الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر فوق الجميع

سعد هجرس

2011 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا فعلت بنفسك يا دكتور عصام شرف؟ ولماذا تضع نفسك - وتضع الثوار – فى هذا الموقف الحرج؟!
فأنت قد وصلت إلى كرسى رئيس الحكومة محمولاً على أعناق الثوار، وحصلت على شرعيتك من ميدان التحرير.
وبعد أن دخلت الامتحان وعشت تجربة الحكم جاءت النتيجة لغير صالحك، وهتف ضدك اليوم من امتدحوك بالأمس، وخسرت الاقتراع على الثقة بك من جانب الثوار. وإذا كنت تحتاج دليلاً على ذلك فما عليك سوى أن تمشى على قدميك إلى ميدان التحرير الذى لا تفصله عن مكتبك سوى خطوات معدودات، لترى بعينيك خيبة أمل الناس فيك بعد أن خذلتهم ولم تحقق الحد الأدنى من تطلعاتهم وطموحاتهم وآمالهم التى عولوا عليك فى تنفيذها.
وهذا يطرح أكثر من سؤال:
فلماذا يصر الدكتور عصام شرف على البقاء على رأس حكومة ترفضها غالبية الشعب، وهو الرجل الذى كان الانطباع السائد عنه أنه زاهد فى الحكم والسلطان؟!
ما الذى تغير وجعله يتمسك بالمنصب رغم أن المطالبة برحيله أصبحت شعاراً يرفعه أغلب الثوار؟!
وهل يرى أن مساندة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لاستمرار بقائه كرئيس لمجلس الوزراء يمكن أن تكون بديلاً عن القبول الشعبى وتأييد الثوار؟
وهذا السؤال الأخير ينقلنا إلى الضفة الأخرى من النهر حيث توجد المزيد من الأسئلة أيضاً.
أولها – لماذا ظل المجلس الأعلى للقوات المسلحة صامتاً منذ صباح جمعة الغضب الثانية، وبعد أن قرر التخلى عن هذا الصمت ظهيرة أمس الأول، الثلاثاء، أعلن استمرار دعمه لرئيس الوزراء الدكتور عصام شرف الذى تهتف الملايين مطالبة برحيله؟
لماذا يتمسك المجلس الأعلى بالاستمرار فى مساندة شخص يرفض الناس استمراره، وهل يضحى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتفاف الملايين من المصريين حوله من أجل شخص واحد، أيا كان هذا الشخص، علماً بأن "شخص" الدكتور عصام شرف خارج الموضوع تماماً، فهو رجل طيب ويتمتع بكل الخصال الحميدة، كما أن كاتب هذه السطور يكن له تقديراً عظيماً على الصعيدين الانسانى والأكاديمى.. لكن هذا شئ وأداءه كرئيس للحكومة، فى هذه الفترة الدقيقة والبالغة الحساسية، شئ آخر تماماً.

***
وعلى أى حال.. فإن النقطة السابقة ليست هى "العقدة"، فهى رغم أهميتها ليست سوى أحد العوامل "الذاتية". أما العوامل "الموضوعية" – والتى هى الحاسمة فى التحليل النهائى – فتتمثل فى التناقضات القائمة بين الثورة والسلطة، والتناقضات القائمة بين منهج "ثورى" وبين منهج "إصلاحى"، والتناقضات القائمة بين مشروع دولة مدنية ديموقراطية حديثة وبين مشروع دولة دينية.

***
وبين "الذاتى" و "الموضوعى" توجد "فرص" مثلما توجد "تحديات". والسياسة الناجحة والايجابية هى التى تستطيع تعظيم الفرص وتقليص التحديات.
ومن أهم التحديات الآن.. محاولات الوقيعة بين الشعب والجيش، أو تأزيم الموقف لدفع الأمور إلى حافة المواجهة بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبين الثوار. ولا يخفى على أحد من المستفيد من مثل هذه الصدامات، خاصة بعد أن أصبحت تحركات الثورة المضادة "على المكشوف" فى الأيام الأخيرة مدعومة بتباطؤ حكومة الدكتور عصام شرف وأخطائها.

***
والأمل .. أن تتغلب الحكمة ولغة العقل. وإذا كان البيان الأخير للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الصادر يوم الثلاثاء الماضى ليس فوق مستوى الجدال، وليس فوق مستوى النقد، فإنه يتضمن فى نفس الوقت بعض النقاط التى يمكن البناء عليها، من بينها تأكيد البيان على أن حرية الرأى مكفولة للجميع، ومنها التأكيد على استمرار الحوار مع شباب الثورة وكل القوى السياسية، ومنها إعداد وثيقة مبادئ حاكمة وضوابط لاختيار جمعية تأسيسية لإمداد دستور جديد ومنها التأكيد على إصرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة على تسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة.
وفى كل الأحوال فإن هناك محظورين يجب الانتباه لعدم الانزلاق إليها:
المحظور الأول هو الصدام مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وإهدار أحد أهم شعارات الثورة التى أكدت أن "الشعب والجيش أيد واحدة".
والمحظور الثانى هو اغتيال الثورة والترصد للثوار ومحاولة الالتفاف حول المطالب الثورية التى كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أول المؤيدين والحارسين لها منذ صدور بيانه رقم واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شرف لايتمسك بالسلطان
فاطمة زيد الناجى ( 2011 / 7 / 14 - 11:38 )
مصر فوق الجميع طبعا .. لكن كيف نجعلها فعلا فوق الجميع ؟
هذا هو المهم .. وليس الكلام من فوق الكراسي ..أما شرف
فهو لا يتمسك بالسلطان كما تظن يا أستاذ .. لديه امتحان عسير
عاوز ينجح فيه .. تلك أخلاقيات الأشخاص الذين يعرفون
معنى تحمل المسئولية .. وليس الهروب ..


2 - الرحمة بالصغار
فاطمة زيد الناجى ( 2011 / 7 / 16 - 13:53 )
الكاتب سعد هجرس .. لعلك لا يعجبك تعليقي
ولعلى من الصغار الذين لا تهتم بالتعليق
عليهم ..ولذلك أحب ان أغير بداية تعليقي
السابق ليكون شعب مصر فوق الجميع ..
فمصر بدون شعبها لا تكون مصرا ..
شكرا لك

اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر