الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة مستمرة..

جمال الهنداوي

2011 / 7 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ليس من الصعب,ولا العسير,على المراقب المحايد لواقع الحراك السياسي في المنطقة..التقاط شذرات تتلملم وتتجمع في الافق على استحياء –وربما بلا حياء-اقرب الى التخاتل تتخذ شكل الخبر حينا والتحليل السياسي احيانا اخرى..شذرات قد تختلف في المحاور والقدرة على الاقناع..وقد تتباين في المنطلقات والمثابات..لكنها تشترك جميعها في انهمارها من دول معينة تتخذ من الحكم الاستبدادي شعارا لها..او من وسائل اعلام ممولة من تلك الدول تتبنى اعلاء الخطاب الرسمي المتمحور حول فشل ونكوص وتراجع حركة الاحتجاجات الشعبية العربية والتنظير لشيخوخة مبكرة جدا اصابت الربيع العربي واصفرت وريقاته وادخلته في مرحلة الخريف دون المرور على الفصول الاخرى..
صحف تسود واموال تبذل واقلام تؤجر واسماء ينفض عنها الغبار واخرى تلمع وكلها تزعق وتنظر لقناعات شعبية متعاظمة حول جدوى ونجاعة وحتمية الحكم الاستبدادي في المنطقة كضامن وحيد للاستقرار والامن والنظام وقدرية وتفرد الحكم العائلي المعتق باعتباره النتيجة الطبيعية لرضا الله والاستجابة الطبيعية لدعاء الامهات..
كلام كثير يتقاطر خبثا وتشفيا مع كل تلكؤ يعتري على تقدم الثوار..وتهليل اقرب للتبشير ببزوغ عهد جديد يقرع آذاننا مع كل نصر زائف لقوى الثورة المضادة..واسراف في الامل يطرأ على الاعلام الرسمي مع كل اختلاف في المواقف والرؤى هو من صميم طبيعة الحراكات السياسية المستندة على مبدأ التعددية وحرية التعبير وتسويقه كمقدمة لانقسام في القوى الثورية لن ينتهي الا بدخول الناس في طاعة السلطان افواجا مهطعين مبدين التوبة والندم وطلب المغفرة من الذنب العظيم..وكل هذا دون تقديم اجابة واضحة عن السبب في ان الثورات العربية ما زالت مستمرة..ولم يتوقف اي منها..ان لم نقل انها تنتقل من فوز ومكسب ومنجز الى آخر..اضطرادا وتناقضا ..ورغما عن التكثيف اللاهث للاستار الكثيفة من الحجب والتجاهل والتخذيل..وتتصاعد مغانمها وانتصاراتها الناجزة الى الحد الذي يتعذر معه تغطيتها بغربال الاعلام الرسمي المأجور..
ان الحقيقة الوحيدة التي يجب الالتفات اليها هي استمرارية الثورات العربية ..وتعاظم واتساع مدياتها رغم جميع الضغوط التي تتعرض لها من قوى الثورة المضادة والجهد الامني والعسكري الذي اسفر عن كل ما تحمله الانظمة القمعية من قبح واجرام وتنكر لكل القيم والمبادئ الانسانية..
الثورات مستمرة رغم الهجمات التي تستهدفها وتتقصد خطابها الوطني الحضاري والتي تتقنع بعناوين ومبادرات تتستر خلف الدعوة الى الاصلاح ومبادرات الحوار الزائف وتستبطن الانحناء حتى مرور العاصفة الشعبية لتعيد انتاج آلياتها القمعية الاستبدادية في حركة دوامية متكررة لا افق لنهايتها ولا نور في منتهى نفقها المعتم..
الثورات مستمرة في قوافل الشهداء التي تزف يوميا في دروب العزة والفخار..وفي عمق انتماء الجماهير لقضاياهم الوطنية وفي الصمود والاصرار على الاستمرار في التظاهرات والتظاهرات الاحتجاجية السلمية وتقديم المزيد من التضحيات، وفي ادامة المواجهة برغم قسوة الانظمة في تعاملها مع قوى الشعب المنتفض ضد الظلم والاقصاء والاستئثار.
الثورات مستمرة..ولم تتوقف حتى تحت وطأة الصدام مع الجيوش والقوات المستجلبة..او التعرض لتحالف الاستبداد واحقاد القرون..الثورات مستمرة..وكذلك قوى الثورة المضادة..وسيبقى السجال ما بينهما حتى تأذن مشيئة الله والارادة الشعبية الحرة بالنصر المبين..ولكن منذ الآن حتى ذلك الحين.. لن يهنأ الطغاة بيومهم..وسيضطرون يوميا لمكابدة الصحو على السؤال المؤلم عن الجديد..فحاضر العرب لن يكون كماضيهم بعد الآن..ولن يكون هناك من مكان في مستقبلهم للطغيان والحكم العائلي المغلق المستبد..ولن ينجح القمع والتنكيل في تيئيس الشعوب التي اختارت الحياة..ولن ينجح الزيف والتضليل في كبح ارادة الجماهير المتطلعة للحرية والتغيير.. وسيفضح الصبح الجهد المخذل المناهض للحرية والعدالة وحقوق الانسان..وليس الصبح ببعيد على الشعوب الحرة الثائرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى