الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء صغيرات : القصة والفيلم

امنة محمد باقر

2011 / 7 / 14
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


نساء صغيرات!

قصة للكاتبة الاميركية لويزا مي آلكوت ... شاهدت الفيلم ( النسخة الاميركية عام 1994) وقرأت الترجمة الروائية.

قرأت الترجمة في بدايات المرحلة الاعدادية 1989 .. (وبعدها اختفت الكتب من الاسواق حيث بدأ الحصار الاقتصادي الصدامي وحرمنا من الادب العالمي )وكانت اللغة الادبية الراقية التي كتبت بها تلك القصة قد اخذت بعقلي ! وكنت اتخيل نفسي جوزفين او جو الكاتبة مثل غيري من المراهقات اللواتي يقرآن هذا النوع من القصص ... لكنني انصح بمشاهدة الفيلم تماما مثلما انصح بقراءة القصة.

يحكي قصة عائلة اميركية تقوم الوالدة برعاية اربعة فتيات مراهقات والاب في جبهة الحرب الاهلية ، وتعطيك صورة مصغرة عن الطريقة التي تعيش بها المرأة الغربية في تلك المرحلة .. نوع من الانعزال والتعليم المنزلي ، وان تكن النساء ايضا لم يعدمن الاستقلالية ، لأن الامر ينتهي بالبنت الثانية جوزفين بالسفر ومحاولة الكتابة ... تمرض الاخت الوسطى بيث .. التي تبدو مريضة طيلة فترة الرواية بمرض الحمى القرمزية وهي فتاة رقيقة تبدو بعيدة عن المشهد الاسري .. هادئة .. تملأ العائلة قصة من المحبة والاثرة والعطف .. ويمر كرسماس ثم اخر دون ان يأتي الاب... لكن بيث او اليزابيث تشفى اخيرا ... ويأتي الاب في الكرسماس الثالث ويجتمع شمل الاسرة .. تتزوج البنت الكبرى من الجار الفنان الفقير ، وتبقى جو ... تبحث عن مستقبلها ... ترفض الزواج لأجل المواهب التي تمتلكها .. لأنها انسانة فريدة .. وتنصحها الام بأنها يجب ان تقود حياة غير اعتيادية لأنها فتاة غير عادية ! او كما يصوره مشهد الفيلم :

Of Course you should not lead an ordinary life, because you are extraordinary woman!

تسافر الى نيويورك وتلتقي برجل الاحلام الذي يكبرها بكثير ، ولكنها ترى فيه رجل ناضج ، يخبرها صراحة ان عملها الادبي لازال في بدايته وانها تحتاج الى تطوير هذا الادب ، وانها لحد الان لم تكتب من قلبها ... لكي يتقبلها الجمهور ..

وحين تلتقي بالبروفسور ... يعجبها عقله .. واذا فتح فمه ببيت شعر لوالت وتمان .. اكملته هي ! ( طبعا الحياة الواقعية هي اكبر من جنون الرومانسيين الذين يصورون الحياة كأنها جنة الخلد ... وهي في الحقيقة دار بلاء ... وان كنا نقول في ادبيات الدين الاسلامي انها مزرعة الاخرة ) ... لكن واقع الحياة ... ليس فيه وقت لا شعار والت وتمان !! هههههههههههه. نسيت ان اذكر حقيقة اخرى عن النساء الصغيرات في هذه الاسرة ... انهن يقضين الوقت في تمثيل ادوار الروايات التي يقرأنها ... بالطبع كل قصص شكسبير ... وكل قصائد والت وتمان ... والشعراء الاميركان والاوربين ...

حين تعود ترى ان اختها الصغرى بيث او اليزابيث قد مرضت ... من جديد .. تواسيها ... في مرضها .. لينتهي المرض بموت الاخت الصغرى لأن الحمى القرمزية قد اوهنت بدنها ... فتكون نهاية ذلك ان يدخل الحزن الى ذلك البيت الملئ بالبهجة ... الذي كانت تملأه ضحكات اربع فتيات جميلات!
وعلى اثر هذه الصدمة ... تنظر الى جدران البيت خالية خاوية ... وقد تزوجت الاخت الكبرى ، و سافرت الاخت الصغرى لكي تحترف الرسم في اوربا ، وهنا ... يتراءى ل ( جو) منظر الاخوات الاربعة ... وصدى الضحكات التي تملأ ذلك المنزل ... فتكتب روايتها .... وترسلها الى الناشر ... تحت عنوان ( نساء صغيرات) ... وتنسى امر الرواية ...

هنا نتوقف لحظة مع الفيلم ... من اجمل المشاهد ... في الفيلم ..هو مشهد جو وهي تكتب ... يتكرر المشهد باشكال عدة ... لأنها تكتب على الدوام .. لكن المنظر الاشد حزنا ... هو منظرها وهي تكتب قطعتها النفيسة ... وهي وحيدة .. لا احد في البيت ... وتتراقص امام عينيها طيوف الاهل ... وتستمع الى ضحكات ... اخواتها ... منظر محزن جدا .. في فيلم رومانسي ... لكنه يحكي قصة الاستقلالية والطريقة التي يجب ان تقود بها المرأة حياتها ....

وان كانت هنالك من حكمة ... نستقيها من هذا النوع من الادب لبلادنا ... فهي حكمة مفادها ... ان المرأة بلا تعليم .. عالة على نفسها وعلى المجتمع ... وهي معرضة في حياتها الى كثير من الظلم ..تظلمونها فتظلم نفسها وتظلم غيرها .. ابتداءا من اولادها ... ونحن نظلم المرأة كثيرا في مجتمعاتنا .... بطريقة التنشئة والتدخل ... والظلم الذي نعترف به رجالا ونساء ... اذ تقسو ثقافتنا .. وتلقي بكل ثقلها على نساء ... عفيفات محجبات صابرات ... طموحات .. لتلقي بهن في غياهب السجون ..سجن الوحدة .. سجن العزلة ... سجن العشائريات البالية ... وانا لا اقصد ان نذهب في المعادلة بعيدا الى الطرف الاخر .... كما فعل الغرب ... ولكن شيئات من المرونة ... واجب في ثقافتنا التي اعترف علماء الاجتماع ... بالنزعة البدوية المتطرفة في جذورها ..... نساء مسلمات او غير مسلمات ... ولا اخصص شيئا بقولي محجبات ... سوى قصد واحد ..هو ان المرأة لدينا ... تطيع ... حد العمى ولا تستقل برايها ... وحيدة فريدة طريدة ! ( في رأيي ... تعيش نوع من التوحد واغتراب الذات داخل بيئتها .. وخاصة من تتعلم وتطلع على الثقافات الاخرى ) ... في عوائل سمتها التجزئة ( وفقا لعلي الوردي ) ... ولا تأخذ شيئا ... وتعطي ... كثيرا ... ويظلمونها ... ولا تسطيع ان تفتح فاها بكلمة ... هكذا هي ثقافتنا ... صارمة ... اصرم من حد السيف ... على الام والمربية وقائدة الاجيال .. وسائسة الرجال ... ( وهي حقيقة لا يقبل ان يعترف بها احد ) ...
اترك هذا الموضوع جانبا ....( لانني لا اعتقد ان لدينا حلولا ناجعة لمجتمعنا المتعنت ) واكمل القصة ...

فجوزفين او جو ... ترث من عمتها بيتا ... تستخدمه للتدريس ... ويطرق الباب ذلك البروفسور ... حاملا معه رواية تصدر من ارقى دور النشر في نيويورك ... تحت عنوان ( نساء صغيرات ) تحكي قصة جوزفين وعائلتها ( آل مارج ) ! موعدي معكم ... مع قصة اخرى من الادب العالمي ... من قصصي المفضلة بالطبع : رواية : كبرياء وهوى .. ولكن سأشاهد الفيلم اولا ... لكي تكتمل الصورة ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا