الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعي العراقي وثورة 14 تموز الخالدة

سلام الاعرحي

2011 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ما ان نستذكر ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة التي أطاحت بحلف بغداد الامبرليالي الاستعماري , وانتجت قانون الاصلاح الزراعي وأسست شركة نفط العراق الوطنية وقامت بتحديد صلاحيات الشركات النفطية الاجنبية المنتجة والمنقبة والمستثمرة , واطلقت الحريات الحزبية وباركت العمل المجتمعي المدني , و ثمة الكثير من الانجازات الوطنية التي لايسعنا عدها في هذه العجالة ! ما ان نستذكر هذا الانقلاب المفضي الى الثورة حتى نجد انفسنا نستذكر حتما مرحلة هامة من مراحل نضال الحزب الشيوعي العراقي ودوره في انضاج هذه الثورة وانتاجها , لقد عمل الشيوعي العراقي بعد ان توفرت له القواعد الجماهيرية الواعية والمنظبطة و الخبرات النضالية التعبوية التراكمية والقيادة العلمية العملياتية متمثلة بالرفيق الخالد سلام عادل ورفاقه في اللجنة المركزية للحزب , وتوفر هذه القيادة على قدرة قرائية واعية في التعاطي مع الاحداث وطبيعة الحراك السياسي المنسجم منه والنقيض , حتى اكتشف الشيوعي العراقي ان تغيرا جذريا حقيقيا لابد له ان يتحقق لاسيما بعيد دراسة نتائج الانتفاضة الشعبية في عام 56 والمناصرة لمصر في تصديها للعدوان الثلاثي الغاشم . وفي اطار الاعداد للثورة وأنجازها اشتغلت قيادة الشيوعي العراقي على محورين كانا بمثابة الركيزتن الاساسيتن للثورة , وهما العمل الميداني الجماهيري التعبوي التصاعدي وحشد الدعم الخارجي ودفعه باتجاه المناصرة او التأييد . ففي مطلع العام 57طلب الحزب لقواعده العمالية اعلان الاضرابات المتواصلة والمفتوحة بقصد ارباك النظام السعيدي وشل قدراته الذاتية , ذات الطابع القمعي والتآمري وكان هذا العام قد شهد سلسلة من الاضرابات للطبقة العاملة العراقية الفتية , منها اضراب عمال معمل نسيج الوصي وعمال الكونكريت في المنصور , وعمال شركة الغزل والنسيج وعمال شركة زبلن لأنتاج البلوك , وعمال شركة ( هوكتيف الالمانية ) كذلك العمال الزراعيين , وكان الحزب قد توج الحركة الاضرابية العمالية بنجاحه في زج العديد من قياداتها في المؤتمر العمالي الاممي لكسب التاييد من جهة واكتساب الشرعية وحق التمثيل المحلي و العالمي من جهة اخرى , لتكون تلك الطبقة الفتية واحدة من اهم المفاصل النضالية الحيوية الفاعلة والمؤثرة في مستوى الاداء الثوري المرتقب . واذا كانت سلسلة الاضرابات هذه قد عرت توجهات النظام السعيدي وآليات تعامله مع قضايا الشعب المصيرية واربكته فقد حققت واحدة من اهم النتائج والتي تكمن في حسم مواقف بعض القوى المترددة , وكشفت عن المواقف المناورة والمماحكة على حساب مصالح الشعب وطبقاته وكافة شرائحه المجتمعية . ولدعم الحركة العمالية في نضالها الحاسم والجاد توفر الشيوعي العراقي على قدرة هائلة ومذهلة في تعبئة الطبقة الفلاحية العراقية والتي تعد من اكبر قواعده الجماهيرية وقتها ولم ياتي ذلك اعتباطا فاذا كان نصيرها في تحقيق وانتاج قانون المناصفة فقد كان طليعتها النضالية , حيث اوكل لزعيم الحزب الرفيق الخالد سلام عادل صياغة اهدافها وشعاراتها التكتيكية وألأستراتيجية , وكان الرفيق عادل قد وجه بحتمية العصيان الفلاحي الملسح لشل قدرات النظام المسلحة حال قيام الثورة , وكان ان استمر العصيان الفلاحي المسلح في لواء الديوانية واقضيتها وقراها حتى نهاية الثلث الثالث من حزيران عام 58 مدعوما بقوى وجماهير الحزب في كافة انحاء الفرات الاوسط , ولم يكن قرار الحزب او موقفه عفويا او آنيا قدر كونه موقفا مدروسا سياسيا وعسكريا وفي اقل تقاديره النتائجية تحقيق التطبيق الحقيقي لقانون المناصفة في ما يتعلق بالري والعائدات الزراعية بين الملاك والفلاحيين بالاضافة الى تحييد كافة القوات البوليسية المسلحة المتواجدة في منطقة الفرات الاوسط والمدعومة بافواج من الشرطة المستقدمة من بغداد واعاقتها في حال محاولتها تقديم الدعم العسكري لحكومة النظام السعيدي حال وقوع الثورة , وكان العديد من قيادات الحزب قد اجرى اتصالاته مع قيادة الفرقة الاولى المتواجدة في الديوانية من خلال ضباطها المنتمين الى الحزب لضمان موقفها الايجابي حال وقوع الثورة , ومن الجدير بالذكر ان الحزب توفر على قدرة جبارة في شغل الشارع وتهيئة المزاج الثوري والاستعداد للحدث الاكبر من خلال زجه للعديد من الفآت الاجتماعية المجربة في قدراتها النضالية كالطلبة وتنظيماته النسوية في الكثير من الفعاليات الوطنية والاممية وكان من ابرزها مشاركة اكبر وفد عراقي للشبيبة الديمقراطية المقام في موسكو في مطلع العام 57 والذي احدثت مشاركته ضجة اعلامية كبرى ووجهت الانظار الى العراق شعبا وتوجهات وتطلعات مستقبلية وكان الوفد قد لعب دورا عظيما في كسب ود العشرات من الوفود العالمية المشاركة في حتمية دعم ومناصرة الشعب العراقي في بناء دولته الوطنية الديمقراطية والفدرالية المستقبلية .اما على الصعيد الخارجي فقد لعب الرفيق سلام عادل دورا بارزا وهاما في كسب التاييد والمساندة والدعم للثورة في حال حدوثها من منظومة حلف وارسو والاتحاد السوفياتي , وجاء ذلك بعيد طلب من عبد الكريم قاسم شخصيا من قيادة الحزب بضرورة او حتمية توفير الغطاء والدعم الخارجي من المنظومة الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفييتي واذا كان الرفيق عامر عبد الله لم يتمكن من تحقيق ما كان الحزب يصبو اليه من مستوى الدعم فقد اوكلت المهمة الى الرفيق الخالد سلام عادل الذي كان يقود وفد الحزب الشيوعي العراقي المشارك في مؤتمر الاحزاب الشيوعية والعمالية المنعقد بموسكو لمناسبة الذكرى الاربعين لقيام ثورة اكتوبر . حينها تمكن سلام عادل من انتزاع موقف سوفييتي مشرف بعيد مقابلته لقيادات الشيوعي السوفيتي وفي مقدمتهم ( نكيتا خريشوف ) كما حصل الرفيق عادل على دعم من قيادة الشيوعي الصيني بعيد مقابلته لبعض القيادات في الصين وفي مقدمتهم زعيم الحزب وقائد ثورة الصين الحديثة ( ماوتسي تونغ ) وكان قد حقق نجاحا مماثل في زيارته الى جمهورية المانيا الديمقراطية التي اعلنت عن استعدادها القوي لدعم ثورة الشعب العراقي وبكافة الوسائل المتاحة ان هي حدثت , ولم يكتفي الحزب الشيوعي العراقي بذلك بل اوفد الرفيق عامر عبد الله الى كل من بلغاريا الاشتراكية وجيكوسلوفاكيا لذات الغرض وكانت نتائج الزيارة غاية في الايجابية . ولعل البعض يسال كيف تجسدت اساليب الدعم السوفيتي والدول الاشتراكية للثورة العراقية – 14 تموز58 – لقد اعلن الاتحاد السوفيتي اعترافه بالجمهورية العراقية بعيد ساعات من قيامها , واعلن باسم الكتلة الاشتراكية الاستعداد التام للتدخل العسكري الفوري لحماية الثورة في حال تعرضها الى ايما عدوان ولم ينتهي الموقف السوفييتي عند هذا الحد بل تعداه الى قيام السوفييت بمناورات عسكرية كبرى على الحدود التركية والايرانية السوفيتة المشتركة اشارة منه الى الجاهزية العسكرية اولا ومحاولة عملياتية لوجستية تقصد تثبيت قوات حلف بغداد الامبريالي في ثكناتها ثانيا , جدير بالذكر ان اكبر مسافة حدودية للعراق تشكل خط تماس مباشر مع حلف بغداد كانت تتمثل بحدوده الشمالية والشرقية ونعني بها تركية وايران . مناورات السوفييت انهت واوقفت كل امكانيات التدخل من هذين البوابتيين واسعتا المجال بكل معانيه. وبذلك كان الحزب الشيوعي العراقي قد وفر المناخات الداخلية والخارجية المناسبة والملائمة والموجبة والضامنة لنجاح ثورة تموز الخالدة . في الجزء الثاني سيحاول الكاتب الحديث عن دور الشيوعي العراقي في الثورة قبيل 48 ساعة من قيامها ودوره وعمر الثورة لم يتجاوز بضع دقائق معدودات , وسيختم الكاتب مقالاته بمقال تحت عنوان سلام عادل يكشف عن هويته دون قصد منه والجماهير تحتفي به .
ملاحظة واجبة الذكر : اعتمد الكاتب في مقاله والمقالات المزعم نشرها عن ثورة الرابع عشر من تموز على كتاب الاستاذة ثمينة ناجي يوسف الموسوم سلام عادل سيرة مناضل في جزءه الاول , كما اعتمد الكاتب على دراسة الدكتور عقيل الناصري عبد الكريم قاسم في يومه الاخير , واعتمدنا ايضا على دراسة زكي خيري وسعاد خيري الموسومة تاريخ الحزب الشيوعي العراقي مج1 ... للاهمية والامانة العلمية وجب التنويه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللهم إحمي الثورة ممن حسب عليها
كاظم الأسدي ( 2011 / 7 / 15 - 07:24 )
الأخ العزيز تحيه وتقدير أرجوا الأسراع بمواصلة المتبقي من هذا العرض التأريخي المغيب عن قطاعات واسعه من العراقيين .....لاسيما قد برز اليوم ومع ذكرى الثورة الخالدة/ البعض !! ممن حسب على الحزب أو الثورة في مرحلة ألقها وإنتصارها قدإرتدوا وإستبدلوا جلودهم وبدءوا بتشويه الحقيقه التأريخيه والناصعة البياض في وطنية الثورة وقادتها وبشهادة أعداءها بعد خمسون عاما- من إغتيالها

اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم