الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الانتخابي والانظمة الحزبية (4)

الاء حامد

2011 / 7 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قلنا في الجزء السابق ان النظام الانتخابي الثاني يعرف بنظام التمثيل النسبي الذي أبصر النور إلى حيز الوجود منذ أكثر من قرن من الزمان.وهنالك الكثير من الدول قامت بالعمل به,نظرا للعيوب والإشكالات الإدارية التي تحصل في نظام الأغلبية,كما إن النظام التمثيل النسبي من شأنه إن يمنح الأقليات والاثنيات الموجودة في المجتمع او الدولة عددا من مقاعد البرلمان , وبصورة تتناسب مع قوتهم العددية على كامل تراب الوطن.

واقرب مثال لتمثيل هذا النظام هي دولة ايطاليا التي تأخذ بنظام التمثيل النسبي التي يوجد ما يقارب 147 حزبا وتيارا أو اتجاها سياسيا فيها .(1)

لنأخذ جانب من مميزات هذا النظام الانتخابي التي طرحها الدكتور حيدر ادهم الطائي في شؤون مشرقية , ونسيقها بجمله من التعريفات والتوضيحات أهمها ما يخدم الأحزاب والتيارات التي يتوزع أنصارها ومؤيديها على كامل الرقعة الجعرافيه للوطن .ولكنهم لا يشكلون الأغلبية في الدائرة الواحدة.مما قد يعني هذا ضياع أصواتهم هدرا في نظام الأغلبية, كما ان يتيح فرصة قويه بإيجاد معارضة قوية في البرلمان ,لأنه يفتح الأبواب إمام الأحزاب والتيارات الصغيرة للحصول على بعض مقاعد البرلمان ,وهذه فرصه مثاليا في البلاد التي تأخذ نظامها الانتخابي على النظام التمثيل النسبي حيث تعمل الأحزاب الصغيرة والتيارات المستقلة على الحيلولة دون استبداد وتحكم حزب الأغلبية بمقاليد الأمور في الدولة.وأيضا هنالك من ابرز واهم المزايا لهذا النظام ضمانه لحقوق الأقليات والأحزاب الصغيرة .حيث يستطع هولاء الوصول الى البرلمان والمشاركة في إدارة شؤون العامة للبلاد.

قبل ان ادخل في عيوب هذا النظام اود طرح الفرق بينه وبين نظام الأغلبية الذي وضحنا مفاصله وتفاصيله في الجزء السابق ,حسنا لنفرض وجود دائرة انتخابية لها الحق في انتخاب ستة أعضاء في البرلمان, تحتوي على 120000 صوت, وتوجد قائمتان تتنافسان لإشغال هذه المقاعد. القائمة (أ) حصلت على 80000 صوت والقائمة (ب )حصلت على 40000 صوت, عندما نطبق نظام التمثيل النسبي وفق هذه النتيجة , فيكون للقائمة (أ) أربعة نواب في البرلمان بينما يكون للقائمة (ب) نائبان في البرلمان .
إما عند تطبيق نظام الأغلبية فلن يكون للقائمة (ب) الحق في إشغال أي مقعد من مقاعد البرلمان. لان القائمة ( أ) حازت على المقاعد الستة المخصصة في الدائرة الانتخابية التي تنافست عليها كلتا القائمتين.

العيوب التي اجلنا طرحها في نظام التمثيل النسبي ترتبط ارتباطا مباشرة بهذا النظام وتعد نقط الضعف الأساسية فيه ,إذ انه يقود إلى ظاهرة تعدد الأحزاب الممثلة بالبرلمان مما يؤدي إلى تكريس ظاهرة عدم الاستقرار السياسي. واقرب مثال على هذه الظاهرة هو ايطاليا أيضا . اذ لم تنجح اية حكومة ايطاليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى هذه اللحظة من البقاء بالحكم أكثر من سنة واحدة فقط بينما تهاوت الكثير من الحكومات الايطالية الأخرى في مدة اقل من ذلك بكثير!! (2)

كما انه هنالك أوضح مثال واقرب للمعاينة الدقيقة هو ما يحصل في عراقنا الحبيب حيث هنالك عدم استقرار سياسي على المشهد السياسي العراقي والحكومات التي انبثقت من البرلمان العراقي تتمثل فيها أحزاب متعددة فكانت حكومات ضعيفة وعرضه لتفكك والانهيار في أي مواجهة أزمات سياسية ليست صعبه بالضرورة . وإنها لن ولم تقدم ما يلبي طموحات الشارع العراقي فجعلته أكثر عرضة للتهديد الأمني المزري وتردي الخدمات وكثرة البطالة . فلم تحل أزمة الكهرباء كمثال بسيط لسوء وتردي الخدمات ولم تضع الحلول المناسبة لها وقد تعاقبت عليها ثلاثة حكومات متتالية ثم ولاية ثانيه للسيد نوري المالكي نعيشها ألان . لم ولن تأتي بأي برنامج إصلاحي يخدم العملية السياسية في البلد وذلك لتعدد الأقطاب السياسية التي تشكلت من خلالها أو على أساسها مما يحاول كل طرف اللعب على وتر الضد والإطاحة والتقسيط لإسقاط الحكومة وإفساح المجال او سنح فرص انتخابية ملائمة له ولتياره في الدورات الانتخابية القادمة.

للحديث بقية في الجزء الخامس قريبا




الإحالات والمصادر
1- الدكتور حيدر ادهم الطائي في شؤون مشرقية
2- المصدر نفسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما