الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام الروسي: يهادن على حساب كوادره...

خالد ممدوح العزي

2011 / 7 / 15
حقوق مثليي الجنس


الإعلام الروسي: يهادن على حساب كوادره...
عرضت القناة الفضائية الروسية "بتاريخ 14 تموز"يوليو"2011برنامج " بلشوي ستيركا"،" الغسالة الكبيرة الذي يقدمها الإعلامي الروسي الشهير"اندي ملاخف"، برنامجه يختص بالإعلام الاجتماعي "توك شو"، الذي يهتم بمختلف المواضيع الاجتماعية التي تختص بروسيا وشعبها من خلال حوار اجتماعي كبير يشارك فيه كافة المدعوين لنقاش المشكلة المطروحة ،ومحاولة معالجتها من قبل المعنيين ذوي الاختصاصات المختلفة وذات الخبرات المتنوعة ، في ميادين العمل الاجتماعي والنفسي والسياسي والثقافي والأكاديمي.
تعرض كل وجهات النظر في الحلقة، من خلال ضيوف يتم دعوتهم مسبقا لمناقشة المشكلة.الضيوف يمثلون شرائح اجتماعية مختلفة بدءا من ممثلين الدولة حتى المنظمات الأهلية والمجتمع المدني مرورا بالكنيسة والجامعات الروسية. لكن هذه الحلقة كان لها تميز خاص بسبب الموضوع الذي كان مطروح للنقاش والتعليق .
موضوع الحلقة التي قدمها الإعلامي هذا الأسبوع ،والتي كانت موضوع النقاش ،هي:" وكالة ريو نوفستي الروسية للإنباء " تطرد إحدى صحافيها الكبار وتنهي عمله في الوكالة استجابة للغرب وليس تنفيذا للأخلاق الصحافية والمهنية التي يجب أن يلتزم بها الإعلامي في عمله من خلال مهنية عالية تتطلب ذلك لأنه يمثل المؤسسة الإعلامية الذي يعمل بها.
نيكولي تروسكي المحلل السياسي للوكالة الروسية و يعمل فيها منذ العام 2009 . 51 عام تربى على الأخلاق السوفياتية القومية عكس التربية الجديدة التي تفتقد فيها الحدود الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية، والتي تمارس تحت شعار الحرية الشخصية والاتجاه الليبرالي للشعب الروسي.
تركوفسي تنشر مواضيعه وتحليلاته السياسية على كل صفحات النت الروسية وموقع الوكالة التي يتم ترجمتها إلى عدة لغات أجنبية بما فيها العربية،
فالمشكلة كلها تكمن في فقرة صغيرة تم التعليق فيها على إحدى المواضيع التي تخص المثلين في شبكة النت الداخلية للوكالة،لكونها الرابط الحقيقي بين موظفي الوكالة البالغ عددهم أكثر من 2000 موظف.
تروسكي يعلق لاشعوريا على مهرجان المثلين التي كانت مدينة برلين ساحة عرضه، والذي ضم أكثر من 7 ألف شخص في استعراض كرنفال مميز للبعض ومقرف ،فالتعليق خرج من قلب الصحافي الذي يتميز بتربية سوفياتية حديدية لا تزال تنظر بعين الغضب لمثل هذه العروض أو الشريحة.
تروسكي يكتب في جملته الشهيرة الذي ذهب ضحيتها بالرغم من شطبها نهائيا عن الشبكة بعد الانتباه لما كتب،فالجملة تقول: أتمنى أن ينتقل الانحلال الاجتماعي إلى روسيا الذي يظهر فيه وجود المثالية في كافة أنحاء روسيا لان هذه الديمقراطية والحرية الغربية نحن لا نريدها في روسيا لان روسيا دولة مؤمنة،ربما تحل على هؤلاء قنبلة كبيرة مؤقتة تنهي وجودهم نهائيا عن الأرض وتنظف وجودهم .بالرغم من الاعتزاز المباشر على الهواء للجميع ،لكن إدارة الوكالة التي اعتبرت إن كلامه يدغدغ مشاعر الناس ويعتبر هذا الكلام محطة للتحريض الشوفاني المتطرف على فئة من شرائح المجتمع الروسي ،وكان ردها على الإعلامي واضح من خلال إنهاء مهمته في الوكالة معللة ذلك بأنه لا يمكن للإعلامي أن يكون في النهار إعلامي وفي الليل متطرف.
الغريب في الأمر بان الوكالة وقفت وقفه سريعة أمام كلام صحافي الذي طرح كلامه ليس في الأوساط الرسمية وإنما في أحاديث مطبخ الوكالة الذي لا يتم جمركته الرسمية. لكن الوكالة نسيت قتل العشرات من السود الذين تعرضوا لهؤلاء الشباب ذات اللون الأسود من القوميات المختلفة من قبل حركات قومية شوفانية روسية ،هذه التربية المتطرفة تربى عليها عشرات الإلف من الأجيال الصاعد والتي تنتمي لحركات متطرفة نازية تعصبية جديدة،في بلد قاتل أهله وانتصروا فيه على الفاشية والنازية ،وعدم محكمة هؤلاء المتعصبين بسبب غيب قانون واضح في الدستور الروسي يعاقب هذه الحركات والأشخاص التي تخذيهم قوى تستفيد من نمو هذه الحركات القومية المتطرفة في روسيا.
لكن السؤال الهام الذي يطرح نفسه بعد طرد الصحافي من عمله والذي يعتبر الأول من نوعه في الطعاطي مع قضية المثالين الروس الذين يتعرضوا، لأصعب واخشن معاملة في روسية ،فهل تكون هذه أولى الخطوات الجديدة مع هذه المجموعة،أو خطوة نحو لفت أنظار الغرب على هذه الخطوة التي حققت انتصار واضح لهذه الأقلية الجنسية.
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا.. من ينزع فتيل


.. تركيا وسوريا.. شبح العنصرية يخيم وقطار التطبيع يسير




.. اعتقال مراهق بعد حادثة طعن في جامعة سيدني الأسترالية


.. جرب وحالات من التهابات الكبد تنتشر بين الأطفال النازحين في غ




.. سوريون يتظاهرون ضد تركيا في ريف إدلب