الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراتيل

طالب عباس الظاهر

2011 / 7 / 15
الادب والفن


تـــراتـيـــــل
طالب عباس الظاهر
(مرفوعة إلى مقام الإمام الحجة المنتظر صاحب الزمان(عج))
(1)
يا بلسم جرح الأرض الغائر
وزهو الزمن الآتي
يا تعويذة بوجه جور الطغيان
وبوصلة العقل الحائر
يا أملاً..
يا حلماًً..
يا عرساً للروح
وترتيلة مجد الإنسان
يا ربيع العمر الزاهر
وطائر شوقٍ محبتنا الأخضرَ
يا جنة آمال المحرومين
ومزمور فرحهم القادم
يا دليل خطانا التائهة
وقبلة لهفتنا الأزلية
يا عدل العدل
وجمال الحق المحجوب
ويا مزهق روح الباطل
إنا نشكوك ما ألمَّ بنا في عين الله
(2)
وحيداً في ليل الطرقات يسير
يتبعه لهاث الطرقات
مقتفياً أثر الدم
ومسارب نهر الطعنات
تهتزّ بأعصابه جراح اللحظة
وعولمة سلام خدّاع
طافح بالغدر الهمجي!
وتطاير شظايا الأجساد
أوصال مهشمةٌ
ترفع من جانب
وتسقط من آخر
جسد ينعى خاتم خطوبته
بيدٍ مبتورة الإصبعِ
وأبٌ يحمل رضيعه المتفحم!
من دون جدوى يبحث فيهم
عن بقايا الإنسان
إنّا نشكوه ما ألمَّ بنا في عين الله
(3)
الأفق دخان
وشظايا..
وأشلاء..
أيا غضب السماء
أأعاد التاريخ قبح سوءته!
فقامت ثانية كربلاء الجرح
بطوفان الدمع والدماء ؟!
وقهقهات الشمر تتعالى
لقطع كفيّ العباس!
وحرملة مازال يطربه
ذبح الرضَّعْ
ويفرحه انكسار قلب أمومة ثكلى
بفقد الأبناء
إنّا نشكوك ما ألمَّ بنا في عين الله
(4)
نائياً يجوبُ جُدب الآفاقِ
وتصحر قلوب
ما عادت تنبض بالدمِ
فيطش بذار الصبر..
الثلج!
على أديم أفئدةٍ حرى
بوداع الأحباب
ويزقُّ الانتظار مصلاً
في رحم الأزمان
ويحرس بدمعه
استطالة آماد محنتنا
بليل الأحـزان
ولا يهدأ خاطره
حتى يغفو قلقنا
كطفل مرعوبٍ
على هدهدة كفيه الحانية
فتمتص زرقة سماواتهِ اللا متناهية
غليانات توجسنا المحموم
ناثراً لآليء دمعاتنا
كنجماتٍ زاهرةٍ
على أديم بساط الليل
كي تغادرنا بحَّة صوتنا المذبوح
من قبل ولادتنا!
فنغفو على فُرش النسيانِ
وصاحب الزمن لا سكنٌ يؤويهِ
عند آخر نهارات الغربة
ولا وسادة من حجرٍ
أو زغب الريش
يضع رأسه المكدود عليها
فيستريح هنيئةً
من ثقل مصائب أرضٍ
ما عادت تطيق بقاء الطيبة
ورحمة قلب هذا الإنسان
إنّا نشكوه ما ألمَّ بنا في عين الله
(5)
وجلاً تسحب خطاك
صوب جبين النهر
فتقبل آثار نعليك الريح
ويتطهر بظلك أديم الأرض
ويشرق بالنور سوادها
متلمساً بأنامل رحمتك
ظهر نهارات معتمةً بالحقد
والشهوة
والغفلة
و...
و...
باتت أوحش من ليلٍ
ينام مفزوعاً
من كوابيس الذبح المجاني!
ليس على اللون
أو الهوية
أو الاسم
بل بقوانين المزاج الصارمة!
إنّا نشكوك ما ألمَّ بنا في عين الله
(6)
مبتهلاً من أجلِ سكينة بحر الأيام
كي يهدأ ويتجمَّل بالصبرِ
ويتجمَّل بالمرحمة
فالصبح لا بد آتٍ..
آت
والموعد لناظره لقريب
إهدأ يا هذا الليل
يا صاح، لا تكُ ملحاً على الجرح
ما لذت إليك لكي تنقلب عليََ فرعوناً !
فتزيد لظَاي زيتاً!
إهدأ... يا هذا الليل...ولا
ولا تقلق
لا...
لا تق...
ل...
ق...
فالكون تحرسه خطوة مولانا
ومولانا حاضرٌ الآن
في نسغ الشهقة!
إنّا نشكوه ما ألمَّ بنا في عين الله
(7)
غريباً تحطّ رحالك
على هذي الأرض
فتبتهج الفراشات
وطيور الحب
وتشرئب إليك
أعناق ينابيع الماء
وتعشوشب شوقاً
قفار الروح
وجدب صحارى القلب
فيصير الكون الأحدب مخضوضرا
وتبزغ في الآفاقِ
أناشيد الخصبِ
ويعلو هديل حمامات الحضرة
وتزقزق عصافير الروح
مع طلوع أذان الفجر
حين يشق الصوت
سكون الظلمة!
إنّا نشكوك ما ألمَّ بنا في عين الله
(8)
منفرداً يقطع ليل الوحشة
فيندلق شلال النور
ويهطل مطر الخير
ويعرِِّش أملٌ
من قلق الانتظار الدامي
كظلِ بسمة يتيمةٍ
وشبح فرحٍ تائه
يزور أيامنا خجلاً!
كي يمسح من وجه مدينتنا
حبيبته
حبيبتنا
آثار الدخان
بشجى القلب
وقذى العين
ويطبب بأنامله القدسية
بقايا الجرح
ويخيط تهتك عباءتها
فينتزع من قُدسِ محياها الطاهر
نثار شظايا حقدهم الأسود
ويلملم أشلاء محبتنا
ورماد ضحايانا
المتطهرة بالدم
ليعمد به وجه النهر
والتاريخ
ليحفظ عن ظهر القلب
سرَّ صمودنا
بوجه الإعصار!
ونوايا أعدائنا الشرسة
فيزقه في جذور الأشجار
وسعف نخيلنا الشامخ
لتظل أنوف أمهاتنا أبية أبداً
رغم آماد القهر
والجوع
والحرمان
فيفك طلسم سعي الفراشات
للإحتراق المقدس
في نور المأساة
إنّا نشكوه ما ألمَّ بنا في عين الله
(9)
متوحداً تمضي
صوب تخوم الآهاتِ
وضفاف الجرح
بنزيف الصبر
مستوحشاً لرجع نداء يستدعيك
وتبتل صلاةٍ للغائب
بدعاء عهدِ يناجيك
من رحم الغيبوبة
كي تسبر غور خرائط حبٍ سريَّة
بمتاهات الوجد
وبكل عفاف الشوق
وطهر حنين القلب
بالعشق العذري
تسعى إليهم
وتتفقدهم واحداً
فواحداً
فواحداً
تطرق بيد أناتك العلويَّة
على صدئ أبوابهم الموصدة
الضاربين عليها من ألفٍ ونيف
بشمع الرغبات
وختم المسكنة!
عجباً..
تعرفهم بالوجه
وبالأسماء
ويجهلونك بالمعنى
والنسب
والتاريخ!
وتغفر لهم في خضم المحنةْ
سهو الأمنيات
إنّا نشكوك ما ألمَّ بنا في عين الله
(10)
مباركة أرض وطئ ثراها
فتعطر جوّها
بطهر أنفاسه القدسيَّةَْ
وعبق زفراتِ صبرٍ حبيسةٍ
لإقامة ناموس القسط
فيغلي صدره كفوهة بركان!
بأتون الحِلم النبوي
وأجل الكتاب
وذو الفقار
مازال يزمجر في غمدهِ
جنب خاصرة الزمان
ليهدر بغضب الله
لا برحمتهِ
هذه المرَّة
في رقاب الظلم..
والجور
فيمحق بعدله
سراب عربدة الطغيان
ونشوة تجبره
المستطيلة على مرّ ِ الدهور
وامتدادات الحقب
إنّا نشكوه ما ألمَّ بنا في عين الله
[email protected]
* * *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??


.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??




.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي


.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط




.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش