الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد الحكم

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 7 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


رائع أن يعود الشعب - بعد فترة غياب - لأخذ قلم التاريخ من يد أعدائه ليسطر بنفسه أسطر في الفصل الثاني في كتاب ثورته الحالية ، ثورة 2011 .
لكن سيكون من الخطأ الشنيع الفادح أن يسمح الشعب مرة أخرى بأن يُكتب هراء بإسمه .
بإختصار شديد ، ما أعنيه هو ألا نطالب بما هو ليس من شأن الثورة التعامل معه في الوقت الراهن ، أو نطالب بما لا ينفع ، و يستنفذ الجهود ، و يؤدي للإحباط ، مثل تغيير الوزارء ، و الحكومات ، بعد أن ثبت حتى للسذج كيف أن شرف لا يفرق عن شفيق ، فكلاهما من نفس الطينة ، أو المصدر .
لا أريد أن أكرر نفسي ، لهذا فلكي يعرف الثائر الحر ، و الثائرة الحرة ، ما أعني فرجاء مراجعة مقال : لص الأراضي وزير للداخلية ، هذا ما تحقق ، و نشر في السابع من مارس 2011 ، و مقال : جُمع قتل الثورة ، و نشر في الثالث و العشرين من مارس 2011 ، و مقال : درس من القرآن في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل ، و نشر في السادس من يوليو 2011 .
بالطبع المطالبة بالقصاص من مبارك ، و من المسئولين عن الجرائم التي أرتكبت في الثمانية عشر يوماً التي شكلت الفصل الأول للثورة ، ليست على الإطلاق من الهراء الذي أضاع أشهر في ما لا ينفع قضية الشعب ، فنحن في حزب كل مصر نؤيد بشدة مبدأ القصاص ، و هذا واضح في صدر الوثيقة الأساسية للحزب ، و التي خرجت من السر إلى العلن في أكتوبر 2007 ، و نشرت كمقال تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ، و توجد كتسجيل صوتي في يوتيوب بعنوان : حزب كل مصر ، و الوثيقة واضحة في ضرورة محاكمة مجرمي عهد مبارك - و بالبديهة يقف على رأسهم محمد حسني مبارك ذاته - و جعلنا ذلك هدفنا الثاني بعد إسقاط النظام ، و توجد مقالات عدة لكاتب هذا المقال تحض على محاكمة مبارك ، منها : حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة ، و نشر في السابع عشر من فبراير 2011 ، أي بعد أيام قلائل من سقوط حسني مبارك ، و مقال : إسبوعان من التظاهر و سيقف مبارك و سليمان أمام المحكمة ، و نشر في الحادي و الثلاثين من مارس 2011 .
كما أن حزب كل مصر يرفع مبدأ عدم إستثناء المجرمين الصغار ، فهم مسئولين عن أفعالهم مثلهم مثل كبار المجرمين ، و هذا واضح في مقال : فأغرقناهم أجمعين ، لا للعفو عن الرتب الصغرى ، و الذي نشر منذ سنوات ، و يوجد المقال كتسجيل صوتي بنفس العنوان في يوتيوب ، و حديثاً مقال : لماذا كل هذا الصبر على مجرمي جهاز الشرطة ، و نشر في السابع و العشرين من مايو 2011 ، و الذي يوجد كتسجيل صوتي في يوتيوب بنفس العنوان .
إذاً حزب كل مصر ، و قف ، و لازال يقف ، و سيظل يقف - إن شاء الله - مع مبدأ القصاص الشامل ، و ذلك لأسباب تكاد تكون معروفة للجميع ، و هي بإختصار :
أولاً : أن في القصاص إقرار للعدالة ، و شفاء لصدور ذوي الشهداء ، و شفاء لصدور كافة ضحايا سوء إستخدام السلطة .
ثانياً : أن القصاص العادل سيكون درس لكل من يمسك بالسلطة ، أو يعمل لحسابها ، أياً كانت درجته ، أو موقعه ، في الوقت الحاضر ، و في المستقبل .
لكن لنفترض أن نظام طنطاوي - سليمان ، أو النظام المقرر أن يخلفه ، و ليكن نظام عمرو موسى ، أو غيره ، قرر في ساعة حرج ، أن ينقذ نفسه بالتخلص من مبارك ، و كافة مجرمي السلطة ، بإستخدام أسرع الأساليب ، و بتطبيق أقصى عقوبة ، و أعني بإستخدام المحاكمات العسكرية ، و بتوقيع عقوبة الإعدام عليهم ، فهل في هذا إستكمال للثورة ؟؟؟
هل سيكون في ذلك الإجراء نجاح لثورة 2011 ، و تحقيق لطموحات الشعب ، في العدالة ، و الديمقراطية ، و الرفاهية ، و الكرامة ؟؟؟
هل من المتوقع أن يحقق نظام هو إمتداد لنظام مبارك المطالب الجوهرية للشعب ؟؟؟
هل سنكتفي بالقصاص ، و ننسى بقية مطالبنا التي خرجنا من أجلها في الخامس و العشرين من يناير 2011 ، أم سننتظر القصاص ، لنبدأ بعد ذلك النضال من أجل تلك المطالب ؟؟؟
لماذا لا نسير في طريقين متوازيين ، طريق القصاص ، و طريق إستكمال الثورة ، في نفس الوقت ؟
لقد ذكرت مراراً ، و منذ سنوات ، مثال ثورة الشعب الروماني الطيب التي أطاحت بنظام تشاوشيسكو ، كمثال للثورة غير المكتملة ، برغم إعدام تشاوشيسكو ، و ما ترتب على عدم إكمال تلك الثورة من نتائج سلبية .
إعدام مبارك - و هي العقوبة الوحيدة التي يستحقها - و حتى إعدام كافة مجرمي حقبته و التي إمتدت لثلاثة عقود تقريباً ، على يد نظام لا ينبع من الشعب ، لا يعني نجاح ثورتنا ، و لا يعني بالتالي أن بإمكاننا العودة لمنازلنا ، و أن تقر أعيننا ، و أن نجلس لنذكر بفخر إنتصاراتنا .
إستئصال النظام القمعي يجب أن يكتمل ، و بناء النظام المرجو يجب أن يبدأ .
مضى الوقت الذي كنا نطالب فيه نظام هو إمتداد لنظام مبارك بأن يحقق طموحاتنا ، و منها القصاص .
مضى وقت المطالبة ، و حان وقت الأفعال ، حان وقت الإسقاط ، و سيأتي وقت البناء .
لقد إستنفذ نظام طنطاوي - سليمان -- و الذي لم أثق فيه أبداً -- كافة فرصه ، و التي منحناها إياه خلال خمسة أشهر ، تلك الفرص التي كانت نتيجة ضغوط بعض الفصائل المشاركة في الثورة التي إنقادت لبعض ضعاف النفوس سواء من الذين خدعتهم الحلل العسكرية التي إحتمى بها عملاء مبارك الذين يحتلون المجلس الأعلى للقوات المسلحة - و الذين يجلسون للآن على مقاعد لا يستحقونها على رأس جيش وطني عظيم - أو الذين إنساقوا خلف المندسين المدلسين ، أو الذين إبتلعوا أكاذيب أجهزة توجيه الرأي العام في كل من وزارة الداخلية ، و المخابرات السليمانية .
لهذا لا يهم الأخبار التي يأتي بها النظام .
لا يهم من جاء ، و من إستقال ، من سيأتي ، و من سيرحل .
نظام طنطاوي ، أو نظام طنطاوي - سليمان ، يجب أن يسقط ، و يجب ألا يحل محله نظام أخر نابع من نظام مبارك .
سنستكمل ثورتنا - بإذن الله - و سيكون ذلك بتقوض أسس أي نظام يكون إمتداد لنظام مبارك ، أياًَ كان إسم ذلك النظام ، طنطاوي - سليمان ، أو غيره ، و بالإقتصاص من المجرمين ، و بوضع أساس نظام الحكم للشعب .
الشعب يريد إسقاط النظام ، إذاً يجب أن يسقط النظام المعني بذلك الهتاف برمته .
الشعب يريد إسقاط النظام ، إذاً يجب عدم السماح بأن يصل للسلطة نظام أخر يكون إمتداد للنظام السابق المرفوض .
الشعب يريد إسقاط النظام ، إذاً يجب أن يمسك الشعب بالحكم .
الحكم يجب أن يكون للشعب .
هتافنا يجب أن يعبر عن مطلبنا الأساسي .
الشعب يريد الحكم .

المنفى القسري ، و القمعي : بوخارست - رومانيا

13-07-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة