الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن واحمد ..

اسحاق الشيخ يعقوب

2011 / 7 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


في بذل ثقافي طويل ... توشّجت صداقتهما في الحياة ... وأصبحا لحمة ثقافية وجدانية في هوية اختلط فيها احمد في حسن .. واختلط فيها حسن في احمد .. أتأملهما وأقول : ما اروع هذا الاختلاط الثقافي الانساني الذي يفعِّل صداقتهما ويداخل حميميتهما الإنسانيتين الثقافيتين في عمق الوطن ... حميمية الصداقة تختزل المسافة .. أحمد من مكة وهو ( سني ) وحسن من سيهات وهو ( شيعي ) وكانت دهشة الصداقة في دهشة المسافة .. همّشت فيهما المذهبية الدينية الطائفية البغيضة .. واستويا في مذهبية دينية الوطن .. لا شأن لهما بخلاصة بيئة المذهبية الدينية الطائفية في بيئة الآباء والأجداد .. خلاصتهما في الإنسان والوطن .. وكانا يبحثان عن متعة الحياة في فطرة دهشة المتعة في الإنسان ويتصببان جوى في جمالية المرأة في الحياة ... وكانا لا يخفيان رأيهما بأن المرأة هي نبض الإنسان في الحياة ... والحياة تفقد نبضها الإنساني اذا توقف نبض المرأة في الحياة .. وتراهما يجوبان الأرض يتسقطان نبض المرأة في الحياة ... ويبتهجان ثقافة وشعراً ونقداً في ثقافة المرأة في الحياة !!



وعلى جسر المحبة ( جسر الملك فهد ) الذي يجسر صداقة وحيمية المحبة بين الشعب السعودي والشعب البحريني .. تجافلا امام دائرة الجوازات وهما في طريقهما الى مملكة البحرين .. الذي كلما تنفسا حميمية صداقتهما ... تنفسا حميمية الصداقة بين المملكتين ... وتأخذ بهما الدهشة ... ومأمور الجوازات يفرّق رفقة حميمية رحلتهما الى مملكة البحرين .. قائلاً : أجيز الدخول لأحمد ولا أجيز الدخول لحسن .. ولكن كل اجراءات وثائقنا مستوفاه .. يقول : احمد .. ويصمت حسن يتلمّظ رضا به في حشرجة حنجرته .. يردف احمد متسائلاً .. أليست وثائق هويتنا القانونية مستكملة .. بلى يرد مأمور الجوازات .. إلا اني اجيز للسني بالدخول ولا اجيز للشيعي ... يضع حسن يديه على رأسه ويضغط بهما خشية الانفجار .. صامتاً متمزقاً متفجراً في ذاته ... دون ان ينبت ببنت شفه في لعنة الموقف ومن لعنة الموقف !!



يرخى الصوت أحمد بلطف اهل مكة وهو يُحرك يساره من منطلق يساريته .. مشيراً الى حسن والى نفسه قائلاً : اننا مشدودان الى هوى الوطن والوطنية .. وليس الى هوى المذهب والطائفية .. ولدنا هكذا على ملة الأباء والاجداد .. إلا اننا على ايقاع ملة عصر الحداثة والتحديث في المدنية .. ندير ظهرينا لملة الطائفة والمذهب ونفتح قلبينا لملة الوطن والحرية .. ونحن في ايقاع عصر مغاير لإيقاع عصر الآباء والأجداد .. تدفع بنا بهجة الحرية في عمق بهجة مملكة البحرين التي ترفع اعلام الاصلاح والتغيير على ايقاع مشروع ميثاق الحرية والديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان ودولة القانون التي يدفع بها جلالة ملك فتي في مملكة فتية ... يتمتم مأمور الجوازات قائلاً : إني أتفهمكما ... واتفهم حميمية صداقتكما ... وسمّو شمائل اريحيتكما الإنسانيتين ... إلا اني محكوم بأوامر (( ... ))



وقفا صامتان والحزن والألم يكاد يتفجر من بين جوانبهما .. ويأتي صوت احمد عبر الهاتف خافتاً حزيناً متحشرجاً : أيجوز هذا ... أيعقل هذا ... أيمكن ان يحدث هذا على اعتاب مملكة تفتح صدرها للحرية وتناهض بغضاء الطائفية ...

إن قلبي يكاد يبصق دماً .. وإن روحي تكاد تنكفئ محزونة في روحها بلا روح .

أصمت متجففاً في ألم الذات ... وحشرجة الجفاف تجفف رضاب لعابي .. أقفل سماعة الهاتف ... ومداد الحبر في القلم يكاد يبصق دماً .. وانا اكتب شيئاً عن احمد وحسن !!

ما أكثر ما يتمزق الألم حزناً في البحرين .. وخارج البحرين .. وعلى ايقاع فتنة الطائفية .. التي تفترس الحرية وتشوه الوجه الإنساني والحضاري لمملكة البحرين !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ اسحاق الشيخ يعقوب المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 7 / 14 - 04:02 )
هذا واقع أستاذ .. النعرة الدينية أقوى من أي شيء آخر ، نحن لا يربطنا وطن ، أرض ، رابطنا هو الدم ، والعقيدة الدينية والمخالف خارج دائرة القبول . لدي صديقتان عشنا منذ طفولتنا متجاورات في السكن والمأكل والدراسة ، شيء يفوق التصور ، أحبّ أخو الشيعية الصديقة السنية ولما عرض على أهله فكرة الزواج بدأت المشاكل حتى وصلت إلى التهديدات بالقتل من أقارب الطرفين . أنا ممن لا يصدقون علاقات الصداقة العميقة القائمة بين أفراد من عقائد مختلفة ، لأنها عند أول مشكلة ستنهار كل الجهود التي بذلناها لإحكام روابط الصداقة، ولن يهذب طباعنا إلا تنحي الدين وعودته بالقانون إلى بيت العبادة وبسْ .. الذي يفعله الشيوخ بنا أعظم مما يفرقه الدين بيننا ، إنهم بحماقاتهم يرسخون الفروقات من السياسة إلى الرياضة وما بينهما للأسف . شكراً لهذه اللقطة المؤثرة في قالب فني أدبي . تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر