الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر فندق السمير ميس هو اجتماع النظام مع قوى جبهة الزور من الأحزاب والشخصيات التابعة له

ربحان رمضان

2011 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ختم المجتمعون من قوى النظام السوري وأتباعه اجتماعهم الذي عقد برئاسة فاروق الشرع في فندق سمير ميس والذي أسموه بالمؤتمر الوطني والموصوف ب"المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سورية" اجتماعهم ، وأعلنت وسائل الإعلام الســـــــورية عن لقاء عرفوه ب " الهام " جرى بدمشق بين مندوبين عن قيادة النظام والمتمثلة بالجيش وقوات القمع ، وبين النظام وأدواته ســــواء المنضوية في " جبهة زوره " أم مجلسه الذي زوّر الدستور عندما عين الدكتور بشار الأسد نفسه رئيسا للبلاد .
ورغم رفض المعارضة السورية المشاركة إلا بشروط اشترططها على الجهة الداعية وهي النظام نفسه بايقاف القمع العنيف للاحتجاجات وإطلاق سراح آلاف المعتقلين السياسيين و السماح بالتظاهر السلمي، فقد أصرت "هيئة الحوار الوطني" على عقد هذا اللقاء سواء اكتمل النصاب في تواجد القوى السياسية السورية أم لا .
لقد تعود النظام أن يأمر الأحزاب التابعة له باتخاذ مواقف يرتئيها هو وليس قيادة تلك الأحزاب ، مع الاصرار على قيادته لأي حراك سياسي أو شعبي في البلاد .
هذا النظطام الذي يأمر أتباعه باتباع أوامره في رفض أو قبول علاقة الأحزاب فيما بعضها البعض .
فعندما كان صديقا لقوات الكتائب اللبنانية أمر أتاعه في لبنان على مد أيديها للسلام معها ، ولما اختلف أمر أباعه بشن الحرب عليها ، ولما كان يأتي وفد كتائبي ليعيد العلاقة مع النظام كان النظام يأمر أتباعه بالعودة إلى تجديد العلاقة معها .
لما عارض النظام السوري اتفاق كامب ديفيد قاطع النظام المصري ، وأعلنت جميع أحزاب الجبهة الوطنية (جبهة الزور) وأتباع الجبهة الوطنية الحرب على السادات ، وعلى نظام السادات ، ولما رحل السادات أعاد النظام العلاقة مع حسني مبارك دون أن يتراجع مبارك عن اتفاقية كامب ديفيد ، وسارعت حينها أحزاب جبهة الزور بالاشادة بالموقف )الوطني فوق العادة لنظام الأسد) وبحكمة الأسد في لملمة الصف (الوطني العربي) المواجه لاسرائيل ، وينطبق هذا على موقف تلك القوى الهزيلة من حزبي الاخوان المسلمين وحزب العمل الشيوعي ، وحاليا مع بعض فصائل الحركة الكردية منها حزبنا أو البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا بقيادة الدكتور عبد الرحمن آلوجي وغيرهما حيث تحاول تلك القوى اقصاءها أيضا دون أي مبرر في الوقت الي تتبجح تلك القوى بضرورة التنسيق والتعاون المشترك دون اقصاء أحد .
من جانب آخر وحول مؤتمر فندق السمير ميس بدمشق صرح أ أحد المشاركين (حسب مانشرته وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن المؤتمر "واجه مشكلتين رئيسيتين"، إحداهما : "أن معظم البعثيين المشاركين في المؤتمر احتجوا على المطالبة بإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تخوّل حزب البعث الحاكم قيادة الدولة والمجتمع، ورفضوا مناقشة تقليص الامتيازات السياسية التي يحظى بها الحزب، واعتبروا هذه المطالب اجتثاث للبعث وحل للسلطة وخلل في بناء الدولة، حتى أن نائب الرئيس اضطر للقول لهم بأن ذلك ليس كما يتصورون ولا يمكن اجتثاث البعث أو إلغاء دوره" ..!!

كان الأمر الملاحظ في أن متحدثي الجلسة الأولى من مؤتمر السمير ميس وهم السادة الشرع ، منذر خدام ، لؤي حسين ، عمر أوسي ، وقدري جميل أنهم كانوا "مسـّيحّين جوخ" من الدرجة الأولى ، ولم يكن استنكارهم للقتل العمد إلا بالتوافق مع الأجهزة الأمنية المشرفة على المؤتمر ، وإلا لكان مصيرهم مصير السيد ماجد صالحة الذي ظهر في فيلم نشرته وسائل اإعلام وقد انهال عليه رجال الأمن المشاركين في المؤتمر ومن قبل أحد المنظمين الداعين للحوار وهو زهير غنوم وآخرين نتيجة لقوله :
"المتظاهرين على الأرض قدموا الدماء وأرواحهم في سبيل الوطن بالضرب ، في حين أن هؤلاء ال " مسيحو الجوخ" ليسوا سوى (مخادعون ) للنظام نفسه ومنافقون ، من الممكن انقلابهم عليه حال سقوطه ، ولم يكن هناك تمثيل لا للآشوريين ، ولا للأكراد
لم أفهم شئ من مداخلة الأستاذ قدري جميل ، فهمت منه محاضرة في شكلية اجتماع حزبي في لجنته الوطنية حيث ركز على آليات الاجتماع ومنظمي الاجتماع ، وكيفية الدفاع عن النظام ، وأقصد بذلك الأستاذ قدري جميل .
ولم يكن هناك تمثيل لا للآشوريين ، ولا للأكراد ، وإذا قيل أن الأستاذ عمر أوسي كردي ، وأنه قدم نفسه على اعتباره كردي فهو صح ، انما ليس ممثلا عن الشعب الكردي ، ولا عن حركته الوطنية بقواها وفصائلها المتعددة ، لقد طرد الأستاذ أوسي ومنذ فترة طويلة من صفوف البارتي السوري ، ويوخذ بكلامه لا من جانب الحركة الوطنية الكردية ولا من جانب النظام ، وكل ماقاله عن تحقيق مطالب واصىحات مرتقبة مشكوك فيه لأن هذا النظام غير صادق في وعوده ، والرئيس لم ينفذ وعوده الاصلاحية في الوقت المناسب .
لقد استحى الأستاذ أوسي من ذكر كلمة " الشعب الكردي" واكتفى بكلمة ، وكانت مبالغته في وصف الدكتور بشار الأسد خدعة واضحة لأن الدكتور تحول إلى فريق أول في الجيش السوري بقدرة قادر وهو الذي دفع بالبلاد إلى الحرب العدوانية ضد الشعب السوري .

أعتقد أنه من الطبيعي أن يتنازل الرئيس عن رئاسة شعب لم ينتخبه ، يرفضه ، وقد أوضح السوريون بكل أطيافهم ومكوناتهم القومية والدينية هذا الرفض في مظاهراتهم السلمية التي عمت المدن والقرى والقصبات السورية .
سمح المؤتمر للمجتمعين بالصراخ والزعيق في حين أن الدبابات تدك المدن السورية ، وتقتل المتظاهرين العزل من السلاح ، كي يسمح لهذا النظام بإطالة عمره حتى يكيل بالشعب ألوانا من الظلم والاضطهاد بأضعاف مضاعفة عما سبق فعله .
في حين أنه لم يُشر في بيانه الختامي إلى ضرورة إنهاء الحل الأمني وإلى ضرورة سحب الجيش إلى ثكناته وكذلك قوات الأمن، كما لم يُشر إلى تفعيل إلغاء حالة الطوارئ، ولم يحدد موقفاً واضحاً من التظاهرات والمتظاهرين ، والشهداء الذين سفكت دمائهم في الشارع .
في كل الأحوال تبقى نتائج المؤتمر ومطالب المؤتمرين حبر على ورق حتى يوقع عليها الدكتور بشار الأسد ، وكان المذكور بغنى عن المؤتمر ، وعن الحرب العدوانية ضد الشعب السوري لو قام بالاصلاحات التي يعد الناس بها الآن قبل الخامس عشر من شباط .
إن اطلاق الحريات السياسية ، واصدار قانون للأحزاب السياسية ، والجمعيات الأهلية ، وإلغاء المحاكم الخارجة عن سلطة القضاء كمحكمة أمن الدولة لم تكن بحاجة لأكثر من توقيع ، دون ازهاق أرواح الناس وإسالة الدم في الشوارع .
هذا المؤتمر الذي زين له الأستاذ عمر أوسي على أنه يحقق طموحات الأكراد لم يخرج عن إطار حزب البعث ، ولا عن منهاجه الذي لايعترف بمكونات الشعب السوري ومنهم الأكراد .
طبعا كانت هناك شخصيات شريفة أعلنت انسحابها من الاجتماع حسب تصريحات السيد العماش بحجج شتى ، وها الموقف يؤخذ لهم أعلن العماش وبعض المدعوين انسحابهم من المؤتمر احتجاجاً على تلك الاجراءات وثم عاد عن قراراه وحضر الاجتماع.
قيل أنه تم قطع الكهرباء عن المجتمعين مما أثار حفيظة البعض ومنهم السيد محمد حبش عضو مجلس الكذابين نفسه الذي وصف في كلمته رئيس الفندق بأنه "إنسان غير وطني وسوف نقاضيه لقطعه الكهرباء والتكييف وكأس الماء .
بالتأكيد لم يكن اللقاء على مستوى الحدث، ولم يكن يلبي طموح المنتشرين في الشارع ، أعتقد أن معارضة الداخل تتطلع من خلال مشاريعها السياسية إلى لقاءات وربما إلى مؤتمرات أخرى أكثر جدية ، وقد تلتقي مع أقطاب النظام ضمن شروط يتوجب على الجميع الالتزام بها ، ولا أرى ضيرا في ذلك للتباحث في خريطة الطريق أي في طريق الإصلاح والتغيير وفي سبيل التحول الديمقراطي لسوريا...
إن الثأر لدماء الشهداء لايكون إلا بتفضل الدكتور بشار الأسد بالتنحي عن الحكم وفسح المجال لغيره من الرجال الأكفاء في هذا البلد ، ووقف الحرب العدوانية ضد الشعب ، ووقف انتهاك الحرمات ، والاشارة للإعلام الشرعي أي "الرسمي" أن ينقل الخبر بأمانة ، وتحليل الحدث بحق بعيدا عن الكذب والتخوين لأقطاب المعارضة الوطنية بكافة اطرها وتنظيماتها ، وإعادة قوات الجيش إلى ثكناتها لتقوم بوجبها الطبيعي في حماية الوطن وليس قتل أبناءه .
لابد من إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ، وعلى رأسهم المعتقلون على هامش الانتفاضة الشعبية السلمية المباركة ، وإطلاق الحريات الديمقراطية ، وإلغاء المادة الثامنة من الدستور ، ومن ثم تغيير نصوص الدستور بما يتناسب مع روح العصر .
وإصدار قانون خاص بالأحزاب ، والسماح للناس بتأسيس الأحزاب الهادفة إلى تطوير وطننا وتقدمه ، في ظل الديمقراطية المنشودة .
في الختام أتوجه إلى أبناء الشعب السوري البطل بالتحية والاحترام ، وأشير إلى لهم ولكل أصدقاء الشعب السوري إلى وجوب مقاطعة القنوات السورية كونها غير فاقدة لمصدقيتها وغير أمينة في نقل الخبر المنشور .
= = = = = == = = = = = = = = = = =
• عضو قيادي في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|