الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعبع 20 فبراير..!

محمد المراكشي

2011 / 7 / 14
كتابات ساخرة


يبدو أن حس المغاربة الفكاهي مثل كل الشعوب الشرق أوسطية يغلب على تفكيرهم و تناولهم لأهم القضايا الراهنة التي تهم البلاد.. و هو الأمر الذي جعل الكثيرين يتندرون بالأحداث السياسية التي يشهدها المغرب منذ العشرين من فبراير الماضي ! فقد بدا أمرا غير عاد أن يرسب نائب برلماني في امتحان الشهادة الابتدائية التي تعد شهادة عليا معترفا بها لولوج تسيير الشأن العام المحلي و الوطني عبر المجالس المحلية و البرلمان ! هذا الرسوب في حد ذاته لم يكن الموضوع بقدرما كان الأهم أن يعلق الناس على ذلك بحسهم الساخر..
لم يتناول بعض الناس الأمر على أنه من السيء للغاية أن يرسب برلماني في اجتياز امتحان إشهادي بسيط يجتازه زملاؤه من أطفال العشر سنوات،فهو أمر مرتبط بسوء الحظ و سوء مراجعة للدروس المقررة و يمكن لكثيرين أن يرسبوا في ذات الامتحان إن هم أعادوه ثانية ! و لكن الجميل في التناول هو أن بعض الظرفاء رأوا أن البرلماني لم يتمكن من الغش مما جعلهم يخمنون أن أساتذة من 20 فبراير هم الذين حرسوا القاعة التي اجتاز فيها الاختبار !
هو تندر رائع ،و يحمل في طياته اعترافا بكون الحركة تود تطبيق القانون على أي كان حتى و إن كان نائبا برلمانيا أو غيره !
إنه بعبع 20 فبراير الذي أصبح يصاحب الفاسدين في هذه البلاد و يجعلهم ربما يخافون من ظلالهم التي قد تكون عضوة في شباب التغيير ! و البعبع أو "بوعو" كما يسميه المغاربة يشير إلى التخويف ،الذي يبعد المرء عن أشياء ربما تسيء إلى من يتواجدون معه في البيت أو المكان..هو جزء من تربيتنا الاجتماعية التي تدفعنا إلى الخوف من أشياء قد لا تبدو لنا فعلا، و يدخل في إطار المنع الاجتماعي الذي إن انتهك يؤدي إلى مالا تحمد عقباه..
هكذا أصبح الساسة و ذوو رؤوس الأموال و المتنفعين من اقتصاد الريع و الامتيازات يحاولون ما أمكن عدم دخول اللعبة إلا من وراء حجاب !..فـ"بوعو" الذي أخاف أعمدة التخلف و التسلط في البلاد قد يصل إليهم آجلا أم عاجلا..
لكن الغريب أن بعض سياسيي الريع في البلاد أصبحوا يقومون بنفس اللعبة التي يقومون بها ربما مع أبنائهم ، فأصبحوا بحسهم الانتهازي يخيفون مخاطبيهم و سياسيين آخرين و أطياف أخرى بنفس البعبع الذي يخيفهم ! فتحولت 20 فبراير إلى مايشبه "بوخنشة" أو "عيشة قنديشة" الذي يخاف منهما الآباء قبل أن يخيفوا بهما أولادهم الصغار كي يهنؤوا بنومة مسائية دون ضجيج !
كيف ما كان الأمر ، فإني أرى أن شباب 20 فبراير أصبحوا فعلا حماة للبلد و كرامته حين تسمع مواطناغاضبا يوجه يده للسماء بدعاء يطلب فيه أن يسلط الله الحركة على الإدارة التي لم تمكنه من مراده !
لكن ،لو أن كلا منا ومن مسؤولينا وضع في اعتباره أن مصلحته لا يجب أن تتنافى مع مصلحة البلاد و الناس الآخرين لما وصلنا إلى هذه الحال من الإخافة ،و لما حولنا ولو على سبيل السخرية حركة جادة ووطنية حقيقية إلى بعبع مخيف !
كلنا نخاف ، و كاذب من ينكر ذلك ..لكن هناك من يخاف على نفسه ونفوذه و مقدراته فقط،وهناك من يخاف على نفسه ومقدرات و كرامة البلد !
هذه هي المعادلة الصحيحة التي علينا أن ندركها: طرفاها متناقضان يتحول الثاني إلى "بوعو" للأول..من أجل الوطن لا غير...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر