت من الأحزاب الدينية ومنها حزب الدعوة الحاكم فى سبع سنوات عجاف وظلم وقتل وتشريد (ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) وهى سنة الحياة والتاريخ فى نهاية الطغاة والجبابرة ونحن نشهد ربيع الثورات العربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميل ورائع
د. عبد الوهاب الجمالى ( 2011 / 7 / 13 - 15:53 )
مقارنة جميلة ورائعة بين شخصيتين تشابهتا إسما واختلفتا سلوكا وفكرا فتميز الأول على الثانى بشكل رائع وأضيف أن المالكى زعيم حزب دينى متشدد تلطخت أياديه بالدماء خصوصا فى الثمانينات عندما كان المالكى مسؤول الخط العسكرى لحزب الدعوة


2 - مقال جدير بالإحترام
د. نورا الشديدى ( 2011 / 7 / 13 - 16:02 )
مقال جدير بالإحترام فى نقاط أساسية فى مراحل تاريخية حساسة هامة ومقارنة نادرة مأهم المصادر الموثقة مثل ناجى شوكت وجميل الأورفلى وعلى الشرقى وناصر الدين وعبد الهادى وأحمد مختار كذلك أيضا الوثائق البريطانية


3 - شكر وتقدير
نبيل الحيدرى ( 2012 / 7 / 11 - 16:48 )
أشكر الأخوة والأخوات والتعليقات والرسائل لاسيما د. عبد الوهاب الجمالى ود. نورا الشديدى وملاحظاتهم القيمة

اخر الافلام

.. المتحدث باسم حركة فتح جمال نزال لسكاي نيوز عربية: حركة حماس


.. موفدنا: 7 غارات تستهدف منطقة حوش السيد علي في قضاء الهرمل شر




.. قوات الاحتلال تنسحب من مخيم الفارعة جنوبي طوباس بالضفة بعد م


.. سعادة حجاج كردستان العراق بوصولهم إلى أرض الحرمين الشريفين




.. شركة موديرنا تعلن عن لقاح واعد مشترك مضاد لكوفيد والإنفلونزا