الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي ... ثورة تموز ... ساعة الصفر

سلام الاعرجي

2011 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان تكللت جهود الشيوعي العراقي بالنجاح الباهر في كسب التاييد والحشد والمساندة والمؤازرة للثورة الوطنية المرتقبة من داخل وخارج الوطن , وبعد ان تم تامين الاتصال المباشر والدائم من قبل الحزب بالزعيم ( عبد الكريم قاسم ) الذي اصبح رئيسا للجنة العليا في حركة الضباط الاحرار- وكان ذلك يتم عن طريق رشيد مطلك - راح الحزب يؤكد نهجه السياسي المستقبلي الذي اقره في الكونفرنس الثاني للحزب عام 56 والرامي الى اسقاط حكومة نوري السعيد واقامة حكومة وطنية . وساهم الاعلام الشيوعي في تهيئة المزاج الثوري الجماهيري والارتقاء بمستويات الوعي السياسي العام الى مستوى المسؤلية الحقيقية مع مراعات ضخ جرعات التفاؤل والامل بين صفوف الجماهير , حيث كان لمقال جريدة ( اتحاد الشعب ) – مثلا - الصادر في اواخر أيار من عام 58 والموسوم ( الحكم الاسود اقتربت نهايته ) كان لهذا المقال ايقاعه الخاص في نفوس الجماهير بشكل عام حيث قدم دراسة علمية لطبيعة الاوضاع السياسية وما يمكن ان تؤل اليه حتما , وكان المقال اكد ان قوى الشعب الوطنية الساعية الى التحرر والخلاص قد قاربت بلوغ أهدافها . ومن اجل التوفر على القدرات العملياتية والناجزة سعى الحزب الى توحيد كامل خطوطه العسكرية وجعلها تتوحد في قيادة واحدة وتعمل تحت امرة الزعيم عبد الكريم قاسم حسب الرسالة الواردة من الرفيق سلام عادل الى الرفيق الشهيد فاضل البياتي مسؤل الخط العسكري والرفيق حسين سلطان مسؤل تنظيمات الحزب في الفرقة الاولى . وكان من الخطوط العسكرية الشيوعية العاملة بامرة عبد الكريم قاسم , خط خزعل الساعدي , وابراهيم العلي وخليل العلي وفاضل طه الدوري والزهيري وغيرها من الخطوط التي غادرت( منظمة القسم ) والتحقت بالخط الشيوعي العسكري الموحد . في عشية العاشر من تموز او فجر اليوم التالي تم ابلاغ الحزب بالتوقيت الاخير والنهائي لساعة الصفر حيث تم ذلك بواسطة رشيد المطلك الذي كان يمثل حلقة الوصل بين الزعيم كريم وقيادة الحزب . وبعيد ظهيرة الثاني عشر من تموز تلقت قيادات الحزب وكوادره وجماهيره من اصدقاء ومؤازرين توجيها عاما , كان التوجيه اكد على ان ثمة حدث هام سيقع و يستوجب المساندة والمؤازرة الا ان التوجيه قدر تفاؤله كان توفر في طياته على قراءة سياسية ناضجة وواقعية جدا . فقد اكد التوجيه على المساندة للحدث عبر تعبئة جماهيرية واسعة قدر المستطاع واوصى بحتمية الابتعاد عن الصنمية والشخصنة وشق الجماهير الى مجاميع متفرقة تهتف لفلان وفلان , مخافة ان تطمس قضية الشعب العراقي المصيرية والتي لخصتها شعارات الحزب في التوجيه العام على الوفق الآتي ( الخروج من حلف بغداد والغاء الاتفاقية الثنائية المبرمة مع بريطانيا والوقوف ضد مبدأ ايزنهاور ... اطلاق الحريات الديمقراطية لجماهير الشعب ... اتخاذ التدابير الفاعلة والفعالة لحماية الثروة الوطنية ... قيام حكومة وطنية مستقلة تدعم نضال الشعوب التحرري ) ولو القينا نظرة سريعة على سياسة الثورة منذ اللحظة الاولى لانطلاقتها لوجدنا كبير الاثر لسياسة الحزب فيها . ومن الخطوات والتدابير الاحتياطية المعتمدة من الحزب في حماية الثورة وتامين الاجواء لها قبيل ساعة الصفر محاولة الحزب استطلاع الاوضاع الامنية في الشارع العراقي قبيل انطلاقة الثورة بساعات معدودات . تقول السيدة ثمينة ناجي يوسف – وهذا ما اكدته وثائق الحزب والعديد من الدراسات الصادرة في هذا الخصوص – تقول عند انتصاف الليل في الثالث عشر من تموز قام الرفيق الشهيد الخالد سلام عادل برفقة الرفيق الشهيد جمال الحيدري بجولة في شوارع بغداد وضواحيها والاماكن المهمة فيها وكان الرفيق عادل قد تاكد ان كل شيء ببغداد يسير برتابة وليس ثمة ايما تحرك مشبوه قد يعيق حركة الثوار , وهذا يعني ان الرفيق عادل لو شاهد ايما تحرك مشبوه يشكل خطرا على الثورة لطلب للثوار تغيير ساعة الصفر بمعنى آخر ان دور الحزب لم يكن المؤازرة فقط بل التخطيط والتنفيذ وما يؤكد هذا الاستنتاج الدور الذي قامت به جماهير الحزب ورفاقه عند اذاعة البيان الاول للثورة حيث قامت بمحاصرة مقر الفرقة الاولى في الديوانية بمظاهرات مسلحة حالت دون ان تقدم هذه الفرقة ايما دعم للنظام وكان بامكانها ان تبلغ بغداد في اقل من ساعتين وعسكريا اقل بالكثير من هذا التوقيت , وكان من المتوقع ان يقوم اللواء الاول والمتواجد في المسيب ( 80 كم ) غربي بغداد وهو بقيادة الزعيم الركن ( رفيق عارف ) شقيق رئيس اركان الجيش في حكومة نوري السعيد , كان من المتوقع ان يقوم بحركة مضادة ويجهز على الثورة , وكان هذا اللواء عسكريا يعد وسادة بغداد وكان اوكل له حمايتها الفعلية من قبل النظام السعيدي , الا ان الرفيق الشهيد فاضل عباس المهداوي ومجموعة من رفاقه وبعض من الضباط الاحرار تمكنو من السيطرة على اللواء بعد محاصرته واستسلم آمر اللواء دون مقاومة تذكر وكان من المتوقع ان تتحرك الفرقة الثالة للاجهاز على الثورة الا أن يقضة الرفاق والدور البطولي الذي قام به الرفيق قاسم امين الجنابي في اعتقاله قائد الفرقة وتثبيت حركتها كان له كبير الاثر في ترك الساحة مفتوحة عسكريا على اقل تقدير بوجه الثوار , هذا وكان للعديد من الضباط الشيوعيين ادوارا هامة جدا منها , تكليف الرفيق الشهيد طاهر وصفي بمعالجة حماية نوري السعيد والقاء القبض عليه حيا , تكليف مجموعة الريس مصطفى عبد الله والرفيق ستار العبوسي محاصرة قصر الرحاب وعلى ان يتوجه الرفيق مصطفى عبد الله بعدها الى دار الاذاعة . كل تلك الوقائع والاحداث التي لاغبار عليها تؤكد دور الحزب في التخطيط والتنفيذ لآول وآخر ثورة شعبية عراقية في تاريخه الوطني الحديث والمعاصر , وتبقى ساعة الصفر ملحمة شعبية وطنية خالدة كان في طليعتها الشيوعي العراقي أيضا دون منافس بل و بامتياز . ,,, تنويه : اعتمد الكاتب المزيد من الدراسات سيما ما يتعلق بهذه الساعات الخالدة وكانت كافة الدراسات تجمع على الاحداث الواردة . وكان من بين الدراسات المعتمدة مؤلف السيدة ثمينة ناجي يوسف الموسوم سلام عادل سيرة مناضل . مقال منشور لثابت حبيب العاني في مجلة الثقافة الجديدة . زكي وسعاد خيري في تاريخ الحزب الشيوعي , مراجعة كافة مقتبسات السيدة ثمينة يوسف فيما يتعلق بهذه المرحلة وهي . مذكرات ابراهيم الجبوري , اسماعيل العارف في اسرار ثورة تموز , كتيب في سبيل صيانة مكاسب الثورة وتعزيز جمهوريتنا العراقية منشورات الشيوعي العراقي في ايلول 58 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونت كارلو الدولية / MCD البث المباشر – أخبار دولية, أبراج,


.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24




.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و


.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد




.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز